الشيخ : ... ولكن لعل الأولى كان من الناحية الحديثية والإصطلاحية تقديم بن حبان في الذكر على الحاكم لأنه قال رواه أبو داود و صححه الحاكم و بن حبان فلو عكس و قال رواه أبو داود و صححه بن حبان و الحاكم كان أقرب إلى الإصطلاح الحديثي من ناحيتين اثنتين ، الناحية الأولى أن بن حبان أعلى طبقة أي أقدم من الحاكم من حيث العصر و الناحية الأخرى أن تصحيح بن حبان على ما فيه من التساهل ذكرناه في الدرس السابق و مع ذلك فلا يزال تصحيحه أنظف من تصحيح الحاكم لأن الحاكم يقال في تصحيحه ما قلناه أمس في تصحيح بن حبان و زيادة شيئا آخر و هو أن الحاكم ليس فقط أنه يصحح الأحاديث التي في أسانيدها من لا يعرف بل إنه يتعدى ذلك إلى أنه يصحح بعض الأحاديث و في أسانيدها من هو متهم بالكذب و الوضع في الحديث على النبي صلى الله عليه و آله و سلم وهذا مما لا يقع فيه بن حبان و لذلك فمن المقطوع به عند أهل العلم بالحديث أن الحاكم أشد تساهلا في التصحيح من بن حبان و أن صحيح بن حبان أنظف من صحيح مستدرك الحاكم فلما ذكرنا من علو بن حبان في الطبقة أولا ولأن تساهله في التصحيح أقل من تساهل الحاكم كان الأولى أن يقدم بن حبان في الذكر على الحاكم فيقول رواه أبو داود و صححه بن حبان و الحاكم و هذا الحديث قي الواقع إسناده صحيح .