شرح قول المصنف : وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إياكم والغلو ، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو )
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إياكم والغلو ، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو ".
إياكم هذه للتحذير يعني إياكم تحذر .
والغلو معطوفة على إياكم معطوفة على إياكم. قيل : إنها معطوفة على تقدير عام إياكم أحذر وجانبوا الغلو وجانبوا الغلو نعم لأنه لا يستقيم المعنى أن يقال إياكم يحذر وأحذر الغلو لأن الغلو لا يحذَّر وإنما يحذْر فيكون المعنى إياكم نحذر ايش بعد؟ وجانبوا الغلو.
وقوله الغلو : الغلو هو مجاوزة الحد في الثناء مدحا أو ذما. و قد يشمل ما هو أكثر من ذلك أيضا. فيقال : مجاوزة الحد في الثناء وفي التعبد والعمل لأن هذا الحديث ورد بسبب الجمرات ورد في رمي الجمرات حيث أخذ النبي صلى الله عليه وسلم سبع حصيات صغار وجعل يهزهن بيديه ويقول : بأمثال هؤلاء فارموا وإياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبله الغلو .
الطالب : عن ابن عباس.
الشيخ : عن عمر.
الطالب : عن ابن عباس.
الشيخ : ... .
الطالب : عن ابن عباس.
الشيخ : طيب ما عندك قال قال وقال رسول الله.
الطالب : في الصحيحين عن ابن عباس.
الشيخ : اه؟
الطالب : ... .
الشيخ : من كان قبلكم الغلو إنما هذه أداة حصر والحصر إثبات الحكم في المحصور ونفيها عما عداه.
وقوله : أهلك أهلك الإهلاك يحتمل أن يكون المراد به هلاك الدين يحتمل أن يكون المراد به هلاك الدين ويحتمل أنه هلاك الأجسام. فعلى الأول يكون الهلك واقعا مباشرة بالغلو لأن مجرد الغلو هلاك.
وعلى الثاني : يكون الغلو سببا له بمعنى أنه إذا غلوا ثم خرجوا عن طاعة الله أهلكهم الله.
وقوله : أهلك من كان قبلكم الغلو الغلو ويش إعرابه؟ فاعل أهلك ومن من كان قبلكم مفعول مقدم. وهذا الحصر هل هو حقيقي أو هو مجازي؟ ها حقيقة.
الطالب : ... .
الشيخ : إذا قلنا حقيقة يبقى عندنا إشكال لأن هناك أحاديث أضاف النبي صلى الله عليه وسلم أسباب الهلاك إليها غير الغلو مثل قوله عليه الصلاة والسلام : إنما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد . فهنا حصران متقابلان. فإذا قلنا إنه حقيقي بمعنى أنه لا هلاك إلا بهذا حقيقة صار في الحديث بين الحديثين تناقض صار بينهما تناقض.
وإذا قلنا : إنه إضافي الحصر إضافي يعني ليس باعتبار الواقع والحقيقة ولكن باعتبار عمل معين نعم فإنه لا يكون هناك تناقض بحيث يحمل على كل واحد منهما على جهة لا تعارض الآخر أفهتم الآن؟ أقول مرة ثانية يظهر لي ... إنما أهلك من كان قلبهم الغلو هذا حصر وتقدير الكلام في المعنى : ما أهلك من كان قبلكم إلا الغلو أفهمتم؟ طيب.
هل هذا الحديث يعارض قوله صلى الله عليه وسلم : إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد أو لا يعارضه؟
نقول : إن قلنا إن الحصر حقيقي فإنه يعارضه ويناقضه وإن قلنا إنه إضافي فإنه لا معارضة وحينئذ يتعين أن يكون إضافيا لئلا يقع التعارض بين كلام الرسول صلى الله عليه وسلم إذن أهلك من كان قبلكم الغلو هذا الحصر باعتبار ايش؟ باعتبار التعبد يهلك الناس بالغلو في التعبد.
