الكلام على الغلوِّ في الدين ، ومنه الغلوُّ في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : هذا - يا سيدنا - من عدم خضوع المسلمين لأحكام ربِّ العالمين وأحاديث رسوله الكريم واستسلامهم لأهوائهم ، ربنا - عز وجل - يقول : يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقّ ، والرسول - عليه الصلاة والسلام - كما جاء في صحيح الحديث في حجَّة الوداع طلب من عبد الله بن عباس أن يلتقطَ له حصيات ، وقال له : مثل حصى الحذف ، وقال بهالمناسبة : وإياكم والغلوَّ في الدين ؛ فإنما أهلك الذين من قبلكم غلوُّهم في دينهم ، تصوَّر الرسول - عليه السلام - كان محتاط في عدم الغلوِّ أو في محاربة الغلوِّ حتى في رمي الحصيات ؛ يعني كأنه يقول : لا تغالوا وتقولوا : لا ، بدي آخذ حجر كبير لحتى أكسر عين الشيطان ، بينما نرى اليوم ... الجاهل بالصرامي ، بتلاقي الصرامي متكوّمة هناك في الجمرات كأنه قال لهم : غالوا !! وهو يقول : وإياكم والغلوَّ في الدين ؛ فإنما أهلك الذين من قبلكم غلوُّهم في دينهم ، فبتلاقي المسلمين - إلا من شاء الله - في هذا الزمان يتقرَّبون إلى الله بالغلوِّ في الدين ، يا ليت يفعلونه يعني هوى ، لكن لا ، هم يتقرَّبون إلى الله بهذا الهوى وبهذا الغلوِّ في الدين ، فيرفعون الرسول - عليه السلام - إلى مصافِّ الإله والرب الخالق - سبحانه وتعالى - حبًّا فيه ، لكن مو هيك الحب يكون ؛ هذا أشبه ما يكون بقول العامة عندنا : " من كثر ما بيحبّه بيعضّه " ، من كثر ما بيحب الرسول - عليه السلام - بيزعجه ، ... سؤالي فما بالك ، هو يقول لك : لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم ، إنما أنا عبد ؛ فقولوا : عبد الله ورسوله .
فهم لا يرضون بهذا إلا أن يخاطبوه بقوله :
فإنَّ من جودِك الدنيا وضرَّتها *** ومن علومِك علمُ اللوح والقلمِ
هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما في " صحيح البخاري " مرَّ بجارية من جواري الأنصار وهي تغنِّي وتقول في جملة ما تقول في غنائها : " وفينا نبيٌ يعلم ما في غدِ " ، ما قالت : " ومن علمك علم اللوح والقلم " ، بس : " وفينا نبيٌّ يعلم ما في غدِ " . فقال : لا يعلم الغيب إلى الله ، دَعِي هذا ، وقولي ما كنت تقولين ، ما في مانع منه ، فماذا يقول المسلم إذا سمع الناس اليوم يتقرَّبون إلى الله ويتبرَّكون بالماء الذي انصبَّت عليه تلك الأنفاس الملوَّثة بالشرك ، يتداوون بـ ، بقى فيها شيء عندكم ؟ موجودة عندنا .
السائل : موجود .
الشيخ : فكيف يقول المسلم أو يظنُّ المسلم لو كان الرسول سمع هذا الكلام : " ومن علومك علمُ اللوح والقلمِ " ، تُرى ما يخاطب هذا الإنسان بمثل ما خاطب الجارية الصغيرة على الأقل ؟ أكثر وأكثر ، ولكن الناس لا يعلمون .
سائل آخر : أستاذ ... .
الشيخ : تفضل .
سائل آخر : بني إسرائيل سألوه لموسى أنُّو يخرج الأرض من ... وبقلها قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ .
الشيخ : الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ .
سائل آخر : أيوا ، فمعنى أدنى هنا ما ... ؟
الشيخ : يعني أقل قيمة وأنفع وأقل تغذية وما شابه ذلك ، يعني شو منزلة الثوم والبصل بالنسبة للمنِّ والسلوى ؟ أيُّهما أطيب وأيُّهما ألذُّ و و إلى آخره ؟
نعم ؟
...
سائل آخر : ... .
الشيخ : طبعًا ، إي نعم ، طبعًا .
السائل : في حديث أستاذ ؟
الشيخ : إي في ، مَن أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربَنَّ مصلَّانا ؛ فإن الملائكة تتأذَّى مما يتأذَّى منه بنو آدم .
فهم لا يرضون بهذا إلا أن يخاطبوه بقوله :
فإنَّ من جودِك الدنيا وضرَّتها *** ومن علومِك علمُ اللوح والقلمِ
هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما في " صحيح البخاري " مرَّ بجارية من جواري الأنصار وهي تغنِّي وتقول في جملة ما تقول في غنائها : " وفينا نبيٌ يعلم ما في غدِ " ، ما قالت : " ومن علمك علم اللوح والقلم " ، بس : " وفينا نبيٌّ يعلم ما في غدِ " . فقال : لا يعلم الغيب إلى الله ، دَعِي هذا ، وقولي ما كنت تقولين ، ما في مانع منه ، فماذا يقول المسلم إذا سمع الناس اليوم يتقرَّبون إلى الله ويتبرَّكون بالماء الذي انصبَّت عليه تلك الأنفاس الملوَّثة بالشرك ، يتداوون بـ ، بقى فيها شيء عندكم ؟ موجودة عندنا .
السائل : موجود .
الشيخ : فكيف يقول المسلم أو يظنُّ المسلم لو كان الرسول سمع هذا الكلام : " ومن علومك علمُ اللوح والقلمِ " ، تُرى ما يخاطب هذا الإنسان بمثل ما خاطب الجارية الصغيرة على الأقل ؟ أكثر وأكثر ، ولكن الناس لا يعلمون .
سائل آخر : أستاذ ... .
الشيخ : تفضل .
سائل آخر : بني إسرائيل سألوه لموسى أنُّو يخرج الأرض من ... وبقلها قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ .
الشيخ : الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ .
سائل آخر : أيوا ، فمعنى أدنى هنا ما ... ؟
الشيخ : يعني أقل قيمة وأنفع وأقل تغذية وما شابه ذلك ، يعني شو منزلة الثوم والبصل بالنسبة للمنِّ والسلوى ؟ أيُّهما أطيب وأيُّهما ألذُّ و و إلى آخره ؟
نعم ؟
...
سائل آخر : ... .
الشيخ : طبعًا ، إي نعم ، طبعًا .
السائل : في حديث أستاذ ؟
الشيخ : إي في ، مَن أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربَنَّ مصلَّانا ؛ فإن الملائكة تتأذَّى مما يتأذَّى منه بنو آدم .
الفتاوى المشابهة
- هل الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم يختص به... - ابن عثيمين
- ورضى رسول الله منا لا غلو*** الشرك أصل عبادة... - ابن عثيمين
- حكم الغلو في النبي ﷺ - ابن باز
- كيف يُجمع بين محبتهﷺوعدم الغلو فيه؟ - ابن باز
- التحذير من الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم - ابن باز
- الغلو في الدين. - الفوزان
- الغلو والتفريط في الدين - اللجنة الدائمة
- الكلام على خطورة الغلو في الدين، والرد على برد... - الالباني
- مفهوم الغلو في الدين - ابن باز
- شرح قول المصنف : وقال قال رسول الله صلى الله... - ابن عثيمين
- الكلام على الغلوِّ في الدين ، ومنه الغلوُّ في... - الالباني