تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما مدى صحة حديث : ( إنَّ الله خلق آدم على صورت... - الالبانيسؤال : فضيلة الوالد - حفظك الله - ، ما مدى صحة حديث : "إنَّ الله خلق آدم على صورته" ، وحديث : "إن الله خلق آدم على صورة الرحمن" ، وجزاك الله خير ؟الشيخ ...
العالم
طريقة البحث
ما مدى صحة حديث : ( إنَّ الله خلق آدم على صورته ) ، وحديث : ( إن الله خلق آدم على صورة الرحمن ) ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
سؤال : فضيلة الوالد - حفظك الله - ، ما مدى صحة حديث : "إنَّ الله خلق آدم على صورته" ، وحديث : "إن الله خلق آدم على صورة الرحمن" ، وجزاك الله خير ؟

الشيخ : لقد كتبنا بحثًا في هذه المسألة في بعض كتبي ، ولعل ذلك في " سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السَّيئ في الأمة " ، فإن الحديث الأول : "إن الله خلق آدم على صورته" حديث صحيح ، أخرجه الشيخان في " صحيحيهما " ، أما الحديث الآخر بلفظ : "إن الله خلق آدم على صورة الرحمن" فذكر لفظة الرحمن أحسن ما يُقال فيها : إنها شاذة ، والحقيقة إنها مُنكرة ؛ لأن هذا الحديث لو كان له إسناد صحيح لِقُلنا : إن هذه اللفظة : "الرحمن" شاذَّة على طريقة علماء الحديث : أنَّ من كان ثقًة وروى زيادةً في الحديث خالف فيها مَن هو أوثق منه تكون زيادته شاذَّة ، أما إذا كان الذي زاد على الثقة فتكون زيادته مُنكرة ، والواقع في هذا الحديث أنَّه من هذا القبيل ؛ لأنه ليس له إسناد صحيح كما فصَّلنا القول في ذلك في المصدر المشار إليه آنفًا .
أما الحديث الصحيح فله روايتان : الرواية الأولى : سبق ذكرها ، والرواية الأخرى هي التي تعارض تلك الرواية المنكرة ، وتفسِّر وتعيِّن مرجع الضمير في الرواية الصحيحة : "إن الله خلق آدم على صورته" ذلك هو حديث أبي هريرة في " صحيح البخاري " قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : "إن الله خلق آدم على صورته طوله ستُّون ذراعًا" في " صحيح البخاري " ، "إن الله خلق آدم على صورته طوله ستُّون ذراعًا" طولُ من ؟ هل رب العالمين من صفاته أن له طولًا وعرضًا ؟! حاشا لله ، وإنما هذا الحديث صريح بأن مرجع الضمير في الحديث الأول الصحيح : "إن الله خلق آدم على صورته" أي : صورة آدم ، وجاء في بعض الأحاديث أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ذَكَرَ هذا الحديث بمناسبة أن أحدهم ضرب وجه شخص فقال : "إن الله خلق آدم صورته" ، أي : إن أبناءَه على صورة آدم ، وصورة آدم جاء تفسيرها في حديث البخاري : "طوله ستُّون ذراعًا ، في ستَّة أذرع" قال - عليه الصلاة والسلام - : "فلم يزل الخلق يتناقص حتى الآن" ، فإذًا ، بعد مجيء هذا الحديث الصحيح الذي يحدِّد مرجع الضمير لم يَبْقَ مجال للتمسُّك بالحديث الثاني الذي يقول : "خلق آدم على صورة الرحمن" لسببين اثنين : أما الأول : أنه ليس له إسناد صحيح ، والآخر : أنه خالف الحديث الصحيح الذي رواه البخاري في " صحيحه " ، فالتقويم تجدونه في ذلك الموضع .
نعم .

Webiste