السائل : طيب ؛ السؤال الثاني : ما هو أول خيط من خيوط طلب العلم ؟ ما هو أول خيط من خيوط طلب العلم ؟

الشيخ : هو أن يجلس مع أهل العلم ، وأن يُصاحِبَهم ما استطاع إلى ذلك سبيلًا كما يُشير إلى ذلك قوله - عليه الصلاة والسلام - : لا تصاحِبْ إلا مؤمنًا ، ولا يأكُلْ طعامَك إلا تقيٌّ ، وكما في الحديث الآخر : مَثَلُ الجليس الصالح كمَثَلِ بائع المسك ؛ إما أن يُحذِيَك ، وإما أن تشترِيَ منه ، وإما أن تشمَّ منه رائحة طيِّبة ، ومَثَل الجليس السوء كمَثَل صاحب الكير - الحدَّاد - ؛ إما أن يحرقَ ثيابك ، وإما أن تشمَّ منه رائحة كريهة . فمصاحبة الأخيار يؤثِّر في المصاحِب خيرًا ، ومصاحبة العلماء يؤثِّر في المصاحِب علمًا ، فالأمر كما قال - أو بالأحرى أن نقول : كما رُوِيَ - عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال : " كُنْ عالمًا ، أو متعلِّمًا ، أو مُستمعًا ، ولا تكن الرابعة فتهلك " . فإذًا نستطيع أن نأخذ من هذا الأثر على حدِّ تعبير السَّائل الخيط الأول هو أن يكون مستمعًا للعلم ، فإذا حَلَا له ذلك وطاب له كما هو المفروض في كلِّ مسلم انتقل إلى المرحلة الثانية وهو أن يتعلَّم ، ثم إذا استمرَّ في التعلم ، وهذا التعلم لا يعني أن يقتصر على ما يتعلَّمه من شيخه أو من مشايخه ، وإنما عليه أن يجدَّ ويجتهد وأن يقرأ ويطالع حتى يتفتَّق ذهنه ويتَّسع فكره وعلمه ، ثم يصبح من أولئك الذين ينبغي على سائر الناس أن يرجعوا إليه حينما تأتيهم مسألة أو تنزل بهم نازلة . " كن عالمًا أو متعلِّمًا أو مستمعًا ، ولا تكون الرابعة فتهلك " .

السائل : جزاك الله خيرًا .