ماحكم التصوير وهل يفرق بين صورة لها ظل والصور التي ليس لها ظل ؟ (وبيان علة تحريم الصور)
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : ما حكم التصوير وهل هناك فرق بين الصور التي لها ظل والتي ليس لها ظل ؟
الشيخ : هذه المسألة من هذه المسائل التي لا يزال المسلمون يختلفون فيها يقسمون الصّور إلى قسمين صور مجسمة لها ظل وصور غير مجسمة لا ظل لها هذا التقسيم لا شك يراعي الواقع لكن الشارع الحكيم هل فرق بين واقع و واقع ؟ كل المسلمين اليوم الدعاة الإسلاميين اليوم لا يخفى عليهم الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صىل الله عليه وآله وسلم كان في سفر فلما رجع و أراد أن يدخل وقف خارج البيت فسارعت عائشة إليه وقالت يا رسول الله إن كنت ألممت بذنب فإني أستغفر الله قال ماذا هذا القرام القرام هي ستارة عليها تصاوير قالت اشتريته لك يا رسول الله يعني لاستقبالك وأزين البيت بقدومك فقال عليه الصلاة و السلام إن أشد الناس عذابا يوم القيامة هؤلاء المصورون يقال لهم أحيوا ما خلقتم هل هذه الصورة كانت مجسمة ؟ لا . منقوشة على القماش ليست صنما هذا الصنم هو الذي يعبرون عنه بأنه مجسم أما الصورة على القماش على الورق على الجدار ليس له ظل هذا ليس مجسما فهذه الصورة لم تكن مجسمة وإنما كانت مطرزة أو مدهونة كماترون اليوم في كثير من الثياب وتأملوا الآن مصيبة العالم الإسلامي بهذه الفتاوى التي تصدر من بعض الناس ليسوا من العلماء ليسوا من الفقهاء يقينا هم مثقفون لكن ليس كل مثقف هو عالم ليس كل مثقف فقيها الفقيه الذي قال الرسول عليه السلام في مثله من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين هؤلاء يأخذون بعض النصوص التي تؤيد آراءهم ويعرضون عن النصوص الأخرى تخالف آراءهم ، فهذا الحديث موجود في صحيح البخاري ومسلم فبماذا تخلصوا منه قالوا يومئذ حرم الرسول عليه السلام حتى هذه الصور الغير مجسمة و التي لا ظل لها لأنهم كانوا حديث عهد بالشرك فلقطع دابر الشرك بينهم هؤلاء المسلمين وبين الشرك حرم عليهم الصورة بتاتا ما كان منها مجسما و ما كان منها غير مجسم ، خوف وخشية أن تعبد من دون الله تبارك و تعالى هذا من زخرف الكلام لماذا ؟ لأن الأحاديث التي جاءت في تحريم الصور هي أحاديث مدنية والعهد المدني كما تعلمون في ظني جميعا إن شاء الله هي المرحلة التي تلت العهد المكي الذي قضى فيه الرسول عليه السلام دعوته إلى التّوحيد ومحاربة الشرك بكل أنواعه وأشكاله وبكل وسائله ومن ذلك أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلم حرّم على هؤلاء المسلمين في العهد المكي أن يزوروا قبور المسلمين ولكن في العهد المدني قال لهم كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزورها فإنها تذكّركم الآخرة ، في هذا العهد حرّم النّبيّ صلّى الله عليه وسلم ليس في العهد المكي في العهد المدني حرّم عليهم التصوير بكلّ أشكاله وأنواعه سواء ما كان منه مجسّما له ظل أو غير مجسم ليس له ظل وحديث القرام وغيره وأحاديث كثيرة وكثيرة جدا قالوا فالرسول حرم ذلك عليهم حرصا على عقيدتهم يا ترى هل يعقل مثل هذا الكلام أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بيت النبوة في بيت عائشة التي قال لها عليه