والحديث الذي أشرنا إليه أهلك في الحدود والحقوق بين الناس نعم في الحكم بين الناس فهو سبب للهلاك باعتبار الحكم بين الناس إنه مهلكة يهلكون الناس به إذا هم أقاموا الحد على الوضيع دون الشريف. أما هنا فباعتبار العبادة والتعبد لله إذا غلا الإنسان فيها هلك. وهذا حقيقة أو هو الواقع أن الإنسان إذا غلا في عبادة الله فإنه يهلك لأن نفس الغلو مخالف للشرع فهو هلاك وهو أيضا سبب للهلاك قد يكون سببا للهلاك الحسي الذي هو موت الإنسان وفقد الحياة الجسدية.
هذا الحديث يحذر فيه الرسول عليه الصلاة والسلام أمته من أي شيء؟ من الغلو ويبرهن على أن الغلو سبب للهلاك بأنه أهلك الأمم السابقة فيستفاد منه تحريم الغلو من وجهين :
الوجه الأول : تحذير النبي صلى الله عليه وسلم منه والتحذير نهي وزيادة.
الوجه الثاني : أنه سبب لإهلاك الأمم كما هلك من قبلنا.
والناس في العبادة طرفان ووسط. فمنهم المفرِّط ومنهم المفرط ومنهم المتوسط.
ودين الله تعالى بين الغالي فيه والجافي عنه وكون الإنسان معتدلا لا يميل إلى هذا ولا إلى هذا هذا هو الواجب فلا يجوز التشدد في الدين والمبالغة ولا يجوز التهاون وعدم المبالاة بل كن وسطا بين هذا وهذا.
والغلو له أقسام كثيرة منها الغلو في العقيدة ومنها الغلو في العبادة ومنها : الغلو في المعاملة. أما الغلو في العقيدة فمثل ما تشدق فيه أهل الكلام بالنسبة لإثبات الصفات فإن أهل الكلام تشدقوا وتعمقوا حتى وصلوا إلى الهلاك قطعا أدى بهم هذا التعمق إلى واحد من أمرين : إما التمثيل وإما التعطيل. إما التمثيل وإما التعطيل يعني إنهمم مثلوا الله بخلقه وقالوا هذا معنى الصفات أو أنهم عطلوا الله وقالوا يجب أن ننزه الله سبحانه وتعالى عن كل مشابهة مخلوق ونحن إذا أثبتنا هذه الصفة على هذا الوجه فمعنى ذلك أننا شبهنا. فعطلوا لكن الأمة وسط اقتصدت في ذلك لا تعمقت في الإثبات ولا تعمقت في النفي والتنزيه. ولهذا كل الإيرادات التي وردت التي أوردها المتأخرون من هذه الأمة على النصوص ما أوردها الصحابة ما أوردوها نعم ليش؟ لأنهم أخذوا بظاهر اللفظ وقالوا ليس لنا أن نزيد على ذلك فلم يهلكوا بل كانوا على الصراط المستقيم ولما دخل هؤلاء الفرس والروم وغيرهم في الدين صاروا يتعمقون في هذه الأمور ويجادلون مجادلات ومناظرات لا تنتهي أبدا حتى ضاعوا وتاهوا نسأل الله السلامة.
يستفاد من هذا الحديث تحريم الغلو والتحذير منه.
الطالب : الغلو في العبادات.
