الأسئلة : قال تعالى :" إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم " هل أهل السنة يثبتون يد الله فوق الأيد أم أنهم يؤولونها أماذا.؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : قال تعالى : إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم . هل أهل السنة يثبتون يد الله فوق الأيد أم أنهم يؤولونها أم ماذا؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا.
الشيخ : أولا يجب أن نعلم أن التأويل عند أهل السنة ليس مذموماً كله، بل ما دل الدليل عليه ليس بتأويل - يا إخواني -، لا تظنوا أن صرف الدليل عن ظاهره يكون تأويلا مذموما على الإطلاق، بل تأويل الدليل عن ظاهره إذا قام عليه دليل فإن تأويله عن ظاهره يسمي تفسيراً، - انتبه يا أخ -.
قلنا أن التأويل ليس كله مذموما، التأويل الذي هو صرف النص عن ظاهره إذا قام عليه الدليل فليس بتأويل مذموم بل هو تفسير، سواء كان الدليل الدال على صرفه عن ظاهره دليلا متصلاً بالنص، أو منفصلاً عنه.
مثال التأويل بما هو متصل : الحديث الثابت في صحيح مسلم في قوله تعالى في الحديث القدسي يخاطب العبد : عبدي جعت فلم تطعمني، ومرضت فلم تعدني ، ما ظاهر هذا الحديث ؟ ظاهره أن الله نفسه هو الذي جاع وهو الذي مرض، لكن غير مراد قطعاً، فسر هذا الحديث بنفس الحديث قال : أما علمت أن عبدي فلاناً جاع فلم تطعمه، وعبدي فلاناً مرض فلم تعده . من الذي صرف ظاهر اللفظ الأول إلى هذا المعنى وأن الذي يجوع هو الإنسان والذي يمرض هو الإنسان؟ الله عز وجل هو الذي فسر لنا كلامه، هل نقول : إن صرف ظاهر اللفظ الأول إلى هذا المعنى الثاني تأويل مذموم؟ أبدا.
طيب.
وقال الله تعالى: وإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم . ما ظاهر اللفظ ؟ أنك إذا أتممت القرآن فاستعذ، لكن قد دل الدليل المنفصل على أن المراد : إذا قرأت ، أي إذا أردت أن تقرأ، لكن عبَّر عن الإرادة بالفعل ليبين أن المراد بذلك الإرادة المقترنة بالفعل لا الإرادة السابقة، ولو أراد التعبير بالفعل لكان الإنسان إذا أراد في الصباح أن يقرأ في المساء قلنا له : استعذ بالله من الشيطان الرجيم لأنك تريد أن تقرأ في آخر النهار، لكن لما عبر بالفعل عن الإرادة دل على أن الإرادة هنا الإرادة ايش؟ التي يقترن بها الفعل.
المهم أننا إذا فهمنا هذا القاعدة - بارك الله فيكم - وهي أن التأويل الذي قام الدليل عليه ليس مذموماً عرفنا الجواب عن الآية التي ساقها السائل، وهي قوله تعالى : إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله ، هل الصحابة حين بايعوا الرسول عليه الصلاة والسلام في صلح الحديبية على القتال، هل كانوا يبايعون الله؟ أجيبوا يا إخوة ؟ لا تتوقفوا، لا، أبدا، يبايعون ... فهم في الحقيقة يبايعون الرسول مباشرة، لكن لما كان الرسول رسولا عن الله مبلغاً عنه صارت مبايعته كمبايعة الله، صار الذي يبايعه كأنما يبايع الله، يد الله فوق أيديهم : فمعلوم أن يد الله حقيقة ليست فوق أيديهم، التي فوق أيديهم عند المبايعة هي يد من؟ يد الرسول، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم كان مبلغاً عن الله، فهو يباشر المبايعة، ويده فوق أيديهم، ويجوز أن نقول : يد الله فوق أيديهم على سبيل العلو المطلق، فالله سبحانه بذاته فوق كل شيء، والله أعلم.
الشيخ : أولا يجب أن نعلم أن التأويل عند أهل السنة ليس مذموماً كله، بل ما دل الدليل عليه ليس بتأويل - يا إخواني -، لا تظنوا أن صرف الدليل عن ظاهره يكون تأويلا مذموما على الإطلاق، بل تأويل الدليل عن ظاهره إذا قام عليه دليل فإن تأويله عن ظاهره يسمي تفسيراً، - انتبه يا أخ -.
