من شرح كتاب " الترغيب والترهيب " ، بيان خطأ الكاتب الذي ذكر أن تحريم الصور خاص بالمجسَّمة دون غيرها ، وأنه لا فرق في التحريم بين الصور الفوتوغرافية والصور التي ترسم باليد المجرَّدة .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : هذا التغيير الثاني جاء الكاتب المُشار إليه وهو من علماء الأزهر فجاء بتغييرٍ فيه العجب العجاب ، وهو الذي عنيتُه بقولي : سبق في هذا الاحتيال اليهود ؛ كتب مقالًا منذ القديم حينما كانت تظهر " مجلة الأزهر " تحت عنوان " نور الإسلام " ، فكتب فيه مقالًا ذكر المذاهب حول الصورة المحرَّمة ، وهما مذهبان ؛ مذهب تحريم الصور عامَّة كما هو دلالة تعريف سابقة ، والمذهب الثاني ويُروى عن الإمام مالك أن الصور المحرَّمة إنما هي ألوان مجسَّمة ، فهذا الرجل الكاتب المُشار إليه دون أن يلتفتَ إلى هذه الأحاديث وأن يتفقَّهَ فيها تبنَّى مذهب مالك وهو مخالف بلا شك لهذه الأحاديث ، هذا المذهب الذي يقول : الصور المجسَّمة هي فقط المحرَّمة ؛ تبنَّى هذا المذهب ذلك الكاتب لغاية في نفسه ، ثم توصَّل من بعد هذه الخطوة الأولى التي انحرف فيها عن الأحاديث السابقة إلى أسسٍ أخرى خطيرة جدًّا قضى بها على كل المذاهب حتى على مذهب مالك ؛ فإنه لفَّق من مذهب مالك الذي يُحرِّم - أيضًا - الصور المجسَّمة مع جماهير العلماء ، ومن قول العلماء بأن الصورة إذا تغيَّرت هيئتها كانت حلالًا ، لفَّق من مجموع القولين المسألة الآتية ؛ فقال :
بناءً على ذلك إذا نحت الفنان - هكذا يقول : الفنان ! - صنمًا ، فلكي يتخلَّص من التحريم حفر حُفَيرة بأمِّ رأسه حتى يصل إلى الدماغ ، وهو في هذه الحالة - أي : هذا الصنم - يمثِّل إنسانًا لا يعيش ، لأنُّو لا يسمَّى إيش ؟ إنسان وفيه حفرة تصل إلى دماغه ، قال : لكن هذا عيبٌ في التمثال من الناحية الفنية ، فيعلِّم الفنانين - ما شاء الله ! - فيقول : يضع شعرًا مستعارًا على رأس الصنم فيظهر الصنم من الناحية الفنية في أتمِّ صورة وأجملها ؛ وبذلك يتخلَّص هذا الممثِّل النَّحَّات من أن يخالف أحاديث الرسول - عليه الصلاة والسلام - ؛ فهل علمتم في اليهود من احتال على حرمات الله كمثل هذا الرجل الأزهري ؟ هذا مصداق قول الرسول - عليه الصلاة والسلام - : لتتبعنَّ سننَ مَن قبلكم شبرًا بشبر ، وذراعًا بذراع ؛ حتى لو دخلوا جحر ضبٍّ لدخلتموه . هذا احتيال مما أصيب به بعض العلماء في العصر الحاضر ، ولا شك أن الذين يقرؤون مقال ذلك الفاسد - وهم من جماهير الناس ممَّن لا يعلمون هذه الأحاديث ولا فقهها - يتورَّطون ببيانه وينطلقون في النَّحت والتصوير ويحتالون على ذلك بمثل تلك الحيلة التي تعلَّمَها تلميذ بل شيخ إبليس ، هذا تحريفٌ .
ومن هذا النوع - وهو بلاء أكبر وإن كان دون السابق في الاحتيال - التفريق بين الصور اليدوية والصور الفوتوغرافية ، أو التفريق بين الصور التي تُصوَّر بالقلم أو الريشة وبين الصور التي تُصوَّر بالآلة المصوِّرة . هذا التفريق قلَّما ينجو منه عالم في العصر الحاضر ، ذلك لعموم ابتلاء الناس بهذه الآلة وصُوَرها ، فيقولون - هؤلاء الذين يفرِّقون بين الآلة المصورة ويجيزون التصوير بها وبين التصوير بالريشة - ... وعجيب ما يقولون : إن هذه الآلة أوَّلًا لم تكن في عهد الرسول - عليه الصلاة والسلام - ؛ فهي إذًا متعاطيها والمصوِّر بها لا يدخل في عموم الأحاديث السابقة ، ومنها قوله - عليه الصلاة والسلام - : كلُّ مصوّر في النار ؛ إذًا هذا المصوِّر بالآلة لا يدخل في عموم الحديث ؛ لماذا ؟ زعموا لأن الآلة ولأن المصوِّر بها لم يكن في عهد الرسول - عليه الصلاة والسلام - .