الشيخ : نعم أي نعم أما الغلو في العبادات الغلو في العبادات فهو التشدد فيها التشدد فيها بحيث يرى أن الإخلال في شيء منها كفر أو خروج عن الإسلام مثل غلو من؟ كغلو الخوارج والمعتزلة قالوا : الإنسان إذا فعل كبيرة من الكبار فهو خارج عن الإسلام لكن المعتزلة قالوا إنه في منزلة بين منزلتين والخوراج يقولون : إنه كافر ويستبيحون دمه وماله وعرضه والعياذ بالله لفعل معصية من المعاصي هذا غلو وتشدد نعم وأباحوا الخروج عن الأمة وأباحوا سفك الدماء هذا التشدد ويش يؤدي إليه؟ يردي للهلاك. من الذي قتل الخلفاء الراشدين؟ إلا هذا إلا التشدد. فيه أيضا التشدد في المعاملات التشدد في المعاملات أن الإنسان يتشدد في الأمور ويحرم كل شيء حتى لو كان وسيلة ويقول لا يجوز للإنسان أن يزيد عن واجب حياته الضروري وهذا مسلك سلكه الصوفية وتشددوا وقالوا أي إنسان يشتغل بالدنيا فليس يريد الآخرة فتشددوا في المعاملات وقالوا لا يجوز أن تشتري ما زاد عن حاجتك الضرورية ولا يجوز أن تتعامل وطلق الدنيا ثلاثا وما أشبه ذلك. هذا التشدد كما أن أناس على العكس تشدد الخوراج والمعتزلة قابله تساهل المرجئة. المرجئة قالوا هناك مؤمن يزني يسرق يشرب الخمر وإيمانه كإيمان جبريل ورسول الله أعوذ بالله - ما يختلف الناس في الإيمان مؤمن مؤمن نعم. حتى يقولون : إن إبليس مؤمن لأنه مقر وإذا قيل : الله كفره قالوا : إذن إقراره ليس بصادق يكذب يقر برب العزة وهو كاذب وإلا لو أقر لو استكبر عن أمر الله فهو مؤمن .
هؤلاء في الحقيقة يصلحون لأي وقت؟ نعم يصلحون لكثير من الناس في هذا الزمان ولا شك أن هذا تطرف في التساهل والأول تطرف في التشدد أهل السنة والجكاعة كما تعرفون يقولون إن الإيمان يزيد وينقص وأن المعاصي تنقصه لكن لا تخرج فاعلها منه قد يكون نتاقص الإيمان بقدر ما فعل من المعاصي.
في البيع والشراء هناك طرف آخر متطرف كل شيء حلال كل شيء يصلح الخلق يعني ينمي ينمي المال ويقوي الاقتصاد فإنه حلال ربا أو غير ربا غش أو غير غش. ولهذا بعض العامة يقولون : " مسامير السلع الكذب " أعوذ بالله - " مسامير السلع الكذب " يعني اكذب علشان ... بالسلعة تماما.
هؤلاء والعياذ بالله متطرفون بالتساهل تجد يكسب في ثمنها وفي وسطها وفي كل شيء تجد يكسب فلسا أو فلسين وهذا لا شك أن هذا تطرف.
أما الوسط فيقول : لا ، تبيع وتشتري أحل الله البيع وحرم الربا. مو كل شيء حرام والصحابة رضي الله عنهم يبيعون ويشترون والنبي عليه الصلاة والسلام يقرهم وهو أيضا يشتري صلى الله عليه وسلم ويبيع فإذن ليس فيه محرم نعم.
الطالب : الغلو في العادات.
الشيخ : الغلو في العادات؟ مثل؟
الطالب : العادة ... .
الشيخ : قصدك الإسراف يعني؟
الطالب : يتمسك فيها ويغلو فيها يتمسك ... .
الشيخ : أي الغلو في العادات هذا نعم. إذا كانت العادة هذه يخشى أن الإنسان إذا تحول عنها انتقل من التحول فى العادة إلى التحول في العبادة فهذا لا حرج ... يقول هذه عادة ليش أن يتحول إلى عادة جديدة. أما إذا كانت العادة تحول إلى عادة جديدة مفيدة أفيد من الأولى فهذا من الغلو من الغلو المنهي عنه لو أن مثلا أحد تمسك بعادته في أمر حدث أحسن من عادته التي هو عليها نقول هذا في الحقيقة غال غال ومفرط في هذه العادة.
وأما إذا كانت العادات متساوية في المصالح لكنه يخشى أن ينتقل الناس من هذه العادة إلى التوسع في العبادات فلا بأس بهذا.
إياكم هذه للتحذير يعني إياكم تحذر .
والغلو معطوفة على إياكم معطوفة على إياكم. قيل : إنها معطوفة على تقدير عام إياكم أحذر وجانبوا الغلو وجانبوا الغلو نعم لأنه لا يستقيم المعنى أن يقال إياكم يحذر وأحذر الغلو لأن الغلو لا يحذَّر وإنما يحذْر فيكون المعنى إياكم نحذر ايش بعد؟ وجانبوا الغلو.
