بيان ما يقصد من الحديث : ( حفوا الشارب .... ) مع بيان المعنى الصحيح لحديث : ( أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها أو أهلها فقد هتكت الستر الذي بينها وبين ربها ) .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : كذلك مثلا نحن نحتج على بعض الزهاد بل وعلى بعض العلماء من الذين يذهبون إلى أن السنة أن يحلق الإنسان شاربه ويعفي عن لحيته , فاهمين ذلك من قوله عليه السلام : حفوا الشارب واعفوا اللحى فهموا الحف للشارب كله ؛ لكن نحن نقول يجب أن نجمع النصوص الواردة في المسألة الواحدة ونستلخص من مجموع هذه النصوص الحق الذي تدل عليه هذه النصوص .
فأولا : أقوال الرسول يفسر بعضها بعضا ، ثانيا : فعل الرسول يفسر قوله ؛ فحينما قال : حفوا الشارب من الناحية العربية فعلا يمكن أن يفهم يعني استأصلوه ، احلقوه تماما كما نرى بعض المشايخ الصوفية ، لحية كاملة جليلة وشارب ملط بالمرة ما في أي شيء ، ليه ؟ هيك قال الرسول احفوا الشارب ؛ لكن لما رجعنا لحديثه الآخر وهنا الشاهد : من لم يأخذ من شاربه فليس منا من لم يأخذ من شاربه , ما قال من لم يأخذ شاربه ، مثل ما يعمل هؤلاء الصوفية وأمثالهم ، قال : من لم يأخذ من شاربه أي من لم يأخذ بعض شاربه : فليس منا إذا ليس من السنة القولية أن يستأصل الإنسان شأفة شاربه من أوله إلى آخره ؛ لأن السنة تفسر بعضها بعضا ، ثم تأتي السنة العملية وفعل كبار الصحابة كما يقولون اليوم لتضع النقاط على الحروف ؛ ففي سنن أبي داوود ومسند الإمام أحمد وغيرهما من كتب السنة بالسند الصحيح : أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد وفى شاربه أي طال : فأمر عليه السلام بأن يؤتى له بسواك ومقراض , فوضع السواك تحت ما طال من الشارب ووضع الموسى المقراض فوق الشارب الذي انحسر بين السواك وبين الموسى إذا المقصود بالإحفاء هو ما طال على الشفة وليس المقصود هو الاستئصال بالكلية ؛ وعلى هذا نفهم لماذا كان عمر بن الخطاب يوفر شاربه ويطيل سباليه حتى كان إذا غضب نفخ وفتل شاربه ؛ إذا لو كان هو صوفي المشرب في هذه القضية لاستراح من الشغلة كلها بأن أزاحها من أصلها .
إذا كلمة " من " تفيد التبعيض حتى بالنسبة لمن لم يقرأ علم الصرف والنحو واللغة ونحو ذلك , لأن نصوص الكتاب تنير الأبصار الذين يعنون بدراسة الكتاب والسنة ، دراسة تفقه وتفهم ؛ ولذلك من الخطأ الفاحش فوق أنه في ذلك حرج ما بعده حرج ، أن نقول للمرأة المسلمة المتحجبة أنه إذا دخلت بيت صاحبتك لازم تبقي فيها مثل ما دخلت ، لا تضعي الجلباب ولا تضعي الخمار أبدا لأنه هيك الرسول قال ؛ هذا إفك ، هذا كذب وافتراء ؛ الرسول عليه السلام قال : وضعت ثيابها أي كل الثياب ، ويؤيد هذا المعنى أخيرا أو لنقل اذن ما هو المعنى لنؤيده أخيرا .؟ أي تضع ثيابها كلها , أي تستحم في بيت غير بيت محرمها , أي تتعرى وتدخل الحمام في بيت غير بيت أهلها ؛ هذا هو المنهي عنه في هذا الحديث ، والدليل أن السيدة عائشة رضي الله عنها وهي التي روت لنا هذا الحديث الصحيح ، زارتها بعض النسوة سألتهن من أين أنتن .؟ قلن : من كورة حمص ، قالت : هذه التي يدخل فيها نساؤها الحمام أو الحمامات ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها أو أهلها فقد هتكت الستر الذي بينها وبين ربها إذا المقصود من الحديث التحذير مما يقع اليوم ، شوف بقى قضية الإفراط والتفريط , تدخل بيت صاحبتها ما بتخلع شيء من ثيابها إطلاقا ، ليش ؟ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال كذا وكذا ، الرسول قال ما تخلع ثيابها كلها وتستحم في بيت جارتها بحجة أنها جارتنا ، لكن جارتها يكون فيه هناك جار , وهذا الجار قد يكون يجور ويظلم ويفتك وإلى آخره ؛ ولذلك جاء هذا التحذير الشديد أنه لا يجوز للمرأة المسلمة أن تستحم في بيت ليس فيها محرم يصونها ويدافع عنها فيما لو أراد أحد أن يعتدي عليها .
