منتقبة ترمي المتبرجات بالحجارة من بيتها وتقول إنهن ملعونات فما حكم ذلك. ؟ وما حكم لعنهن .؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
ابو اسحاق : طيب يا شيخنا في امرأة منقبة ترمي المتبرجات بالشارع بالزلط " الطوب " .
الشيخ : بالزلط .
ابو اسحاق : يعني حجارة كذا ، ويعني تأمر بناتها بأن يفعلن نفس الفعل فبحملوا الحقائب مليانة بالحجارة .
الشيخ : شو هذا خيال أم ؟ .
ابو اسحاق : والله موجود عندنا .
الشيخ : وين هذا في القرية ولا العاصمة .
ابو اسحاق : في المحافظة ، وتتأول قول النبي صلى الله عليه وسلم العنوهن فإنهن ملعونات . فطبعا لما تضرب وحده متبرجة ممكن يمسكوها ويشدوا النقاب ويضربوها وتؤخذ من القسم وتحجز في الشرطة يوم يومين حتى يأتي زوجها ويخرجها ، هل هذا الفعل جائز ؟ .
الشيخ : طبعا هذا أولا لا يجوز ؛ لأن فيه تحديا وتجاوزا للحديث الذي ذكرته فإن قوله عليه السلام: ألعنوهن فإنهن ملعونات . لا يعني ارجموهن فإنهن مرجومات يضحك الشيخ ويقول هذا أولا ، هذا أولا ؛ وثانيا انطلاقا من قوله عليه السلام لعائشة: لو لا أن قومكم حديثي عهد بالشرك لهدمت الكعبة ولبنيتها على أساس ابراهيم عليه السلام ، إلى آخر الحديث ؛ فهذا الحديث يدل على أن المسلم ينبغي أن يتبنى سياسة الرسول هذه في معالجة المنكرات ؛ فأنا لست أمنع فقط هذه الحادثة التي لما سألتني عنها ظننتها خيالا وإذا بها حقيقة ، لست أنكر هذا فقط أنه لا يجوز شرعا بل أنا أقول لا يجوز للمسلم المتحمس اليوم في تطبيق الحديث السابق أن يقول للسافرات المتبرجات لعنة الله عليكن ؛ لأن هذه اللعنة على الرغم من أنه ظاهر الحديث سيترتب من وراء القيام بها وتوجيهها إلى هؤلاء المتبرجات مفسدة كبرى قد أشرت انت إليها آنفا إلى شيء منها ؛ فحينئذ نرى استعمال المرتبة الثالثة من مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي جاء في الحديث الصحيح في مسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان . ولا شك أن هذه المسألة تختلف من بلد إلى بلد ومن زمان إلى زمان ؛ لكن أنا أقول الآن بالنسبة لسوريا والأردن وربما بلاد أخرى من الخطأ توجيه هذه اللعنة صراحة إلى المتبرجات ؛ لأن الدولة لهن اليوم ، الدولة والصولة لهن اليوم ؛ والرجال الذين هم أزواج هذه النساء هم معهن في ذلك ؛ ولذلك سيترتب فتنة ما بعدها فتنة فيما نحن إذا طبقنا النص النبوي فكيف بنا إذا تجاوزناه إلى الرجم ؛ فلا يجوز ؛ وهذا أمر واضح إن شاء الله .
ابو اسحاق : طب على هذا هل يجوز اللعنة سرا يعني أقول في نفسي ، هذا جائز ؟ .
الشيخ : نعم يجوز .
ابو اسحاق : طبعا هذا لا يتعارض مع نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن لعن الدواب والآدميين لعن معين .
الشيخ : إذا سؤالك خطأ لأنك وضعت قيد السرية .
ابو اسحاق : لا ، أنا أقول في نفسي لعنة الله عليك بيني وبين نفسي .
الشيخ : يعني في فرق بين في نفسك وفي لفظك ؟ .
ابو اسحاق : لا في لفظي .
الشيخ : آه ،
بضحك الشيخ رحمه الله
الشيخ : فاللفظ هو المهم وليس في النفس ، مادام جاء الحديث فهذا لا ينافي ذاك لأن المقصود من أحاديث إن المؤمن لا يكون لعانا أي لا يجعل ذلك ديدنه وهجيراه ؛ أما هذا لا ينافي أن يلعن من يستحق اللعن شرعا ؛ ولذلك جاء في سنن أبي داوود والأدب المفرد للبخاري وغيرهما من حديث أبي هريرة وغيره أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله جاري ظلمني ، قال: اجعل متاعك على قارعة الطريق ، فأخذ الناس يمرون به ، : مالك يا فلان ؟ جاري ظلمني ، جاري ظلمني ، قاتله الله ، لعنه الله ، قاتله الله ، لعنه الله ـ والجار يسمع ـ ؛ وهذه سياسة حكيمة من سيد الحكماء عليه الصلاة والسلام ؛ جاء الظالم لجاره يركض إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليقول يا رسول الله : مر جاري فليعيد متاعه إلى داره فقد لعنني الناس ، فقال عليه الصلاة و السلام : لقد لعنك من في السماء قبل أن يلعنك من في الأرض ، فإذا الرأي السائد عند جماهير العلماء أنه لا يجوز لعن مسلم بعينه ؛ هذا ليس على إطلاقه ، وهذا أقل ما يقال لوجود مثل هذه الأحاديث التي تصرح بأنه في بعض الأحيان يجوز لعن مسلم مسرف ظالم لنفسه لمصلحة شخصه ، فهذا من ذاك ؛ ولذلك فاللعن إن كان مما سمع به الشارع فيستثنى من كون المؤمن ليس بلعان وليس بطعان ؛ هذا جوابي .