لا يكاد ينقضي عجبي عن مثل هذا الكلام وهو يصدر من علماء ، المفروض في هؤلاء العلماء أنهم يتذكَّرون دائمًا وأبدًا أن ما يقوله الرسول - عليه الصلاة والسلام - من الأحاديث ليست من عنده اجتهادًا برأيه ، وإنما هو كما قال ربُّنا - تبارك وتعالى - : وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ، فحينما قال الرسول - عليه السلام - : كلُّ مصوِّرٍ في النار يجب أن يستحضر المسلمون عامَّة فضلًا عن العلماء خاصَّتهم يجب أن يستحضروا أن هذا الكلام ليس من عنده ، كلُّ مصوِّرٍ في النار ، وإنما تلقَّاه من وحي السماء من ربِّه - تبارك وتعالى - ، .إنما صاغه بلفظه ، أما المعنى فهو من عند الله - عز وجل - ؛ فكأن الله هو الذي يقول : كلُّ مصوِّرٍ في النار ؛ لأن الرسول لا يشرِّع للناس من عند نفسه . ويؤكد لكم ذلك حديث أو أحد أحاديث أبي هريرة المتقدِّمة الذي روى عن ربِّه - تبارك وتعالى - أنه قال : ومَن أظلَمُ ممَّن ذهب يخلق كخلقي ؛ فليخلقوا ذرَّة ، فليخلقوا حبَّة ، فليخلقوا شعيرة . إذًا هذا كلام الله ، وقد جاء في سبب رواية أبي هريرة في هذا الحديث أنه مرَّ بمصوِّر يصوِّر صورًا في قصرٍ لأحد بني أمية ، يصوِّر صورةً على الجدران فروى له هذا الحديث .
فتلك الصور - أيضًا - ولو أننا نتصوَّر أنها نافعة وبارزة ، ولكن ليست بتعبير الفقهاء مجسَّمة لها ظلٌّ ؛ إذًا فالرسول - عليه السلام - حينما قال : كلُّ مصوِّرٍ في النار إنما تلقَّى هذا المعنى من عند الله - عز وجل - ، وقد صرَّح في بعض الأحاديث أن الله هو الذي ينكر على المصوِّرين تصويرهم ويوبِّخهم ، من الذي يتجرَّأ فيضاهي لله - عز وجل - فيذهب ويصوِّر كتصوير الله - عز وجل - كما قال - تعالى - : فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ؟! إذًا حينما قال - عليه الصلاة والسلام - : كلُّ مصوِّرٍ في النار هذا من وحي السماء ؛ فهل غريبٌ على وحي السماء - أي : على الله عز وجل - أن ينزِّل على النبي - صلى الله عليه وسلم - حكمًا عامًّا يشمل جزئيات لم تأتِ بعد ؛ إذا استحضرنا هذه الحقيقة لا غرابة أن الرسول - عليه السلام - حين قال : كلُّ مصوِّرٍ في النار يعني - أيضًا - المصوِّرين الذين لم يكونوا في عهده - عليه الصلاة والسلام - ؛ لأن الله هو الذي ألهَمَه أن يقول هذه الكلمة العامة الشاملة حتى للمصوِّرين بالآية الفوتوغرافية .
بناءً على ذلك إذا نحت الفنان - هكذا يقول : الفنان ! - صنمًا ، فلكي يتخلَّص من التحريم حفر حُفَيرة بأمِّ رأسه حتى يصل إلى الدماغ ، وهو في هذه الحالة - أي : هذا الصنم - يمثِّل إنسانًا لا يعيش ، لأنُّو لا يسمَّى إيش ؟ إنسان وفيه حفرة تصل إلى دماغه ، قال : لكن هذا عيبٌ في التمثال من الناحية الفنية ، فيعلِّم الفنانين - ما شاء الله ! - فيقول : يضع شعرًا مستعارًا على رأس الصنم فيظهر الصنم من الناحية الفنية في أتمِّ صورة وأجملها ؛ وبذلك يتخلَّص هذا الممثِّل النَّحَّات من أن يخالف أحاديث الرسول - عليه الصلاة والسلام - ؛ فهل علمتم في اليهود من احتال على حرمات الله كمثل هذا الرجل الأزهري ؟ هذا مصداق قول الرسول - عليه الصلاة والسلام - : لتتبعنَّ سننَ مَن قبلكم شبرًا بشبر ، وذراعًا بذراع ؛ حتى لو دخلوا جحر ضبٍّ لدخلتموه . هذا احتيال مما أصيب به بعض العلماء في العصر الحاضر ، ولا شك أن الذين يقرؤون مقال ذلك الفاسد - وهم من جماهير الناس ممَّن لا يعلمون هذه الأحاديث ولا فقهها - يتورَّطون ببيانه وينطلقون في النَّحت والتصوير ويحتالون على ذلك بمثل تلك الحيلة التي تعلَّمَها تلميذ بل شيخ إبليس ، هذا تحريفٌ .