قلنا أن التأويل ليس كله مذموما، التأويل الذي هو صرف النص عن ظاهره إذا قام عليه الدليل فليس بتأويل مذموم بل هو تفسير، سواء كان الدليل الدال على صرفه عن ظاهره دليلا متصلاً بالنص، أو منفصلاً عنه.
مثال التأويل بما هو متصل : الحديث الثابت في صحيح مسلم في قوله تعالى في الحديث القدسي يخاطب العبد : عبدي جعت فلم تطعمني، ومرضت فلم تعدني ، ما ظاهر هذا الحديث ؟ ظاهره أن الله نفسه هو الذي جاع وهو الذي مرض، لكن غير مراد قطعاً، فسر هذا الحديث بنفس الحديث قال : أما علمت أن عبدي فلاناً جاع فلم تطعمه، وعبدي فلاناً مرض فلم تعده . من الذي صرف ظاهر اللفظ الأول إلى هذا المعنى وأن الذي يجوع هو الإنسان والذي يمرض هو الإنسان؟ الله عز وجل هو الذي فسر لنا كلامه، هل نقول : إن صرف ظاهر اللفظ الأول إلى هذا المعنى الثاني تأويل مذموم؟ أبدا.
طيب.
وقال الله تعالى: وإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم . ما ظاهر اللفظ ؟ أنك إذا أتممت القرآن فاستعذ، لكن قد دل الدليل المنفصل على أن المراد : إذا قرأت ، أي إذا أردت أن تقرأ، لكن عبَّر عن الإرادة بالفعل ليبين أن المراد بذلك الإرادة المقترنة بالفعل لا الإرادة السابقة، ولو أراد التعبير بالفعل لكان الإنسان إذا أراد في الصباح أن يقرأ في المساء قلنا له : استعذ بالله من الشيطان الرجيم لأنك تريد أن تقرأ في آخر النهار، لكن لما عبر بالفعل عن الإرادة دل على أن الإرادة هنا الإرادة ايش؟ التي يقترن بها الفعل.
المهم أننا إذا فهمنا هذا القاعدة - بارك الله فيكم - وهي أن التأويل الذي قام الدليل عليه ليس مذموماً عرفنا الجواب عن الآية التي ساقها السائل، وهي قوله تعالى : إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله ، هل الصحابة حين بايعوا الرسول عليه الصلاة والسلام في صلح الحديبية على القتال، هل كانوا يبايعون الله؟ أجيبوا يا إخوة ؟ لا تتوقفوا، لا، أبدا، يبايعون ... فهم في الحقيقة يبايعون الرسول مباشرة، لكن لما كان الرسول رسولا عن الله مبلغاً عنه صارت مبايعته كمبايعة الله، صار الذي يبايعه كأنما يبايع الله، يد الله فوق أيديهم : فمعلوم أن يد الله حقيقة ليست فوق أيديهم، التي فوق أيديهم عند المبايعة هي يد من؟ يد الرسول، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم كان مبلغاً عن الله، فهو يباشر المبايعة، ويده فوق أيديهم، ويجوز أن نقول : يد الله فوق أيديهم على سبيل العلو المطلق، فالله سبحانه بذاته فوق كل شيء، والله أعلم.
الفتاوى المشابهة
- تفسير قوله تعالى: ﴿يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيه... - ابن باز
- هل ذكر الفوقية في قوله تعالى: {يد الله فوق أ... - ابن عثيمين
- ما تفسير الآية (( يد الله فوق أيديهم )) .؟ - الالباني
- حديث من بايع النبي على صلاتين فقط - ابن عثيمين
- تتمة السؤال في قوله تعالى: {يد الله فوق أيدي... - ابن عثيمين
- ما معنى قوله تعالى ( يد الله فوق أيديهم ) ؟ - الالباني
- ما تفسير قوله تعالى: {يد الله فوق أيديهم}؟ - ابن باز
- قال المؤلف : "المثال الرابع عشر: قوله تعالى:... - ابن عثيمين
- قال المؤلف : "الجملة الثانية: قوله تعالى: {ي... - ابن عثيمين
- في قوله تعالى: {يد الله فوق أيديهم}هل يصح أن... - ابن عثيمين
- الأسئلة : قال تعالى :" إن الذين يبايعونك إنم... - ابن عثيمين