السائل : معنى اللعنة في هذه الحالة ، هو أيضا الطرد من الرحمة .
الشيخ : ما في غير هذا ، هو دعاء وقد يستجاب الدعاء وقد لا يستجاب كما نقول نحن " رحم الله فلان " هل هذا خبر ؟ هو دعاء ، ترى الدعاء هذا قبل ورفع ؟ الله أعلم ؛ ومن هنا والكلام كما يقال ذو شجون ، يقول بعض من يذهب إلى جواز تلاوة القرآن عن روح الأموات بحاولوا يقيسوا مثلا على الصدقة والحج مثلا ونحو ذلك ، أخيرا يقولوا شو المانع أنه يقرأ وبعدين يدعي الله عز وجل أنه الله يوصل ثواب هذه التلاوة إلى هذا الميت أو الأموات هذول فيحصل له فائدة ، يحصل له أجر وثواب ؛ من أين لهم ذلك ؟ هم يفترضون أنه كلما دعا داع خلص ترا نزيت وصل الدعاء وقبل ؛ هذا يرجى ، اما انه يقطع به فهذا لا سبيل لنا إلى الجزم به إطلاقا .
الشيخ : بالزلط .
ابو اسحاق : يعني حجارة كذا ، ويعني تأمر بناتها بأن يفعلن نفس الفعل فبحملوا الحقائب مليانة بالحجارة .
الشيخ : شو هذا خيال أم ؟ .
ابو اسحاق : والله موجود عندنا .
الشيخ : وين هذا في القرية ولا العاصمة .
ابو اسحاق : في المحافظة ، وتتأول قول النبي صلى الله عليه وسلم العنوهن فإنهن ملعونات . فطبعا لما تضرب وحده متبرجة ممكن يمسكوها ويشدوا النقاب ويضربوها وتؤخذ من القسم وتحجز في الشرطة يوم يومين حتى يأتي زوجها ويخرجها ، هل هذا الفعل جائز ؟ .
الشيخ : طبعا هذا أولا لا يجوز ؛ لأن فيه تحديا وتجاوزا للحديث الذي ذكرته فإن قوله عليه السلام: ألعنوهن فإنهن ملعونات . لا يعني ارجموهن فإنهن مرجومات يضحك الشيخ ويقول هذا أولا ، هذا أولا ؛ وثانيا انطلاقا من قوله عليه السلام لعائشة: لو لا أن قومكم حديثي عهد بالشرك لهدمت الكعبة ولبنيتها على أساس ابراهيم عليه السلام ، إلى آخر الحديث ؛ فهذا الحديث يدل على أن المسلم ينبغي أن يتبنى سياسة الرسول هذه في معالجة المنكرات ؛ فأنا لست أمنع فقط هذه الحادثة التي لما سألتني عنها ظننتها خيالا وإذا بها حقيقة ، لست أنكر هذا فقط أنه لا يجوز شرعا بل أنا أقول لا يجوز للمسلم المتحمس اليوم في تطبيق الحديث السابق أن يقول للسافرات المتبرجات لعنة الله عليكن ؛ لأن هذه اللعنة على الرغم من أنه ظاهر الحديث سيترتب من وراء القيام بها وتوجيهها إلى هؤلاء المتبرجات مفسدة كبرى قد أشرت انت إليها آنفا إلى شيء منها ؛ فحينئذ نرى استعمال المرتبة الثالثة من مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي جاء في الحديث الصحيح في مسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان . ولا شك أن هذه المسألة تختلف من بلد إلى بلد ومن زمان إلى زمان ؛ لكن أنا أقول الآن بالنسبة لسوريا والأردن وربما بلاد أخرى من الخطأ توجيه هذه اللعنة صراحة إلى المتبرجات ؛ لأن الدولة لهن اليوم ، الدولة والصولة لهن اليوم ؛ والرجال الذين هم أزواج هذه النساء هم معهن في ذلك ؛ ولذلك سيترتب فتنة ما بعدها فتنة فيما نحن إذا طبقنا النص النبوي فكيف بنا إذا تجاوزناه إلى الرجم ؛ فلا يجوز ؛ وهذا أمر واضح إن شاء الله .
