الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبيّنا محمد خاتم النبيّين وإمام المتقين وعلى ءاله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، هذا الحديث صحيح أن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه، وقال: "استغفروا لأخيكم، واسألوا له التثبيت، فإنه الأن يسأل" اللهم ثبتنا يا رب العالمين، يقول: "استغفروا لأخيكم" أي اسألوا الله له المغفرة قولوا: اللهم اغفر له اللهم اغفر له اللهم اغفر له "واسألوا له التثبيت" قولوا: اللهم ثبته اللهم ثبته اللهم ثبته وإن شئت فقل: اللهم ثبته بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الأخرة.
وقوله: "فإنه الأن يسأل" "الأن" يعني بعد انتهاء دفنه "يُسأل" أي يسأله ملكان عن ربه ودينه ونبيّه فأما المؤمن الموقن جعلنا الله وإياكم منهم.
السائل : ءامين.
الشيخ : فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيّي محمد، فيُنادي منادٍ من السماء: أن صدق عبدي، فأفرشوه من الجنّة، وألبسوه من الجنّة، وافتحوا له باباً إلى الجنّة، فيُفتح له باب إلى الجنّة ويأتيه من روحها ونعيمها، ويُفسح له في قبره مدّ البصر، ويرى أنه انتقل من الدنيا إلى ما هو خيرٌ منها، وأما المرتاب -أعاذنا الله وإياكم من ذلك- فيقول: هاه هاه لا أدري، فيُضرب بمرزبة من حديد، فيصيح صيحةً يسمعها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمعها الإنسان لصعق فحينئذ يجدر بنا أن نسأل الله لهذا الميت المغفرة والتثبيت ولكن الدعاء لا يكون جماعيا بل كل إنسان يدعو بنفسه ولهذا كان الحديث كما سمعتم يقف النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: "استغفروا لأخيكم، واسألوا له التثبيت، فإنه الأن يُسأل" ولم يكن يدعو بهم عليه الصلاة والسلام. نعم.