الصلاةوالسلام ذات يوم في المدينة في بيتها يا عائشة هذا جبريل يقرأك السلام قالت عليك وعليه السلام يا رسول الله ترى ما لا نرى هل يخشى الرسول عليه الصلاة والسلام على السيدة عائشة أنها لو بقيت هذه الصورة هذا القرام بقي في بيتها أن تعود إلى الشرك وهي لم تكن يوما ما مشركة أبدا لأنها ولدت في الإسلام فهو عليه السلام يخشى عليها أن تعود إلى الشرك ولذلك حذرها من هذا القرام من هذه الصورة إن سلمنا جدلا وهذا التسليم باطل فمتى يا مسلمون متى صارت هذه الصور مباحة إذا كانت في عهد المدني و في بيت النبوة و الرسالة كان محرما ففي أي وقت صار حلالا في عصر القرن العشرين حيث الطواغيت منتشرة في الدنيا كلها فهم يريدون أن يعودوا بالمسلمين إلى الوثنيّة السّابقة ويجب أن تعلموا حقيقة تاريخية كونية طبيعيّة الشر لا ينتشر بين الناس طفرة وفجأة وإنما يمشي رويدا رويدا كما قال ذلك الشاعر العربي في زمن الدولة العباسية أم الأموية قال المهم :
" أرى خلل الرماد وميض نار *** ويوشك أن يكون لها ضرام .
فإن النار من عودين تذكى *** وإن الحرب أولها الكلام "
هكذا الشر يأتي رويدا رويدا ولذلك كان من كمال الشريعة الإسلامية أنّها جاءت بنوعين من التشريع حرام لذاته حرام لغيره حرّم كل وسيلة هذه الوسيلة ليست محرّمة لذاتها وإنّما لأنها قد تؤدّي إلى أمر محرّم بذاته نحن نعلم يقينا أن أيّ مسلم يأخذ دبوس ويغطه في الخمر ويعمل هكذا ، ما تؤثر فيه هذه القطرة من الخمر الذي تعلقت برأس الدبوس لكن هذا حرام لماذا؟ لأن هذه القطرة قد تتبعها قطرة وقطرة إلى آخره كما أننا نعلم يقينا أن النظرة الأولى لك والثانية عليك إذا وجّهت نظرتك الثانية إلى امرأة لا تحل لك فهذه النظرة ما ضرتك يقينا ولا أصابت المرأة التي نظرت إليها بسوء إطلاقا ومع ذلك قال هي عليك وقال اصرف بصرك في الحديث الآخر لماذا ؟ لأنّ هذ النظرة قد تتبعها نظرة و نظرة تتبعها ثم لا يكفي وكما قال شوقي في شعره المعروف .
" نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء " ، وهذا ما أخذه من قوله عليه السلام كتب على ابن آدم حظه من الزنا فهو مدركه لا محالة فالعين تزني وزناها النظر والأذن تزني و زناها السمع واليد تزني وزناها البطش والرجل تزني وزناها المشي والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه إذا حرم هذه الأشياء المقدمات كي لا تصل إلى النهاية وهو الزنا الفاحشة الكبرى هكذا حرّم الرسول عليه السلام الصّور بكل انواعها خشية أن يعود النّاس إلى عبادة الصّور والأصنام كما وقع الأمر في الجاهليّة الأولى وهل يمكن أن يقع مثل هذا لقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول صنم لهم يسمى ذو الخليصة إذا لا بد أن يعود الشرك الأكبر إلى الناس مع الزمن فهل يأتي فجأة هذ الشرك أم تأتي على السنة التي ذكرناه آنفا " أرى خلل الرماد وميض نار " من هذا الوميض صدور فتاوى اليوم تفرق بين الصور المجسمة والصور غير المجسمة والأحاديث لم تفرق إطلاقا بين أي صورة لا فرق بين مجسمة وغير مجسمة يكفيكم قوله عليه الصلاة والسلام لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة صورة في اللغة أنتم معشر العرب صورة في اللغة لا تعني مجسمة أو غير مجسمة كلها صورة كذلك يكفيكم قوله عليه السلام