وقوله الغلو : الغلو هو مجاوزة الحد في الثناء مدحا أو ذما. و قد يشمل ما هو أكثر من ذلك أيضا. فيقال : مجاوزة الحد في الثناء وفي التعبد والعمل لأن هذا الحديث ورد بسبب الجمرات ورد في رمي الجمرات حيث أخذ النبي صلى الله عليه وسلم سبع حصيات صغار وجعل يهزهن بيديه ويقول : بأمثال هؤلاء فارموا وإياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبله الغلو .
الطالب : عن ابن عباس.
الشيخ : عن عمر.
الطالب : عن ابن عباس.
الشيخ : ... .
الطالب : عن ابن عباس.
الشيخ : طيب ما عندك قال قال وقال رسول الله.
الطالب : في الصحيحين عن ابن عباس.
الشيخ : اه؟
الطالب : ... .
الشيخ : من كان قبلكم الغلو إنما هذه أداة حصر والحصر إثبات الحكم في المحصور ونفيها عما عداه.
وقوله : أهلك أهلك الإهلاك يحتمل أن يكون المراد به هلاك الدين يحتمل أن يكون المراد به هلاك الدين ويحتمل أنه هلاك الأجسام. فعلى الأول يكون الهلك واقعا مباشرة بالغلو لأن مجرد الغلو هلاك.
وعلى الثاني : يكون الغلو سببا له بمعنى أنه إذا غلوا ثم خرجوا عن طاعة الله أهلكهم الله.
وقوله : أهلك من كان قبلكم الغلو الغلو ويش إعرابه؟ فاعل أهلك ومن من كان قبلكم مفعول مقدم. وهذا الحصر هل هو حقيقي أو هو مجازي؟ ها حقيقة.
الطالب : ... .
الشيخ : إذا قلنا حقيقة يبقى عندنا إشكال لأن هناك أحاديث أضاف النبي صلى الله عليه وسلم أسباب الهلاك إليها غير الغلو مثل قوله عليه الصلاة والسلام : إنما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد . فهنا حصران متقابلان. فإذا قلنا إنه حقيقي بمعنى أنه لا هلاك إلا بهذا حقيقة صار في الحديث بين الحديثين تناقض صار بينهما تناقض.
وإذا قلنا : إنه إضافي الحصر إضافي يعني ليس باعتبار الواقع والحقيقة ولكن باعتبار عمل معين نعم فإنه لا يكون هناك تناقض بحيث يحمل على كل واحد منهما على جهة لا تعارض الآخر أفهتم الآن؟ أقول مرة ثانية يظهر لي ... إنما أهلك من كان قلبهم الغلو هذا حصر وتقدير الكلام في المعنى : ما أهلك من كان قبلكم إلا الغلو أفهمتم؟ طيب.
هل هذا الحديث يعارض قوله صلى الله عليه وسلم : إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد أو لا يعارضه؟
نقول : إن قلنا إن الحصر حقيقي فإنه يعارضه ويناقضه وإن قلنا إنه إضافي فإنه لا معارضة وحينئذ يتعين أن يكون إضافيا لئلا يقع التعارض بين كلام الرسول صلى الله عليه وسلم إذن أهلك من كان قبلكم الغلو هذا الحصر باعتبار ايش؟ باعتبار التعبد يهلك الناس بالغلو في التعبد.
والحديث الذي أشرنا إليه أهلك في الحدود والحقوق بين الناس نعم في الحكم بين الناس فهو سبب للهلاك باعتبار الحكم بين الناس إنه مهلكة يهلكون الناس به إذا هم أقاموا الحد على الوضيع دون الشريف. أما هنا فباعتبار العبادة والتعبد لله إذا غلا الإنسان فيها هلك. وهذا حقيقة أو هو الواقع أن الإنسان إذا غلا في عبادة الله فإنه يهلك لأن نفس الغلو مخالف للشرع فهو هلاك وهو أيضا سبب للهلاك قد يكون سببا للهلاك الحسي الذي هو موت الإنسان وفقد الحياة الجسدية.