فهذا المثال الحقيقة من مئات الأمثلة التي تبلغنا فنضحك , وشر الضحك كما يقال ما يبكي ؛ في الأمس القريب بلغني عن بعضهم ممن لا علم عندهم , وحينما ستسمعون ما بلغني ستتعجبون تعجبي أو أكثر من تعجبي ، بلغني عن أحدهم أنه إذا جلس بعد المغرب أو بعد الصبح يقرأ التهليلات العشر ، كل تهليلة تحريكة أصبع عشر تحريكات ، " لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير . لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير .. " إلى آخره , عشر مرات , ما قال لي محدثي من أين هو جاء بهذا ؛ لكن أنا أعرف من أين جاء ، جاء من حديث اللي يقول إن الرسول عليه السلام رأى رجلا يشير بأصبعه فقال له : أحد أحد ، أخذها هذا قاعدة أنه كل ما بده يقول لا إله إلا الله بده يوحد , يعني يحرك أصبعه ؛ على هذا كما أقول الحقيقة إن المصائب تجر بعضها البعض والأخطاء تجر بعضها البعض , والبدع تجر بعضها البعض إلى آخره .
كنت ذكرت في بعض التعليقات على بعض الأحاديث ولعل بعضكم يذكر هذا معي ، يمكن في بعض الأحاديث التي جاءت في فضل الصلاة بعمامة : صلاة العمامة تفضل سبعين صلاة بغير عمامة هذه الأحاديث عندنا في دمشق يعني كأنها في كتاب الله ، تجد الشاب الحليق اللحية والشارب والحاسر الرأس يدخل في الصلاة ويطلع منديل من جيبه ويلف رأسه ، هذا أدب من آداب الصلاة ؛ طيب هذا أدب إسلامي أن الإنسان ما يمشي حاسر الرأس وليس هذا في الصلاة فقط ، فقلت هناك أخشى ما أخشى أن يأتي زمن ويحطوا كمان لحية مستعارة في الجيب كلما دخل الواحد منهم الصلاة يحط العمامة المستعارة واللحية المستعارة على طريقة لوردات الانجليز ؛ يعني الشر يجر الشر وهذا ما أستبعده , وقلت أنا هنا لما جئت وفوجئت بالأذان الموحد أخشى ما أخشى أن يحطوا لنا إمام موحد ، واحد يصلي هناك في المسجد ويذيعوه ؛ لأن الذي ابتدع تلك البدعة ما يصعب عليه أن يجيب واحدة مثلها وهكذا .
السائل : هذا الكلام على السؤال الذي سألناه ؟ .
الشيخ : إذا تريد ننهيه لأن الحديث ذو شجون لكن أنا في نفسي ...