ابو اسحاق : طب على هذا هل يجوز اللعنة سرا يعني أقول في نفسي ، هذا جائز ؟ .
الشيخ : نعم يجوز .
ابو اسحاق : طبعا هذا لا يتعارض مع نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن لعن الدواب والآدميين لعن معين .
الشيخ : إذا سؤالك خطأ لأنك وضعت قيد السرية .
ابو اسحاق : لا ، أنا أقول في نفسي لعنة الله عليك بيني وبين نفسي .
الشيخ : يعني في فرق بين في نفسك وفي لفظك ؟ .
ابو اسحاق : لا في لفظي .
الشيخ : آه ،
بضحك الشيخ رحمه الله
الشيخ : فاللفظ هو المهم وليس في النفس ، مادام جاء الحديث فهذا لا ينافي ذاك لأن المقصود من أحاديث إن المؤمن لا يكون لعانا أي لا يجعل ذلك ديدنه وهجيراه ؛ أما هذا لا ينافي أن يلعن من يستحق اللعن شرعا ؛ ولذلك جاء في سنن أبي داوود والأدب المفرد للبخاري وغيرهما من حديث أبي هريرة وغيره أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله جاري ظلمني ، قال: اجعل متاعك على قارعة الطريق ، فأخذ الناس يمرون به ، : مالك يا فلان ؟ جاري ظلمني ، جاري ظلمني ، قاتله الله ، لعنه الله ، قاتله الله ، لعنه الله ـ والجار يسمع ـ ؛ وهذه سياسة حكيمة من سيد الحكماء عليه الصلاة والسلام ؛ جاء الظالم لجاره يركض إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليقول يا رسول الله : مر جاري فليعيد متاعه إلى داره فقد لعنني الناس ، فقال عليه الصلاة و السلام : لقد لعنك من في السماء قبل أن يلعنك من في الأرض ، فإذا الرأي السائد عند جماهير العلماء أنه لا يجوز لعن مسلم بعينه ؛ هذا ليس على إطلاقه ، وهذا أقل ما يقال لوجود مثل هذه الأحاديث التي تصرح بأنه في بعض الأحيان يجوز لعن مسلم مسرف ظالم لنفسه لمصلحة شخصه ، فهذا من ذاك ؛ ولذلك فاللعن إن كان مما سمع به الشارع فيستثنى من كون المؤمن ليس بلعان وليس بطعان ؛ هذا جوابي .
السائل : معنى اللعنة في هذه الحالة ، هو أيضا الطرد من الرحمة .
الشيخ : ما في غير هذا ، هو دعاء وقد يستجاب الدعاء وقد لا يستجاب كما نقول نحن " رحم الله فلان " هل هذا خبر ؟ هو دعاء ، ترى الدعاء هذا قبل ورفع ؟ الله أعلم ؛ ومن هنا والكلام كما يقال ذو شجون ، يقول بعض من يذهب إلى جواز تلاوة القرآن عن روح الأموات بحاولوا يقيسوا مثلا على الصدقة والحج مثلا ونحو ذلك ، أخيرا يقولوا شو المانع أنه يقرأ وبعدين يدعي الله عز وجل أنه الله يوصل ثواب هذه التلاوة إلى هذا الميت أو الأموات هذول فيحصل له فائدة ، يحصل له أجر وثواب ؛ من أين لهم ذلك ؟ هم يفترضون أنه كلما دعا داع خلص ترا نزيت وصل الدعاء وقبل ؛ هذا يرجى ، اما انه يقطع به فهذا لا سبيل لنا إلى الجزم به إطلاقا .
الفتاوى المشابهة
- هل يجوز لعن المتبرجات ؟ - الالباني
- باب جواز لعن بعض أصحاب المعاصي غير المعينين:... - ابن عثيمين
- ما تخريج هذا الحديث وما هو معناه: ( الدنيا ملع... - الالباني
- حكم لعن المرأة المتبرجة - ابن باز
- حديث : ( إلعنوهنَّ فإنهن ملعونات ) هل اللعن يك... - الالباني
- قلتم أنه لا يجوز لعن المعين فكيف توجيه حديث:... - ابن عثيمين
- هل يجوز لعن المرأة المعينة بناء على حديث ( الع... - الالباني
- ما حكم لعن من جاء الحديث بلعنه مثل المرأة المت... - الالباني
- هل يجوز لعن المتبرجات ؟ وهل هو واجب كما في الح... - الالباني
- هل يجوز لعن المتبرجة بعينها كما جاء في الحديث... - الالباني
- منتقبة ترمي المتبرجات بالحجارة من بيتها وتقول... - الالباني