هذا الحديث يحذر فيه الرسول عليه الصلاة والسلام أمته من أي شيء؟ من الغلو ويبرهن على أن الغلو سبب للهلاك بأنه أهلك الأمم السابقة فيستفاد منه تحريم الغلو من وجهين :
الوجه الأول : تحذير النبي صلى الله عليه وسلم منه والتحذير نهي وزيادة.
الوجه الثاني : أنه سبب لإهلاك الأمم كما هلك من قبلنا.
والناس في العبادة طرفان ووسط. فمنهم المفرِّط ومنهم المفرط ومنهم المتوسط.
ودين الله تعالى بين الغالي فيه والجافي عنه وكون الإنسان معتدلا لا يميل إلى هذا ولا إلى هذا هذا هو الواجب فلا يجوز التشدد في الدين والمبالغة ولا يجوز التهاون وعدم المبالاة بل كن وسطا بين هذا وهذا.
والغلو له أقسام كثيرة منها الغلو في العقيدة ومنها الغلو في العبادة ومنها : الغلو في المعاملة. أما الغلو في العقيدة فمثل ما تشدق فيه أهل الكلام بالنسبة لإثبات الصفات فإن أهل الكلام تشدقوا وتعمقوا حتى وصلوا إلى الهلاك قطعا أدى بهم هذا التعمق إلى واحد من أمرين : إما التمثيل وإما التعطيل. إما التمثيل وإما التعطيل يعني إنهمم مثلوا الله بخلقه وقالوا هذا معنى الصفات أو أنهم عطلوا الله وقالوا يجب أن ننزه الله سبحانه وتعالى عن كل مشابهة مخلوق ونحن إذا أثبتنا هذه الصفة على هذا الوجه فمعنى ذلك أننا شبهنا. فعطلوا لكن الأمة وسط اقتصدت في ذلك لا تعمقت في الإثبات ولا تعمقت في النفي والتنزيه. ولهذا كل الإيرادات التي وردت التي أوردها المتأخرون من هذه الأمة على النصوص ما أوردها الصحابة ما أوردوها نعم ليش؟ لأنهم أخذوا بظاهر اللفظ وقالوا ليس لنا أن نزيد على ذلك فلم يهلكوا بل كانوا على الصراط المستقيم ولما دخل هؤلاء الفرس والروم وغيرهم في الدين صاروا يتعمقون في هذه الأمور ويجادلون مجادلات ومناظرات لا تنتهي أبدا حتى ضاعوا وتاهوا نسأل الله السلامة.
يستفاد من هذا الحديث تحريم الغلو والتحذير منه.
الطالب : الغلو في العبادات.
الشيخ : نعم أي نعم أما الغلو في العبادات الغلو في العبادات فهو التشدد فيها التشدد فيها بحيث يرى أن الإخلال في شيء منها كفر أو خروج عن الإسلام مثل غلو من؟ كغلو الخوارج والمعتزلة قالوا : الإنسان إذا فعل كبيرة من الكبار فهو خارج عن الإسلام لكن المعتزلة قالوا إنه في منزلة بين منزلتين والخوراج يقولون : إنه كافر ويستبيحون دمه وماله وعرضه والعياذ بالله لفعل معصية من المعاصي هذا غلو وتشدد نعم وأباحوا الخروج عن الأمة وأباحوا سفك الدماء هذا التشدد ويش يؤدي إليه؟ يردي للهلاك. من الذي قتل الخلفاء الراشدين؟ إلا هذا إلا التشدد. فيه أيضا التشدد في المعاملات التشدد في المعاملات أن الإنسان يتشدد في الأمور ويحرم كل شيء حتى لو كان وسيلة ويقول لا يجوز للإنسان أن يزيد عن واجب حياته الضروري وهذا مسلك سلكه الصوفية وتشددوا وقالوا أي إنسان يشتغل بالدنيا فليس يريد الآخرة فتشددوا في المعاملات وقالوا لا يجوز أن تشتري ما زاد عن حاجتك الضرورية ولا يجوز أن تتعامل وطلق الدنيا ثلاثا وما أشبه ذلك. هذا التشدد كما أن أناس على العكس تشدد الخوراج والمعتزلة قابله تساهل المرجئة. المرجئة قالوا هناك مؤمن يزني يسرق يشرب الخمر وإيمانه كإيمان جبريل ورسول الله أعوذ بالله - ما يختلف الناس في الإيمان مؤمن مؤمن نعم. حتى يقولون : إن إبليس مؤمن لأنه مقر وإذا قيل : الله كفره قالوا : إذن إقراره ليس بصادق يكذب يقر برب العزة وهو كاذب وإلا لو أقر لو استكبر عن أمر الله فهو مؤمن .
