تم نسخ النصتم نسخ العنوان
خامسا : زكاة الفطر : قدرها ، ووقتها ، ومما ت... - ابن عثيمينالشيخ : زكاة الفطر فإن أول وقتها يكون في العشر الأواخر.زكاة الفطر صاع من طعام تدفع على الفقراء. صاع من طعام، أي طعام؟ بر أو رز أو تمر أو أي طعام يكون......
العالم
طريقة البحث
خامسا : زكاة الفطر : قدرها ، ووقتها ، ومما تخرج .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : زكاة الفطر فإن أول وقتها يكون في العشر الأواخر.
زكاة الفطر صاع من طعام تدفع على الفقراء. صاع من طعام، أي طعام؟ بر أو رز أو تمر أو أي طعام يكون... إذا دفع الصائم الطعام قالوا : هذه زكاة الفطر، وتكون قبل العيد بيوم أو يومين، وأفضل ما تؤدى فيه يوم العيد قبل الصلاة، لكن أحيانا يكون على الإنسان زحمة إذا أداها في هذا الوقت فرخص له أن يتقدم بيوم أو يومين.
وما رأيكم فيما لو كان الناس في بلد قوتهم السمك، هل يجوز إخراج زكاة الفطر من السمك؟ يوجد على السواحل البعيدة في الشمال أو الجنوب قوتهم السمك؟
يصح، لقول أبي سعيد رضي الله عنه فيما رواه البخاري : كنا نخرجها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعا من طعام ، وما قاله ابن عباس رضي الله عنهما : فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين .
طيب، ما رأيكم لو أن إنسانا أخرج بدل الطعام دراهم أو ملابس أو فرشا؟ أيجزئ أو لا؟
القول الراجح: أنه لا يجزئ، لقول ابن عمر : فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير . قال : فرضها صاعا من تمر فمن أخرج غير الطعام فقد عمل عملا ليس عليه أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد أي مردود .
فإن قال قائل : إذا كنا في عصرنا هنا في المملكة العربية السعودية فإن الدراهم أحب إلى الفقير من الطعام وأنفع، لأن الطعام لا ينتفع به إلا في الأكل، والدراهم ينتفع بها في الأكل واللباس والشراب، وكذلك أيضا ربما نعطيه دراهم زكاة الفطر ويتزوج بها، قد يكون الزواج قيمة المهر فيه مائة ريال، ويتزوج بمائة ريال، وهذه فائدة عظيمة، فلماذا لا نقول بإجزاء الدراهم عن الطعام، لأنه أحسن وأنفع للفقير وأقل مؤونة أيضا حتى المخرج لا يتكلف بشراء الطعام ... دراهم بسيطة، إذا كان له أسرة بسيطة مكونة من... جعل معه مائة ريال، وأي فقير يقابله في السوق يعطيه إياها، هذا أيسر، وكلما كان أيسر فهو بالدين أليق، لأن هذا الدين يسر، والله عز وجل يقول في القرآن : يريد الله بكم اليسر ، فالدراهم أحسن من الطعام من هذه الوجوه:
أولا : أنه أنفع للفقير، لعموم الانتفاع به بخلاف الطعام .
وثانيا : أنه أيسر على المخرج.
الجواب؟ الجواب على هذا أن نقول : لا استحسان في مقابلة النص، انتبهوا لهذا، لا استحسان في مقابلة النص، فإذا جاء النص في شيء فالحسن كل الحسن فيما يقوله النص. وأقول لمن قال : إن هذا أحسن فإن ذلك ... لأن ما جاء به الشرع فهو الأحسن وإن خالف في ظاهر الأمر ما يكون هو الأحسن.
ثم لعله يكون الأحسن في وقت وفي وقت آخر يكون الأحسن الطعام، أحيانا يكون الطعام أفضل عند الناس من الدراهم والدنانير، فلا نعدل عما جاء به الشرع لمجرد استحسان رأيناه من عقولنا.

Webiste