الشيخ : البحث الثاني : من الذي يجب عليه الحج؟ الذي يجب عليه الحج هو المسلم البالغ العاقل المستطيع، لقول الله تبارك وتعالى : ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا والاستطاعة نوعان، استطاعة بالبدن واستطاعة بالمال، فالاستطاعة بالمال شرط للوجوب، والاستطاعة بالبدن شرط للأداء، انتبه الفرق، الاستطاعة بالمال شرط للوجوب، والاستطاعة بالبدن شرط للأداء، يعني إذا كان الإنسان فقيرا ليس عنده مال فإنه لا يجب عليه الحج، إذا كان يحتاج إلى راحلة لأنه لا يستطيع، ولو كان بدنه قويا، وإذا كان عنده مال لكنه لا يستطيع أن يحج لأنه ضعيف، إما كبير أو مريض مرضا لا يرجى برؤه، فإنه يجب عليه أن يقيم من يحج عنه، فالاستطاعة بالبدن شرط لإيش؟ أجيبوا يا جماعة، للأداء، والاستطاعة بالمال شرط للوجوب، طيب، ومن الاستطاعة بالمال أن لا يكون على الإنسان دين، فإن كان عليه دين؟ فإنه لا يلزمه الحج، ولا يأثم بتركه، ولو مات وهو لم يحج فإنه لا يعاقب، لأنه ليس بقادر، إذ أن قضاء الدين أهم من الحج، وإسقاط الله الحج عن المدين من رحمته به، فينبغي على الإنسان أن يقبل رخصة الله، وأن يقضي دينه أولا ثم يحج ثانيا، إذ لو حج بالمال لفات من قضاء دينه بمقدار ما أنفق على حجه، وأضرب لكم مثلا، في رجل عليه خمسة آلاف ريال دينا، فإذا حج فسوف ينفق ألف ريال على الأقل، إذا فات من قضاء الدين كم؟ فات من قضاء الدين ألف ريال، نقول اصرف ألف ريال في قضاء دينك، فإذا صرفته في قضاء دينك لم يبق عليك من الدين إلا أربعة آلاف ريال، واقبل رخصة الله، لا تكلف نفسك، فإن قال قائل : وهل يشمل ذلك الدين الذي لصندوق التنمية العقارية؟ فالجواب إذا كان الإنسان يستطيع الوفاء كلما حل القسط، وبيده الآن مال، مال يمكنه أن يحج به، بيده الآن مال يمكنه أن يحج به وهو يعرف أنه إذا حل القسط استطاع وفاءه، فإننا نقول إن هذا الرجل قادر فليحج، أما إذا كان لو أنفق ما عنده في الحج لحل القسط وليس بيده شيء فإننا نقول لا تحج، ادخر ما عندك من المال للقسط، ولا تظن أنك تأثم بذلك، لأن بعض الناس يقول كيف أموت وأنا ما حجيت! نقول الحمد لله، أرأيت لو كنت فقيرا ولم تزك هل تندم إذا مت وأنت لم تزك؟ لا تندم، فإذا كان الإنسان إذا مات فقيرا لم يملك مالا ولم يزك فإنه يموت على ملة تامة لا نقص فيها، أي لا نقص فيها نقصا يأثم به، فكذلك إذا كان عليه دين ولم يحج ثم مات فإنه يموت على ملة تامة ليس فيها نقص يأثم به، وهذا من نعمة الله .