هؤلاء في الحقيقة يصلحون لأي وقت؟ نعم يصلحون لكثير من الناس في هذا الزمان ولا شك أن هذا تطرف في التساهل والأول تطرف في التشدد أهل السنة والجكاعة كما تعرفون يقولون إن الإيمان يزيد وينقص وأن المعاصي تنقصه لكن لا تخرج فاعلها منه قد يكون نتاقص الإيمان بقدر ما فعل من المعاصي.
في البيع والشراء هناك طرف آخر متطرف كل شيء حلال كل شيء يصلح الخلق يعني ينمي ينمي المال ويقوي الاقتصاد فإنه حلال ربا أو غير ربا غش أو غير غش. ولهذا بعض العامة يقولون : " مسامير السلع الكذب " أعوذ بالله - " مسامير السلع الكذب " يعني اكذب علشان ... بالسلعة تماما.
هؤلاء والعياذ بالله متطرفون بالتساهل تجد يكسب في ثمنها وفي وسطها وفي كل شيء تجد يكسب فلسا أو فلسين وهذا لا شك أن هذا تطرف.
أما الوسط فيقول : لا ، تبيع وتشتري أحل الله البيع وحرم الربا. مو كل شيء حرام والصحابة رضي الله عنهم يبيعون ويشترون والنبي عليه الصلاة والسلام يقرهم وهو أيضا يشتري صلى الله عليه وسلم ويبيع فإذن ليس فيه محرم نعم.
الطالب : الغلو في العادات.
الشيخ : الغلو في العادات؟ مثل؟
الطالب : العادة ... .
الشيخ : قصدك الإسراف يعني؟
الطالب : يتمسك فيها ويغلو فيها يتمسك ... .
الشيخ : أي الغلو في العادات هذا نعم. إذا كانت العادة هذه يخشى أن الإنسان إذا تحول عنها انتقل من التحول فى العادة إلى التحول في العبادة فهذا لا حرج ... يقول هذه عادة ليش أن يتحول إلى عادة جديدة. أما إذا كانت العادة تحول إلى عادة جديدة مفيدة أفيد من الأولى فهذا من الغلو من الغلو المنهي عنه لو أن مثلا أحد تمسك بعادته في أمر حدث أحسن من عادته التي هو عليها نقول هذا في الحقيقة غال غال ومفرط في هذه العادة.
وأما إذا كانت العادات متساوية في المصالح لكنه يخشى أن ينتقل الناس من هذه العادة إلى التوسع في العبادات فلا بأس بهذا.
الفتاوى المشابهة
- سؤال :ما الفرق بين التنطع و الغلو والاجتهاد ؟ - ابن عثيمين
- التحذير من الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم - ابن باز
- هل الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم يختص به... - ابن عثيمين
- كيف يُجمع بين محبتهﷺوعدم الغلو فيه؟ - ابن باز
- حكم الغلو في النبي ﷺ - ابن باز
- ورضى رسول الله منا لا غلو*** الشرك أصل عبادة... - ابن عثيمين
- الغلو في الدين. - الفوزان
- الغلو والتفريط في الدين - اللجنة الدائمة
- مفهوم الغلو في الدين - ابن باز
- الكلام على الغلوِّ في الدين ، ومنه الغلوُّ في... - الالباني
- شرح قول المصنف : وقال قال رسول الله صلى الله... - ابن عثيمين