تم نسخ النصتم نسخ العنوان
الكلام على ما يتعلق بقيام رمضان. - ابن عثيمينالشيخ : أما القيام فإن قيام رمضان مشروع سنة، سنه الرسول عليه الصلاة والسلام، والمشروع أن يكون قيام رمضان جماعة، لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قام ب...
العالم
طريقة البحث
الكلام على ما يتعلق بقيام رمضان.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : أما القيام فإن قيام رمضان مشروع سنة، سنه الرسول عليه الصلاة والسلام، والمشروع أن يكون قيام رمضان جماعة، لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قام بالناس جماعة ثلاث ليال ثم تأخر وقال : إني خشيت أن تفرض عليكم فبقي الناس بعد ذلك يصلي الرجلان والثلاثة والرجل الواحد كل علي حدة وفي خلافة عمر رضي الله عنه خرج ذات يوم فوجد الناس أوزاعا، هذا يصلي وحده والرجلان على حدة والثلاثة على حدة، فرأي رضي الله عنه أن يجمع الناس على إمام واحد، فجمعهم على تميم الداري وأبي بن كعب، هذا يصلي أحيانا وهذا يصلي أحيانا، وأمرهما أن يصلي بالناس بإحدى عشرة ركعة، هكذا ثبت في موطأ الإمام مالك رحمه الله، بأن يصلي بالناس بإحدى عشرة ركعة، كما كان الرسول عليه الصلاة والسلام لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة وهذا هو العدد الأكمل والأفضل، فالإحدى عشرة أفضل من ثلاثة عشرين، ولكن لا تكون الإحدى عشرة بالسرعة المعهودة عند كثير من الأئمة، لا تجد فيها طمأنينة ولا دعاء ولا تسبيح، غاية ما يكون أن يأتوا بالواجب، حتى في التشهد أكثر الأحيان إذا وصلنا إلى أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله قال : السلام عليكم، انتظر، صل على النبي تعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر، دع الناس يدعون الله عز وجل ولا بل فلنمش علي طول علشان نكون أول من يخرج من المسجد وإذا خرجنا نحن الأولين الناس سوف تأتون إلينا كثيرا، لكن هذا غلط، نقول اطمئن يا أخي ، متى يحصل الإنسان رمضان؟، متى يحصل؟، دع الناس يطمئنون، يدعون الله عز وجل، وبدل من أن تخرج في ساعة اخرج في ساعة ونصف، هذا الفرق، والذي ينبغي لنا أن نصلي مع الإمام حتى ينصرف من أجل أن ننال أجر الليلة كاملة، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة وإن كان نائما على فراشه فكونك تبقى مع الإمام حتى ينصرف أفضل من كون تنصرف قبل أن يتم ثم في آخر الليل تقوم، ما دام الله يسر لك إذا صليت مع الإمام قيام ليلة كاملة فاحمد الله على هذه النعمة، وقم مع الإمام حتى ينصرف، لكن إذا قال الإنسان أريد أن أتهجد بآخر الليل لأني لي عادة في ذلك، أو أرغب أن أناجي الله في آخر الليل، قلنا لا بأس، لكن إذا أوتر الإمام وسلم من وتره، فقم وائت بركعة ليكون الوتر في حقك شفع، ويكون وترك أنت آخر الليل، لقول النبي صلي الله عليه آله وسلم : اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا وقال : من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ، ومن طمع أن يقوم من آخر الليل فليوتر من أخر الليل فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل ، فإذا قال قائل كيف أخالف الإمام، الإمام صلى واحدة وأنا صليت اثنين ؟ الجواب أن هذا جائز، أليس الرجل إذا كان مقيما وصلى خلف إمام مسافر وسلم المسافر، بماذا يقوم ؟ يتم يأتي بركعتين بعد سلام إمامه، يزيد على إمامه، وهذا ما جاءت به الشريعة، هذا الرجل زاد علي إمامه لأنه ماله بالوتر، نوى أن يصلي شفع ليجعل وتره في آخر الليل، المهم هنا نوصي بوصيتين، الوصية الأولى للأئمة، والوصية الثانية لسائر الناس، أما الأئمة فإنا نوصيهم بتقوى الله عز وجل وأن يرفقوا بما ورائهم، وأن يعطوا من ورائهم مهلة من أجل أن يذكروا الله ويسبحوه ويدعوه، وإذا اقتصروا على إحدى عشرة ركعة مع الطول، كان خير من ثلاثة وعشرين مع السرعة الفادحة، حدثني من أثق به أن رجلا دخل المسجد في رمضان وهم يصلون صلاة التراويح، التراويح علي العهد السابق، فقام يصلي معهم لكن كانوا بالأول يعجلون عجلة شديدة مرة يقول فلما انصرف من الليل رأى في المنام أنه دخل هذا المسجد فوجد الجماعة يحمدون ويرقصون، الحمد معناه الواحد يشيل جسمه وينزل كذا ويرقصون، إشارة إلى أن هذه الصلاة لعب لا يطمئن فيها ولا يتمكنون من دعاء، لكن الآن ولله الحمد، خفت المسألة، صار كثير من الأئمة يطمئنون في القراءة يطمئنون في الركوع في القيام بعد الركوع في السجود في الجلوس بين السجدتين، فيحصل خير كثير، أما الوصية الثانية : فهي لعامة الناس أن يحرصوا علي هذه التراويح وأن يقوم مع الإمام حتى ينصرف، أما ما يفعله بعض الناس ولاسيما ما سبق من عهد، يصلي في هذا المسجد ركعتين، في المسجد الثاني ركعتين، والثالث ركعتين، فهذا ضياع، ضياع، نقول إذا صليت مع الإمام العشاء فاجلس في المسجد إلى أن تتم التراويح، أسأل الله أن يتمم علينا نعمته وأن يجعلنا مما يصوم رمضان ويقوم إيمانا واحتسابا إنه جواد كريم .

Webiste