ومن هذا النوع - وهو بلاء أكبر وإن كان دون السابق في الاحتيال - التفريق بين الصور اليدوية والصور الفوتوغرافية ، أو التفريق بين الصور التي تُصوَّر بالقلم أو الريشة وبين الصور التي تُصوَّر بالآلة المصوِّرة . هذا التفريق قلَّما ينجو منه عالم في العصر الحاضر ، ذلك لعموم ابتلاء الناس بهذه الآلة وصُوَرها ، فيقولون - هؤلاء الذين يفرِّقون بين الآلة المصورة ويجيزون التصوير بها وبين التصوير بالريشة - ... وعجيب ما يقولون : إن هذه الآلة أوَّلًا لم تكن في عهد الرسول - عليه الصلاة والسلام - ؛ فهي إذًا متعاطيها والمصوِّر بها لا يدخل في عموم الأحاديث السابقة ، ومنها قوله - عليه الصلاة والسلام - : كلُّ مصوّر في النار ؛ إذًا هذا المصوِّر بالآلة لا يدخل في عموم الحديث ؛ لماذا ؟ زعموا لأن الآلة ولأن المصوِّر بها لم يكن في عهد الرسول - عليه الصلاة والسلام - .
لا يكاد ينقضي عجبي عن مثل هذا الكلام وهو يصدر من علماء ، المفروض في هؤلاء العلماء أنهم يتذكَّرون دائمًا وأبدًا أن ما يقوله الرسول - عليه الصلاة والسلام - من الأحاديث ليست من عنده اجتهادًا برأيه ، وإنما هو كما قال ربُّنا - تبارك وتعالى - : وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ، فحينما قال الرسول - عليه السلام - : كلُّ مصوِّرٍ في النار يجب أن يستحضر المسلمون عامَّة فضلًا عن العلماء خاصَّتهم يجب أن يستحضروا أن هذا الكلام ليس من عنده ، كلُّ مصوِّرٍ في النار ، وإنما تلقَّاه من وحي السماء من ربِّه - تبارك وتعالى - ، .إنما صاغه بلفظه ، أما المعنى فهو من عند الله - عز وجل - ؛ فكأن الله هو الذي يقول : كلُّ مصوِّرٍ في النار ؛ لأن الرسول لا يشرِّع للناس من عند نفسه . ويؤكد لكم ذلك حديث أو أحد أحاديث أبي هريرة المتقدِّمة الذي روى عن ربِّه - تبارك وتعالى - أنه قال : ومَن أظلَمُ ممَّن ذهب يخلق كخلقي ؛ فليخلقوا ذرَّة ، فليخلقوا حبَّة ، فليخلقوا شعيرة . إذًا هذا كلام الله ، وقد جاء في سبب رواية أبي هريرة في هذا الحديث أنه مرَّ بمصوِّر يصوِّر صورًا في قصرٍ لأحد بني أمية ، يصوِّر صورةً على الجدران فروى له هذا الحديث .
فتلك الصور - أيضًا - ولو أننا نتصوَّر أنها نافعة وبارزة ، ولكن ليست بتعبير الفقهاء مجسَّمة لها ظلٌّ ؛ إذًا فالرسول - عليه السلام - حينما قال : كلُّ مصوِّرٍ في النار إنما تلقَّى هذا المعنى من عند الله - عز وجل - ، وقد صرَّح في بعض الأحاديث أن الله هو الذي ينكر على المصوِّرين تصويرهم ويوبِّخهم ، من الذي يتجرَّأ فيضاهي لله - عز وجل - فيذهب ويصوِّر كتصوير الله - عز وجل - كما قال - تعالى - : فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ؟! إذًا حينما قال - عليه الصلاة والسلام - : كلُّ مصوِّرٍ في النار هذا من وحي السماء ؛ فهل غريبٌ على وحي السماء - أي : على الله عز وجل - أن ينزِّل على النبي - صلى الله عليه وسلم - حكمًا عامًّا يشمل جزئيات لم تأتِ بعد ؛ إذا استحضرنا هذه الحقيقة لا غرابة أن الرسول - عليه السلام - حين قال : كلُّ مصوِّرٍ في النار يعني - أيضًا - المصوِّرين الذين لم يكونوا في عهده - عليه الصلاة والسلام - ؛ لأن الله هو الذي ألهَمَه أن يقول هذه الكلمة العامة الشاملة حتى للمصوِّرين بالآية الفوتوغرافية .
الفتاوى المشابهة
- ما حكم الصور الفوتوغرافية؟ - الالباني
- رد الشيخ على من يتأول الأحاديث السابقة بأن الص... - الالباني
- الرَّدُّ على من يتأوَّل الأحاديث السابقة بأن ا... - الالباني
- الرَّدُّ على التفريق بين الصور اليدوية والصور... - الالباني
- ما حكم التصوير، وهل هناك فرق بين الصور المجسمة... - الالباني
- ماحكم التصوير وهل يفرق بين صورة لها ظل والصور... - الالباني
- نقض الظاهرية العصرية ، وأمثلتها : " الصورة بال... - الالباني
- بيان أن هذه الأحاديث التي أورَدَها كلها ليس في... - الالباني
- بيان أن التفريق في الحكم بين الصور الفوتوغرافي... - الالباني
- بيان الشيخ أن هذه الأحاديث التي أوردها كلها لي... - الالباني
- من شرح كتاب " الترغيب والترهيب " ، بيان خطأ ال... - الالباني