كل مصور في النار مش ضرروي المصور يكون نحّاتا بالشّاكوش و الإزبيل ، لا . مصور باليد , مصور في بالنحت , مصور بالآلة الفوتوغرافية مصور بالكبسة على الآلة بطلع عشرات الأصنام هناك كل هؤلاء اسمهم مصورون كل مصور في النار لعن الله المصورين الله أكبر إذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام كما قلنا في بعض المحاضرات ما أدري إذا كان أتيح لبعض الحاضرين في هذه البلدة أو في هذا المكان أن سمعوا مرة قولنا في قوله عليه السلام كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكرر هذه القاعدة هذه الكلية في كل خطبة يخطبها هذا التكرار معناه أنه يقصد غرس هذه العقيدة في أذهان السامعين كقاعدة كلية كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فإذا رأيتم الرسول في كل الأحاديث يطلق و يعم ولا يخصص فيقول كل مصور في النار لعن الله المصورين لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة أو كلب مع ذلك نحن نقول بكل برودة دم أبرد من دم الإنكليز لا مو كل صورة محرمة و لا كل مصور لماذا ؟ لشبه عرضت لهم وهذا فيه تجديد وفيه مصلحة في اقتناء الصور هذه المصلحة إذا وجدت فالإسلام لا يحرمهما ما من شيء كما قال عليه الصلاة والسلام ما تركت شيئا يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به وما تركت شيئا يبعدكم عن الله ويقربكم إلى النار إلا ونهيتكم عنه وفي الحديث الآخر ما بعث الله نبيا إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعمله لهم هذا كل الأنبياء فما بالكم بسيد الأنبياء لقد دلنا على أخير أحسن ما يقدم كمنهج لمسلمين يريدون أن يعيشوا حياة طيبة فالآن إذا قلنا فيه مصلحة في اقتناء بعض الصور أليس عندنا دليل ؟ نعم عندنا دليل ولكن هذا الدليل لا يجوز استعماله للقضاء على القاعدة الكلية كما يفعل البعض في القضاء على كل بدعة ضلالة يأتون إلى حديث من سن في الإسلام سنة حسنة فيهمونه فهما سيئا فيعطلون الكلية التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم غرسها في نفوس أصحابه كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار الآن كل مصور في النار فهل يجوز للمصور أن يصور صورة مثلا لص مجرم لكي يوضع في مكان في العدالة مثلا في مركز للشرطة ونحو ذلك حتى يتيسر للمتتبعين لهؤلاء المؤذين للمسلمين والسارقين لأموالهم مثلا أو القتلة السّافكين للدّماء أن تصوّر لهم صورا نقول نعم هذا يجوز أما أنه تكون الصور مباحة للناس حتى الطفل الصغير تلاقيه ماش في الشارع وحامل بما يسمى بالكاميرا هذا هو الإسلام أباحه لقد أخذنا وصرنا نصلي يوم الجمعة وأمامنا شاب وطابع في ظهره صورة امرأة منفوشة الشعر أو دب أو أسد أو غير ذلك من الحيوانات دخلت الصور حتى في المساجد وليس هذا فقط دخلت المساجد وهنا نوصل كلامنا بالسؤال ذلك السائل أنه يجب أن نجمع ولا نفرق نقول دخلت الصور الآن إلى المساجد الزعيم الفلاني والشهيد الفلاني إلى آخره ، صارت الصور كلها في المساجد وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ، بهذه الطرق الملتوية في تسليك بعض المخالفات الشرعية بنوايا طيبة دخل الشرك الأكبر في قوم نوح عليه الصلاة والسلام ومن كانوا قبلهم كما أشار ربنا عز وجل في قوله وقالوا لا