سائل يقول : كيف يكون الجمع بين الأحاديث التالية :" كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء وكتب الله في الذكر كل شيء ثم خلق السماوات والأرض " وحديث قلت يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه قال:" كان في عماء ثم خلق العرش بعد ذلك "وحديث :"أول ما خلق الله القلم"فالحديث الأول يدل على تقديم خلق الماء قبل العرش والحديث الثاني يبين خلق الآيات قبل العرش ، والثالث يبين أول ما خلق الله القلم فكيف يتم الجمع بينما ذكر في أول المخلوقات لأنه يمس العقيدة ويضاد ما عليه الصوفية من أن أول ما خلق الله نور سيدنا محمد .؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل :كيف يكون الجمع بين الأحاديث التالية : كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء ثم خلق السماوات والأرض رواه الشيخان. في مسند أحمد رحمة الله عليه عن لقيط بن عامر العقيلي قال: قلت يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال : كان في عماه ثم خلق العرش بعد ذلك . وحديث : أول ما خلق الله القلم . رواه أحمد والترمذي والبخاري. فالحديث الأول وكان عرشه على الماء يدل على تقديم خلق الماء والعرش وقبل كتابة الأشياء في الذكر، والحديث الثاني يبين أسبقية خلق الآيات قبل العرش، والحديث الثالث يبين أول ما خلق الله القلم.
فكيف يتم الجمع ... أول المخلوقات بارك الله فيكم، لأن ذلك يمس العقيدة ويضاد ما عليه الصوفية من أن أول ما خلق الله هو نور سيدنا محمد؟
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم.
هذه الأحاديث التي ذكرها الأخ السائل ظاهرها أنها متعارضة ولكنها في الواقع متفقة مأتلفة وليست بمختلفة.
فأول ما خلق الله من الأشياء المعلومة لنا هو العرش، خلق الله العرش واستوى عليه عز وجل بعد خلق السماوات والأرض كما قال تعالى : خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء .
وأما بالنسبة للقلم فليس في الحديث دليل على أن القلم هو أول شيء خلق، بل معنى الحديث أنه في حين خلق الله القلم أمره الله تعالى بالكتابة، فكتب مقادير كل شيء.
وأما محمد صلى الله عليه وسلم فإنه كغيره من البشر، خلق من ماء أبيه عبد الله بن عبد المطلب، ولم يتميز عن البشر بشيء من حيث الخلقة، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام عن نفسه : إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون ، فهو صلى الله عليه وسلم يجوع ويعطش ويبرد ويصيبه الحر ويمرض ويموت، كل شيء يعتري البشرية من حيث الطبيعة البشرية فإنه يعتريه صلى الله عليه وسلم، لكنه يتميز عليه الصلاة والسلام بأنه يوحى إليه، وأنه أهل للرسالة كما قال تعالى : الله أعلم حيث يجعل رسالته .
فكيف يتم الجمع ... أول المخلوقات بارك الله فيكم، لأن ذلك يمس العقيدة ويضاد ما عليه الصوفية من أن أول ما خلق الله هو نور سيدنا محمد؟
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم.
هذه الأحاديث التي ذكرها الأخ السائل ظاهرها أنها متعارضة ولكنها في الواقع متفقة مأتلفة وليست بمختلفة.
فأول ما خلق الله من الأشياء المعلومة لنا هو العرش، خلق الله العرش واستوى عليه عز وجل بعد خلق السماوات والأرض كما قال تعالى : خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء .
وأما بالنسبة للقلم فليس في الحديث دليل على أن القلم هو أول شيء خلق، بل معنى الحديث أنه في حين خلق الله القلم أمره الله تعالى بالكتابة، فكتب مقادير كل شيء.
وأما محمد صلى الله عليه وسلم فإنه كغيره من البشر، خلق من ماء أبيه عبد الله بن عبد المطلب، ولم يتميز عن البشر بشيء من حيث الخلقة، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام عن نفسه : إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون ، فهو صلى الله عليه وسلم يجوع ويعطش ويبرد ويصيبه الحر ويمرض ويموت، كل شيء يعتري البشرية من حيث الطبيعة البشرية فإنه يعتريه صلى الله عليه وسلم، لكنه يتميز عليه الصلاة والسلام بأنه يوحى إليه، وأنه أهل للرسالة كما قال تعالى : الله أعلم حيث يجعل رسالته .
الفتاوى المشابهة
- أين كان الله قبل أن يخلق الخلق ؟ - الالباني
- سائل يقول : ذكرتم حفظكم الله ورعاكم أن الله... - ابن عثيمين
- نرجو التعليق على ما يشاع عند بعض الناس أن أو... - ابن عثيمين
- معنى قول الناظم:(الكلام على مسألة أيهما قبل... - ابن عثيمين
- خلق الله نوعان . - الالباني
- ما رأيكم في هذا القول : إن الله عز وجل استوى... - ابن عثيمين
- ما المقصود بالشبه في الحديث هل هو الخلقي أو... - ابن عثيمين
- ما معنى الخلق الذي أثبته الله لغيره كما في ا... - ابن عثيمين
- هل العرش أول المخلوقات أم القلم ؟ - ابن عثيمين
- كيف الجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم ( كان ال... - الالباني
- سائل يقول : كيف يكون الجمع بين الأحاديث التا... - ابن عثيمين