السائل : بالنسبة للتقسيط ؛ ذهبنا إلى محل لشراء سيارة ، قال : هذه السيارة بتسوى أربعة آلاف ومئتين وخمسين ، شنو تدفعوا ؟ قلنا له : ألف دينار ، لمدة سنتين ونص تقريبًا . قال : تطلع عليها فائدة ثلاث مئة وخمسين ، بعدين في خصم مئة دينار مسموح به ، ومئة وخمسين دينار خصم مسموح للمدير ، فقلنا له : إحنا ألغِ لنا ثلاث مئة وخمسين دينار الفائدة وبلاش الخصومات الثانية .

الشيخ : إي ، أنت عم تشتري من تاجر يبيع بسعرين ولَّا بسعر واحد ؟

السائل : هم ببيعوا ، لا ؛ بسعرين ، بسعرين هم بيبيعوا .

سائل آخر : خير الكلام ما قل ودل .

الشيخ : عم تشتري من تاجر يبيع بسعر ولَّا بسعرين ؟

السائل : بسعرين .

الشيخ : في فرق ... .

السائل : ... مسموحات .

الشيخ : هذا لف ودوران يعني .

سائل آخر : آ .

الشيخ : ما دام هو بيبيع بسعرين فما بيجوز أن تشتري منه على هذا الأساس هذا . أنا بزماني بُلِيت بنحو هذا ؛ ماذا فعلت ؟
هذا لأول مرَّة أنا أشتري سيارة جديدة وأنا أستاذ في الجامعة الإسلامية حديث عهد بها ، كان عندي في الشام سيارة عجوز ، فأسأل أحد إخواننا على أساس يبيعها و يوفِّر لي ثمنها وفي ... طالت أو قصرت فجمَّع لي مال ثمن سيارة في السعودية تبقى رخيصة ، هكذا كان ، جمعت هذه الفلوس ونزلت مع أحد الطلاب إلى جدة ، رحنا لوكالة " أوبل " ، شفنا السيارة اللي تناسبني أنا وعائلتي ، قلنا لهم : بقديش السعر ؟ قال : نقدًا بكذا ، والتقسيط بكذا . قلنا له : نحن ما نشتري بالتقسيط ؛ لأنُّو هذا لا يجوز شرعًا . صار يحاور هو ، يعني بينادوا هنيك " حجي " ، وعامل هوني بيقولو باللغة الشامية : " كسكوسة " ، شو بتسمُّوها إنتو ؟

الحاضرون : " سكسوكة " .

الشيخ : آ ، فسمعنا الموظِّفين بيقولوا له : " حجي حجي " ، فهو الظاهر فعلًا في عنده تديُّن ، لكن المسكين بدو بقى يبرِّر ؛ يقول : يا أستاذ ، يا شيخ ، والله ما أدري إيش قال لي ... عملت له الخلاصة محاضرة تشبه المحاضرة السابقة بإيجاز ؛ فقلنا له : إحنا ما بدنا نشتري من عندك إلا بسعر التقسيط ؛ مع ذلك أنا - أيضًا - ما أريد أنا يعني ضرره فيه ، أنا مصمِّم ... نقدًا ، لكن ما أدفع الباقي ولا قرش واحد ، لكن أتفق أنا وإياك كل شهر أبعث لك ... فسميت له المبلغ اللي متوفر عندي ، أظن بيطلع له قال له : خمسة آلاف ، على أساس أنُّو كل شهر أبعث له ... وهكذا كان ، فأنا اشتريت السيارة منه بسعر اللي طلبه نقدًا ، وما دخلت معه في مساومة هي ... مدري شو قلت أنت مدير إلى آخره ، شو معنى هَيْ ؟ المهم أنك أنت تصرُّ أنك تشتري على الطريقة الشرعية ، وأنا أعتقد ، أعتقد جازمًا ليس إيمانًا فقط ، لا ؛ إيمانًا وتجربة أن قوله - تعالى - ألمسه لمس اليد : وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ، لكن الناس اليوم روحيًّا استعلوا فعلًا عن دينهم ، وأصبح لا يهمُّ أحدهم إلا الكسب المادي حلال حرام ما حدا سائل ؛ كما جاء في الحديث الصحيح : أنه يأتي زمان على أمَّتي لا يبالي المرء أَمِن الحرام أكل أو من الحلال أو كما قال - عليه السلام - .