تذرنّ آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سوعا ولا يغوث ويعوق ونسرا هؤلاء كما يقول ابن عباس كانوا عبادا لله صالحين هدول جماعة صالحين عبّاد لله ماتوا فجاء الشيطان و قال لأتباعهم هدول ما بيجوز أن تدفنوهم في أي مكان هدول لهم تاريخ عندكم لهم سمعة لهم تأثير إذا لا تدفنوهم في مقابركم العامة ادفنوهم أمام دوركم فاستجابوا ودفنوهم في أماكن خاصة ثم تركهم جيلا ثم جاء إلى الجيل الثاني قال كما تعلمون مما بلغكم من آباكم أن هؤلاء كانوا أقواما صالحين ... القبور قد تأتي السيول والعواصف تذهب بهم فإذا ما ذا نفعل اتخذوا لهم أصناما انحتوا لهم أصناما ففعلوا و وضعوها في مكان فجاء إلى الجيل الثالث وقال هذه الأصنام كما تعلمون تمثل أقواما صالحين فلا يليق بكم أن تجعلوها في أي مكان يجب أن تضعوها في أماكن تليق بهم ففعلوها ثم ما جاء الجيل الأخير إلا يالله نذور وسجود ونحو ذلك حتى بعث نوح عليه السلام إلى هؤلاء الذين عبدوا هؤلاء الخمسة من دون الله تبارك وتعالى وهكذا يأتي الشر كما ذكرنا بالتدرج فباسم أن الصور فيها مصالح في بعض المنواحي نفتح الباب على مصرعيه وبنقول الصور حرمت من باب سد الذّريعة والآن ما عاد نخاف من الشرك ، علما أن الشرك لا يزال في المسلمين وليس في السوفيات ولا في الألمان والبريطان في المسلمين لا يزال هناك ناس يستغيثون بغير الله وينادون عبد القادر الجيلاني اللي في العراق وبطاح الجمل اللي في الشام وا وا إلى آخره ، سبحان الله نسأل الله عز وجل أن يلهمنا رشدنا وأن يعلّمنا ديننا .
الشيخ : هذه المسألة من هذه المسائل التي لا يزال المسلمون يختلفون فيها يقسمون الصّور إلى قسمين صور مجسمة لها ظل وصور غير مجسمة لا ظل لها هذا التقسيم لا شك يراعي الواقع لكن الشارع الحكيم هل فرق بين واقع و واقع ؟ كل المسلمين اليوم الدعاة الإسلاميين اليوم لا يخفى عليهم الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صىل الله عليه وآله وسلم كان في سفر فلما رجع و أراد أن يدخل وقف خارج البيت فسارعت عائشة إليه وقالت يا رسول الله إن كنت ألممت بذنب فإني أستغفر الله قال ماذا هذا القرام القرام هي ستارة عليها تصاوير قالت اشتريته لك يا رسول الله يعني لاستقبالك وأزين البيت بقدومك فقال عليه الصلاة و السلام إن أشد الناس عذابا يوم القيامة هؤلاء المصورون يقال لهم أحيوا ما خلقتم هل هذه الصورة كانت مجسمة ؟ لا . منقوشة على القماش ليست صنما هذا الصنم هو الذي يعبرون عنه بأنه مجسم أما الصورة على القماش على الورق على الجدار ليس له ظل هذا ليس مجسما فهذه الصورة لم تكن مجسمة وإنما كانت مطرزة أو مدهونة كماترون اليوم في كثير من الثياب وتأملوا الآن مصيبة العالم الإسلامي بهذه الفتاوى التي تصدر من بعض الناس ليسوا من العلماء ليسوا من الفقهاء يقينا هم مثقفون لكن ليس كل مثقف هو عالم ليس كل مثقف فقيها الفقيه الذي قال الرسول عليه السلام في مثله من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين هؤلاء يأخذون بعض النصوص التي تؤيد آراءهم ويعرضون عن النصوص الأخرى تخالف آراءهم ، فهذا الحديث موجود في صحيح البخاري ومسلم فبماذا تخلصوا منه قالوا يومئذ حرم الرسول عليه السلام حتى هذه الصور الغير مجسمة و التي لا ظل لها لأنهم كانوا حديث عهد بالشرك فلقطع دابر الشرك بينهم هؤلاء المسلمين وبين الشرك حرم عليهم الصورة بتاتا ما كان منها مجسما و ما كان منها غير مجسم ، خوف وخشية أن تعبد من دون الله تبارك و تعالى هذا من زخرف الكلام لماذا ؟ لأن الأحاديث التي جاءت في تحريم الصور هي أحاديث مدنية والعهد المدني كما تعلمون في ظني جميعا إن شاء الله هي المرحلة التي تلت العهد المكي الذي قضى فيه الرسول عليه السلام دعوته إلى التّوحيد ومحاربة الشرك بكل أنواعه وأشكاله وبكل وسائله ومن ذلك أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلم حرّم على هؤلاء المسلمين في العهد المكي أن يزوروا قبور المسلمين ولكن في العهد المدني قال لهم كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزورها فإنها تذكّركم الآخرة ، في هذا العهد حرّم النّبيّ صلّى الله عليه وسلم ليس في العهد المكي في العهد المدني حرّم عليهم التصوير بكلّ أشكاله وأنواعه سواء ما كان منه مجسّما له ظل أو غير مجسم ليس له ظل وحديث القرام وغيره وأحاديث كثيرة وكثيرة جدا قالوا فالرسول حرم ذلك عليهم حرصا على عقيدتهم يا ترى هل يعقل مثل هذا الكلام أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بيت النبوة في بيت عائشة التي قال لها عليه الصلاةوالسلام ذات يوم في المدينة في بيتها يا عائشة هذا جبريل يقرأك السلام قالت عليك وعليه السلام يا رسول الله ترى ما لا نرى هل يخشى الرسول عليه الصلاة والسلام على السيدة عائشة أنها لو بقيت هذه الصورة هذا القرام بقي في بيتها أن تعود إلى الشرك وهي لم تكن يوما ما مشركة أبدا لأنها ولدت في الإسلام فهو عليه السلام يخشى عليها أن تعود إلى الشرك ولذلك حذرها من هذا القرام من هذه الصورة إن سلمنا جدلا وهذا التسليم باطل فمتى يا مسلمون متى صارت هذه الصور مباحة إذا كانت في عهد المدني و في بيت النبوة و الرسالة كان محرما ففي أي وقت صار حلالا في عصر القرن العشرين حيث الطواغيت منتشرة في الدنيا كلها فهم يريدون أن يعودوا بالمسلمين إلى الوثنيّة السّابقة ويجب أن تعلموا حقيقة تاريخية كونية طبيعيّة الشر لا ينتشر بين الناس طفرة وفجأة وإنما يمشي رويدا رويدا كما قال ذلك الشاعر العربي في زمن الدولة العباسية أم الأموية قال المهم :
" أرى خلل الرماد وميض نار *** ويوشك أن يكون لها ضرام .
فإن النار من عودين تذكى *** وإن الحرب أولها الكلام "
هكذا الشر يأتي رويدا رويدا ولذلك كان من كمال الشريعة الإسلامية أنّها جاءت بنوعين من التشريع حرام لذاته حرام لغيره حرّم كل وسيلة هذه الوسيلة ليست محرّمة لذاتها وإنّما لأنها قد تؤدّي إلى أمر محرّم بذاته نحن نعلم يقينا أن أيّ مسلم يأخذ دبوس ويغطه في الخمر ويعمل هكذا ، ما تؤثر فيه هذه القطرة من الخمر الذي تعلقت برأس الدبوس لكن هذا حرام لماذا؟ لأن هذه القطرة قد تتبعها قطرة وقطرة إلى آخره كما أننا نعلم يقينا أن النظرة الأولى لك والثانية عليك إذا وجّهت نظرتك الثانية إلى امرأة لا تحل لك فهذه النظرة ما ضرتك يقينا ولا أصابت المرأة التي نظرت إليها بسوء إطلاقا ومع ذلك قال هي عليك وقال اصرف بصرك في الحديث الآخر لماذا ؟ لأنّ هذ النظرة قد تتبعها نظرة و نظرة تتبعها ثم لا يكفي وكما قال شوقي في شعره المعروف .
" نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء " ، وهذا ما أخذه من قوله عليه السلام كتب على ابن آدم حظه من الزنا فهو مدركه لا محالة فالعين تزني وزناها النظر والأذن تزني و زناها السمع واليد تزني وزناها البطش والرجل تزني وزناها المشي والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه إذا حرم هذه الأشياء المقدمات كي لا تصل إلى النهاية وهو الزنا الفاحشة الكبرى هكذا حرّم الرسول عليه السلام الصّور بكل انواعها خشية أن يعود النّاس إلى عبادة الصّور والأصنام كما وقع الأمر في الجاهليّة الأولى وهل يمكن أن يقع مثل هذا لقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول صنم لهم يسمى ذو الخليصة إذا لا بد أن يعود الشرك الأكبر إلى الناس مع الزمن فهل يأتي فجأة هذ الشرك أم تأتي على السنة التي ذكرناه آنفا " أرى خلل الرماد وميض نار " من هذا الوميض صدور فتاوى اليوم تفرق بين الصور المجسمة والصور غير المجسمة والأحاديث لم تفرق إطلاقا بين أي صورة لا فرق بين مجسمة وغير مجسمة يكفيكم قوله عليه الصلاة والسلام لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة صورة في اللغة أنتم معشر العرب صورة في اللغة لا تعني مجسمة أو غير مجسمة كلها صورة كذلك يكفيكم قوله عليه السلام كل مصور في النار مش ضرروي المصور يكون نحّاتا بالشّاكوش و الإزبيل ، لا . مصور باليد , مصور في بالنحت , مصور بالآلة الفوتوغرافية مصور بالكبسة على الآلة بطلع عشرات الأصنام هناك كل هؤلاء اسمهم مصورون كل مصور في النار لعن الله المصورين الله أكبر إذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام كما قلنا في بعض المحاضرات ما أدري إذا كان أتيح لبعض الحاضرين في هذه البلدة أو في هذا المكان أن سمعوا مرة قولنا في قوله عليه السلام كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكرر هذه القاعدة هذه الكلية في كل خطبة يخطبها هذا التكرار معناه أنه يقصد غرس هذه العقيدة في أذهان السامعين كقاعدة كلية كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فإذا رأيتم الرسول في كل الأحاديث يطلق و يعم ولا يخصص فيقول كل مصور في النار لعن الله المصورين لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة أو كلب مع ذلك نحن نقول بكل برودة دم أبرد من دم الإنكليز لا مو كل صورة محرمة و لا كل مصور لماذا ؟ لشبه عرضت لهم وهذا فيه تجديد وفيه مصلحة في اقتناء الصور هذه المصلحة إذا وجدت فالإسلام لا يحرمهما ما من شيء كما قال عليه الصلاة والسلام ما تركت شيئا يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به وما تركت شيئا يبعدكم عن الله ويقربكم إلى النار إلا ونهيتكم عنه وفي الحديث الآخر ما بعث الله نبيا إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعمله لهم هذا كل الأنبياء فما بالكم بسيد الأنبياء لقد دلنا على أخير أحسن ما يقدم كمنهج لمسلمين يريدون أن يعيشوا حياة طيبة فالآن إذا قلنا فيه مصلحة في اقتناء بعض الصور أليس عندنا دليل ؟ نعم عندنا دليل ولكن هذا الدليل لا يجوز استعماله للقضاء على القاعدة الكلية كما يفعل البعض في القضاء على كل بدعة ضلالة يأتون إلى حديث من سن في الإسلام سنة حسنة فيهمونه فهما سيئا فيعطلون الكلية التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم غرسها في نفوس أصحابه كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار الآن كل مصور في النار فهل يجوز للمصور أن يصور صورة مثلا لص مجرم لكي يوضع في مكان في العدالة مثلا في مركز للشرطة ونحو ذلك حتى يتيسر للمتتبعين لهؤلاء المؤذين للمسلمين والسارقين لأموالهم مثلا أو القتلة السّافكين للدّماء أن تصوّر لهم صورا نقول نعم هذا يجوز أما أنه تكون الصور مباحة للناس حتى الطفل الصغير تلاقيه ماش في الشارع وحامل بما يسمى بالكاميرا هذا هو الإسلام أباحه لقد أخذنا وصرنا نصلي يوم الجمعة وأمامنا شاب وطابع في ظهره صورة امرأة منفوشة الشعر أو دب أو أسد أو غير ذلك من الحيوانات دخلت الصور حتى في المساجد وليس هذا فقط دخلت المساجد وهنا نوصل كلامنا بالسؤال ذلك السائل أنه يجب أن نجمع ولا نفرق نقول دخلت الصور الآن إلى المساجد الزعيم الفلاني والشهيد الفلاني إلى آخره ، صارت الصور كلها في المساجد وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ، بهذه الطرق الملتوية في تسليك بعض المخالفات الشرعية بنوايا طيبة دخل الشرك الأكبر في قوم نوح عليه الصلاة والسلام ومن كانوا قبلهم كما أشار ربنا عز وجل في قوله وقالوا لا تذرنّ آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سوعا ولا يغوث ويعوق ونسرا هؤلاء كما يقول ابن عباس كانوا عبادا لله صالحين هدول جماعة صالحين عبّاد لله ماتوا فجاء الشيطان و قال لأتباعهم هدول ما بيجوز أن تدفنوهم في أي مكان هدول لهم تاريخ عندكم لهم سمعة لهم تأثير إذا لا تدفنوهم في مقابركم العامة ادفنوهم أمام دوركم فاستجابوا ودفنوهم في أماكن خاصة ثم تركهم جيلا ثم جاء إلى الجيل الثاني قال كما تعلمون مما بلغكم من آباكم أن هؤلاء كانوا أقواما صالحين ... القبور قد تأتي السيول والعواصف تذهب بهم فإذا ما ذا نفعل اتخذوا لهم أصناما انحتوا لهم أصناما ففعلوا و وضعوها في مكان فجاء إلى الجيل الثالث وقال هذه الأصنام كما تعلمون تمثل أقواما صالحين فلا يليق بكم أن تجعلوها في أي مكان يجب أن تضعوها في أماكن تليق بهم ففعلوها ثم ما جاء الجيل الأخير إلا يالله نذور وسجود ونحو ذلك حتى بعث نوح عليه السلام إلى هؤلاء الذين عبدوا هؤلاء الخمسة من دون الله تبارك وتعالى وهكذا يأتي الشر كما ذكرنا بالتدرج فباسم أن الصور فيها مصالح في بعض المنواحي نفتح الباب على مصرعيه وبنقول الصور حرمت من باب سد الذّريعة والآن ما عاد نخاف من الشرك ، علما أن الشرك لا يزال في المسلمين وليس في السوفيات ولا في الألمان والبريطان في المسلمين لا يزال هناك ناس يستغيثون بغير الله وينادون عبد القادر الجيلاني اللي في العراق وبطاح الجمل اللي في الشام وا وا إلى آخره ، سبحان الله نسأل الله عز وجل أن يلهمنا رشدنا وأن يعلّمنا ديننا .
الفتاوى المشابهة
- بيان الشيخ أن هذه الأحاديث التي أوردها كلها لي... - الالباني
- كلام الشيخ عن تحريم الصور . - الالباني
- رد الشيخ على من يتأول الأحاديث السابقة بأن الص... - الالباني
- نقض الظاهرية العصرية ، وأمثلتها : " الصورة بال... - الالباني
- هل قول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الملائكة... - الالباني
- الرَّدُّ على من يتأوَّل الأحاديث السابقة بأن ا... - الالباني
- بيان حكم التصوير المجسم وغيره. - الالباني
- من شرح كتاب " الترغيب والترهيب " ، بيان خطأ ال... - الالباني
- ما حكم التصوير، وهل هناك فرق بين الصور المجسمة... - الالباني
- كلام الشيخ عن الأحاديث التي تحرم التصوير وأنها... - الالباني
- ماحكم التصوير وهل يفرق بين صورة لها ظل والصور... - الالباني