تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة شرح ".......فأصبحت فذكرت ذلك للنبي صلى ال... - الالبانيالشيخ : فحمله تعجبه ذلك أن ذكر الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم فشرح له القضية حتى زال تعجبه بقوله أليس قد صام بعده رمضان أي إنه عاش سنة فاكتسب فيها فضيلة...
العالم
طريقة البحث
تتمة شرح ".......فأصبحت فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال " أليس قد صام بعده رمضان وصلى ستة ألاف ركعة وكذا وكذا ركعة صلاة سنة " رواه أحمد بإسناد حسن وغيره .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : فحمله تعجبه ذلك أن ذكر الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم فشرح له القضية حتى زال تعجبه بقوله أليس قد صام بعده رمضان أي إنه عاش سنة فاكتسب فيها فضيلة صيام هذا الشهر المبارك ، ثم أليس أيضاً قد صلى ستة آلاف ركعة لم يصلها ذاك الذي مات شهيداً وهذا أجر كبير وهو عليه السلام في قوله صلى ستة آلاف ركعة فهو يشير إلى عدد ركعات الفرائض الخمس التي لا بد للمسلم أن يصليها في كل يوم وليلة ، وقوله عليه الصلاة والسلام عطفاً على قوله وصلى ستة آلاف ركعة وكَذا وكذا ركعة صلاة سنة ، إما أن يعني بهذا العطف وهو قوله وكَذا وكذا ركعة على الستة آلاف هو تحرير الضرب والجمع للصلوات الخمس في ثلاثمائة وخمس وستين يوماً وضرب هذا الحاصل بعدد الركعات سبعة عشر ركعة فيكون الحاصل ستة آلاف ومائتان وخمس ، فإما أن يعني بقوله ستة آلاف وكذا وكَذا هذه الزيادة وإما أن يعني أكثر من ذلك بأن المسلم المفروض أنه لا يقتصر على أن يصلي فقط الخمس صلوات المفروضة بل هو يضيف إلى ذلك شيئاً من السنن لا سيّما ما كان منها من الرواتب وذلك من باب الاحتياط كما دل على ذلك حديث الرسول عليه الصلاة والسلام أن المسلم يوم القيامة حينما يحاسب فأول ما يحاسب عليه الصلاة فإذا تمت صلاته كمّاً وكيفاً فقد أفلح وأنجح أما إذا نقصت أيضا كمّاً وكيفاً فقد خاب وخسر ، في هذه الحالة الأخرى ربنا عز وجل بفضله ورحمته بعباده يأمر الملائكة أن ينظروا في صحيفة هذا العبد الخاسر بسبب نقصان وقع له في صلاة الفريضة أن ينظروا إذا كان له من التطوع من التنفل فيُتمّوا له بهذا التنفل فريضته ، لذلك فينبغي على المسلم ألا يكون قنوعا على مذهب ذلك الأعرابي الذي لما سأل الرسول عليه السلام عما فرض الله عليه في كل يوم وليلة فلما أجابه بأنها خمس صلوات قال والله يا رسول الله لا أزيد عليهن ولا أنقص ومع أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال مشجعا لهذا الإنسان على الثبات في قوله والله يا رسول الله لا أزيد عليهن ولا أنقص فقال عليه السلام أفلح الرجل إن صدق دخل الجنة إن صدق ، فهذا لا ينافي أن يحتاط الإنسان لصلاته ولعبادته فيكثر ما استطاع من التطوع خشية أن يقع في فريضته من ذلك النقص الذي سبقت الإشارة إليه ، فقوله عليه الصلاة والسلام في هذا الذي تأخر موتاً وتقدم إلى الجنة دخولاً أليس قد صلى ستة آلاف ركعة وكذا وكَذا ركعة إما أن يعني فقط مجموع ركعات الفرائض وإما أن يعني زيادة أخرى على ذلك من التطوع والنوافل وهذا هو الأفضل بالنسبة لكل مسلم لا سيّما في زماننا هذا حيث أن المفاتن والمفاسد والمهلكات من أنواع شتى تتكاثر على الإنسان فتفسد عليه كثيراً من عبادته وطاعته فلا بد أن يكون عنده شيء من الاحتياطي من العبادة حتى ينجح يوم القيامة ولو بتسديد شيء بدل شيء مما ضيعه أو تهاون فيه ، فإذن هذا الحديث يوضح للمسلم كيف أن حياة الإنسان المسلم الطويلة إذا أحسن عملاً هي خير له من حياته القصيرة ، ومن أجل ذلك سيأتي بعد أحاديث تنهى المسلم عن أن يتمنى الموت ، ومن هنا يظهر كيف أن الإسلام يعالج في أتباعه الأمراض النفسية التي تجلّى في عصرنا هذا أثرها في الناس مع توفر كل أسباب الحياة المادية والرفاهية فيها ومع ذلك تجدهم مضطربين في
حياتهم أشد الاضطراب مصداقاً لقول الله عزوجل و فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى فمعيشة الضنك ليست في شغف العيش كما يتوهم كثير من قاصري العقل والفكر وناقصي الدين ، وإنما الضنك يأتي ولو كان صاحبه يعيش في أهنأ حياة مادية .
الإسلام في مثل هذه الأحاديث يطمئن المسلم أن حياته الطويلة هي خيٌر له ما دام أنه يحسن عملا ولو كانت حياته من الناحية المادية ضنكاً فستنقلب هذه الحياة بالنسبة إليه يوم القيامة حياة رفاهية على عكس حياة الكفار في هذه البلاد فهم يعيشون الآن في رفاهية ولكنهم في الآخرة كما سمعتم في الآية السابقة فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى إلى آخر الآية .

Webiste