الشيخ : الدخان محرَّم من عدة نواحي ، أوَّلًا الضَّرر بالنفس والضَّرر بالغير ، وأنا بأتعجَّب والله ، ولو أنُّو هَيْ ما ... لكن فيها عبرة ؛ بأتعجب من رجل شرِّيب دخان وزوجته الله معافيها من الدخان كيف يلتقيان ؟! النَّفَس في النَّفَس ، الله يعينها هذه ؛ شايف ؟ [ الجميع يضحك ! ] ففي ضرر في النفس ، في ضرر في الغير متعدِّي ، لكن جبت لكم المثال الأحس ، الله شو قال ؟ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ كناية عن هذا ... اللي ما بصير بين الأب والابن والبنت ، أما هدول الزوجين هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ ؛ هَيْ شلون بدها تشعر بلذَّة الجماع اللي الله أباحهها له ولها وهي تكاد تختنق من نتن فم زوجها الذي يُجامعها ؟ هذا إضرار مباشر ، ضرب في الصدر يعني ، لو ما في إلا هذا المثال فقط لَكفى ؛ ففيه ضرر في النفس ، في ضرر في الغير ، في ضرر في المال .
خذوا هذا المثال من السنة الصحيحة قال - عليه السلام - : من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربَنَّ مصلَّانا ؛ فإن الملائكة تتأذَّى مما يتأذَّى منه بنو آدم . شو هي الشجرة الخبيثة الدخان ؟ لا ؛ البصل والثوم اللي باتفاق الأطباء قديمًا وحديثًا فيهما منافع صحية ، لدرجة أنُّو بعض الأدوية فيها خلاصات مستنبطة من إيش ؟ الثوم والبصل ، مع ذلك بسبب الرائحة الكريهة شو قال - عليه السلام - ؟ من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربَنَّ مصلَّانا - ليه ؟ - فإن الملائكة تتأذَّى مما يتأذَّى منه بنو آدم . إذًا هدول الناس اللي يشربون الدخان وبيحضروا المساجد بيؤذوا فريقين ؛ بيؤذوا المؤمنين اللي ما بيشربوا وبعضهم بيشرب ، وبيؤذوا الملائكة اللي ما فيهم شرِّيب دخان بطبيعة الحال ، إذًا صار في ازدواجية في الإيذاء ، إيذاء بعض المصلين وإيذاء جميع المصلين من الملائكة الذين يحضرون ويتبادلون ؛ لأنُّو بالأحاديث الصحيحة نوبتان ؛ نوبة تنزل صلاة الفجر وتصعد ، ونوبة بتنزل العصر وتصعد ، وهكذا ؛ فالملائكة هدول عم يتأذَّوا من الحلال ، شو هو ؟ الثوم والبصل ؛ لدرجة روى الإمام مسلم في " صحيحه " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دخل المسجد - مسجد الرسول في المدينة - وشمَّ من أحدهم رائحة كريهة ثوم أو بصل أمَرَ به فأُخرِجَ إلى البقيع . مش برَّات المسجد ! إلى المقبرة .

سائل آخر : قديش المسافة سيدي ؟

الشيخ : ما بيهمنا المسافة بيهمنا الكناية ، شو معنى هذا ؟ أن هذا لا يليق به أن يعيش مع الأحياء ، هذا يليق أن يعيش مع الأموات ؛ لأن الأموات لا يشعرون ، بيحسوا بريحة طيبة ولَّا كريهة ؟ هذا في الطَّيِّب البصل والثوم ؛ فما بالكم بالخبيث لا يُؤكل لا يُمضغ ولا أي شيء ، إنما يشرب الدخان .

سائل آخر : ... .

الشيخ : الله أكبر !
هذه الأدلة كلها تكفي ، واحدة منها هالأدلة تكفي لبيان الدخان شرب الدخان حرام ؛ ما بالك ... ؟