تم نسخ النصتم نسخ العنوان
كلام الشيخ على حديث حفصة رضي الله عنها ( من لم... - الالبانيالشيخ : هنا حديث ثانٍ فيه بيان بوجوب ما يعرف عند الفقهاء بتبييت النية في صوم الفرض و بخاصة صوم رمضان لابد كل ليلة من أن ينوي العازم على الصيام في ساعة م...
العالم
طريقة البحث
كلام الشيخ على حديث حفصة رضي الله عنها ( من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له ) حديثيا وفقهيا .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : هنا حديث ثانٍ فيه بيان بوجوب ما يعرف عند الفقهاء بتبييت النية في صوم الفرض و بخاصة صوم رمضان لابد كل ليلة من أن ينوي العازم على الصيام في ساعة من الليل من بعد غروب الشمس إلى قبيل مطلع الشمس لابد أن ينوي في ساعة من هذا الليل أنه الصائم غدا فإن لم يفعل ذلك فلا صيام له و يبقى صيامه تطوعا و عليه يوم آخر يدل على ذلك هذا الحديث السابع و هو قوله و عن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال من لم يبيّت صيام قبل الفجر فلا صيام له من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له رواه الخمسة و في هذا الحديث ما يشبه الكلام السابق لكن الترجيع على خلاف ذلك لأن الحافظ يقول رواه الخمسة و قد عرفنا من الدرس السابق أن المقصود بالخمسة من هم أصحاب السنن الأربعة و الإمام أحمد هو الخامس بينما في اصطلاح آخر رواه الخمسة مسلم و أصحاب السنن الأربعة هذا المصطلح المنتقاة ، رواه الخمسة أصحاب السنن الأربعة و الإمام أحمد قال الحافظ و مال الترمذي و النسائي إلى ترجيح وقفه و قال أبو محمد بن حزم عفوا أنا ملت إلى الشرح و مال الترمذي و النسائي إلى ترجيح وقفه على حفصة و صححه مرفوعا بن خزيمة و بن حبان و للدارقطني " لا صيام لمن لم يقصده من الليل " هنا يتكلم طويلا الشارح في اختلاف الأئمة في رفع الحديث و وقفه هناك كان الخلاف في وصل الحديث و إرساله هنا اختلفوا في وقفه و رفعه يعني بعض الرواة قال عن حفصة قالت قال رسول الله و رواة آخرون قالوا عن حفصة قالت أي حديث موقوف منها لم ترفعه إلى الرسول عليه السلام فاختلف علماء الحديث كل ما بدى له و يؤيد المصنف قول من رجح رفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم لأنه قد أخرجه الطبراني من طريق أخرى أي مرفوعا و هذه الطريق الأخرى هي التي ترجح قول من رجح رفعه و تجعل قول من رجح وقفه مرجوحا .
لكن هذا الحديث لم يذكر فيه الرسول عليه السلام رمضان بل أطلق قال من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له و نحن قلنا في التمهيد لهذا الحديث أنه من لم يبيت النية في صيام الفرض و بخاصة في شهر رمضان فمن أين جئنا بهذا القيد ؟ هذا القيد جاء بالتوفيق بين هذا النص و بين حديث آخر رواه الإمام مسلم و غيره من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم مر على بعض نسائه غداة يوم فقال هل عندكم من غداء ؟ من طعام فقالوا " لا " قال عليه الصلاة و السلام إني إذا صائم فأنشأ النية في الضحوة و هنا معناه صراحة أنه ما بيّت النية من الليل لأنه يريد أن يأكل لكنه لما لم يجد عليه الصلاة و السلام طعام يتغدى به اغتنمها الفرصة ما دام هي هي حنعيش النهار بدون طعام فنجعلها إذا صياما لوجه الله تبارك تعالى فقال إني إذا صائم من هنا فرق جماهير العلماء بين صوم الفرض فيجب فيه تبييت النية لكل ليلة و بين صوم التطوع فلا يجب فيه التبييت و إنما يجوز إنشاءه ضحوة و هذا هو الأصح من مذاهب العلماء و هو مذهب الإمام الشافعي أما الأحناف فاقتصروا على القول بأنه يكفي أن ينوي شهر رمضان كله نية وحدة أول ما يدخل أو ليلة يصومها فيكفي ذلك عن صيام الشهر كله بنية واحدة لكن في هذا ما علمتم من الإهدار و الإهمال بحديث حفصة هذه أم مؤمنين نعم .

Webiste