من قال مِن الأئمة بعدم حجِّيَّة الإجماع ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
عيد عباسي : مَن قال من أئمة المذاهب بعدم حجِّيَّة الإجماع مع الإحالة إلى المصدر ؟
الشيخ : لا أحد يقول بعدم الحجية إلا فرق ضالة بلا شك ، أما الأئمة الأربعة وغيرهم فهم يقولون بالإجماع ، والإجماع أمر ثابت ؛ كما نذكر لكم دائمًا وأبدًا أننا نقول : نحن ندعو إلى الكتاب والسنة ؛ ليس هذا فقط ، بل وعلى منهج السلف الصالح ؛ ذلك لأن كلَّ الفرق الإسلامية حديثها وقديمها لا يوجد فيهم مَن يقول : نحن لا نحتجُّ بالكتاب والسنة ، كلهم يقولون هذا ، ولكنَّ أهل الأهواء منهم يفسرون نصوص الكتاب والسنة تفسيرًا ملتويًا حتى يتفق مع أهوائهم ، وضربت لكم مرارًا القاديانية مثلًا كفرقة حديثة ؛ فَهُم لا يصرِّحون بأنهم ينكرون السنة ، وإن كانوا واقعيًّا كما أعلم ينكرون قسمًا كبيرًا منها ، ولكنهم يتأوَّلون ، السنة التي لا يسعهم إنكارها يتأوَّلونها بتأويل بعيد عن اللغة وبعيد عن تفسير سلفنا الصالح ، وكذلك يفعلون في القرآن ؛ لذلك نحن نقول : لا بد لفهم الإسلام من مصدرَيه الصافيين الكتاب والسنة فهمًا صحيحًا أن نرجع في ذلك إلى ما كان عليه السلف الصالح .
ونؤيد ذلك بأدلة من ذلك قول الله - عز وجل - وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ، فذكر هنا معنى مشاققة الرسول - عليه السلام - مخالفة سبيل المؤمنين ، فلم يذكر سبيل المؤمنين ربنا - عز وجل - في هذه الآية عبثًا ، وإنما لهذه النكتة التي ندندن حولها دائمًا وأبدًا ؛ وهو أن سبيل المؤمنين مبيِّن لنا ، ويفصِّل لنا المعنى المقصود مما أنزل الله - عز وجل - على نبيِّه ، أو مما تكلَّم به نبيُّه - عليه الصلاة والسلام - ، ومنه من هذا النَّصِّ القرآني اقتبس النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - حينما يقول - مثلًا - : عليكم بسُنَّتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، لم يكتفِ - عليه السلام - بقوله : عليكم بسنَّتي ، وإنما عَطَفَ على ذلك قوله : وسنة الخلفاء ، والسبب هو ما ذكرناه آنفًا أن سيرة هؤلاء توضِّح لنا ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من الهدى والنور ، فالإجماع لا يمكن بل لا يجوز إنكاره ، ومَن صرَّح بإنكاره فهو تصريح منه بالخروج عن جماعة المسلمين .
نعم .
عيد عباسي : كان سؤال موجَّه المرة الماضية ، لكن في آخر الدرس لعل بعضهم لم يسمع خاصة في شيء جديد .
الشيخ : لا أحد يقول بعدم الحجية إلا فرق ضالة بلا شك ، أما الأئمة الأربعة وغيرهم فهم يقولون بالإجماع ، والإجماع أمر ثابت ؛ كما نذكر لكم دائمًا وأبدًا أننا نقول : نحن ندعو إلى الكتاب والسنة ؛ ليس هذا فقط ، بل وعلى منهج السلف الصالح ؛ ذلك لأن كلَّ الفرق الإسلامية حديثها وقديمها لا يوجد فيهم مَن يقول : نحن لا نحتجُّ بالكتاب والسنة ، كلهم يقولون هذا ، ولكنَّ أهل الأهواء منهم يفسرون نصوص الكتاب والسنة تفسيرًا ملتويًا حتى يتفق مع أهوائهم ، وضربت لكم مرارًا القاديانية مثلًا كفرقة حديثة ؛ فَهُم لا يصرِّحون بأنهم ينكرون السنة ، وإن كانوا واقعيًّا كما أعلم ينكرون قسمًا كبيرًا منها ، ولكنهم يتأوَّلون ، السنة التي لا يسعهم إنكارها يتأوَّلونها بتأويل بعيد عن اللغة وبعيد عن تفسير سلفنا الصالح ، وكذلك يفعلون في القرآن ؛ لذلك نحن نقول : لا بد لفهم الإسلام من مصدرَيه الصافيين الكتاب والسنة فهمًا صحيحًا أن نرجع في ذلك إلى ما كان عليه السلف الصالح .
ونؤيد ذلك بأدلة من ذلك قول الله - عز وجل - وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ، فذكر هنا معنى مشاققة الرسول - عليه السلام - مخالفة سبيل المؤمنين ، فلم يذكر سبيل المؤمنين ربنا - عز وجل - في هذه الآية عبثًا ، وإنما لهذه النكتة التي ندندن حولها دائمًا وأبدًا ؛ وهو أن سبيل المؤمنين مبيِّن لنا ، ويفصِّل لنا المعنى المقصود مما أنزل الله - عز وجل - على نبيِّه ، أو مما تكلَّم به نبيُّه - عليه الصلاة والسلام - ، ومنه من هذا النَّصِّ القرآني اقتبس النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - حينما يقول - مثلًا - : عليكم بسُنَّتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، لم يكتفِ - عليه السلام - بقوله : عليكم بسنَّتي ، وإنما عَطَفَ على ذلك قوله : وسنة الخلفاء ، والسبب هو ما ذكرناه آنفًا أن سيرة هؤلاء توضِّح لنا ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من الهدى والنور ، فالإجماع لا يمكن بل لا يجوز إنكاره ، ومَن صرَّح بإنكاره فهو تصريح منه بالخروج عن جماعة المسلمين .
نعم .
عيد عباسي : كان سؤال موجَّه المرة الماضية ، لكن في آخر الدرس لعل بعضهم لم يسمع خاصة في شيء جديد .
الفتاوى المشابهة
- الكلام على إجماع المسلمين ، وأنه مصدر من مصادر... - الالباني
- معنى قول الناظم: (بيان النوع السادس عشر من أ... - ابن عثيمين
- ما هي حقيقة الإجماع الذي ينضبط ؟ وهل لابد أن ي... - الالباني
- ما رأيكم في الإجماع من حيث الحجية والثبوت والن... - الالباني
- عندما يذكر ابن المنذر الإجماع على مسألة هل يقص... - الالباني
- ما هي حقيقة الإجماع الذي ينضبط ؟ وهل لا بدَّ أ... - الالباني
- هل الإجماع حجة قطعية أم ظنية؟ - ابن باز
- بيان إجماع العلماء وإجماع الأمة والشذوذ و بيان... - الالباني
- ما حكم الإجماع؟ - الالباني
- من قال من أئمة المذاهب بعدم حجِّيَّة الإجماع ،... - الالباني
- من قال مِن الأئمة بعدم حجِّيَّة الإجماع ؟ - الالباني