فأولا : أقوال الرسول يفسر بعضها بعضا ، ثانيا : فعل الرسول يفسر قوله ؛ فحينما قال : حفوا الشارب من الناحية العربية فعلا يمكن أن يفهم يعني استأصلوه ، احلقوه تماما كما نرى بعض المشايخ الصوفية ، لحية كاملة جليلة وشارب ملط بالمرة ما في أي شيء ، ليه ؟ هيك قال الرسول احفوا الشارب ؛ لكن لما رجعنا لحديثه الآخر وهنا الشاهد : من لم يأخذ من شاربه فليس منا من لم يأخذ من شاربه , ما قال من لم يأخذ شاربه ، مثل ما يعمل هؤلاء الصوفية وأمثالهم ، قال : من لم يأخذ من شاربه أي من لم يأخذ بعض شاربه : فليس منا إذا ليس من السنة القولية أن يستأصل الإنسان شأفة شاربه من أوله إلى آخره ؛ لأن السنة تفسر بعضها بعضا ، ثم تأتي السنة العملية وفعل كبار الصحابة كما يقولون اليوم لتضع النقاط على الحروف ؛ ففي سنن أبي داوود ومسند الإمام أحمد وغيرهما من كتب السنة بالسند الصحيح : أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد وفى شاربه أي طال : فأمر عليه السلام بأن يؤتى له بسواك ومقراض , فوضع السواك تحت ما طال من الشارب ووضع الموسى المقراض فوق الشارب الذي انحسر بين السواك وبين الموسى إذا المقصود بالإحفاء هو ما طال على الشفة وليس المقصود هو الاستئصال بالكلية ؛ وعلى هذا نفهم لماذا كان عمر بن الخطاب يوفر شاربه ويطيل سباليه حتى كان إذا غضب نفخ وفتل شاربه ؛ إذا لو كان هو صوفي المشرب في هذه القضية لاستراح من الشغلة كلها بأن أزاحها من أصلها .
إذا كلمة " من " تفيد التبعيض حتى بالنسبة لمن لم يقرأ علم الصرف والنحو واللغة ونحو ذلك , لأن نصوص الكتاب تنير الأبصار الذين يعنون بدراسة الكتاب والسنة ، دراسة تفقه وتفهم ؛ ولذلك من الخطأ الفاحش فوق أنه في ذلك حرج ما بعده حرج ، أن نقول للمرأة المسلمة المتحجبة أنه إذا دخلت بيت صاحبتك لازم تبقي فيها مثل ما دخلت ، لا تضعي الجلباب ولا تضعي الخمار أبدا لأنه هيك الرسول قال ؛ هذا إفك ، هذا كذب وافتراء ؛ الرسول عليه السلام قال : وضعت ثيابها أي كل الثياب ، ويؤيد هذا المعنى أخيرا أو لنقل اذن ما هو المعنى لنؤيده أخيرا .؟ أي تضع ثيابها كلها , أي تستحم في بيت غير بيت محرمها , أي تتعرى وتدخل الحمام في بيت غير بيت أهلها ؛ هذا هو المنهي عنه في هذا الحديث ، والدليل أن السيدة عائشة رضي الله عنها وهي التي روت لنا هذا الحديث الصحيح ، زارتها بعض النسوة سألتهن من أين أنتن .؟ قلن : من كورة حمص ، قالت : هذه التي يدخل فيها نساؤها الحمام أو الحمامات ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها أو أهلها فقد هتكت الستر الذي بينها وبين ربها إذا المقصود من الحديث التحذير مما يقع اليوم ، شوف بقى قضية الإفراط والتفريط , تدخل بيت صاحبتها ما بتخلع شيء من ثيابها إطلاقا ، ليش ؟ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال كذا وكذا ، الرسول قال ما تخلع ثيابها كلها وتستحم في بيت جارتها بحجة أنها جارتنا ، لكن جارتها يكون فيه هناك جار , وهذا الجار قد يكون يجور ويظلم ويفتك وإلى آخره ؛ ولذلك جاء هذا التحذير الشديد أنه لا يجوز للمرأة المسلمة أن تستحم في بيت ليس فيها محرم يصونها ويدافع عنها فيما لو أراد أحد أن يعتدي عليها .
فهذا المثال الحقيقة من مئات الأمثلة التي تبلغنا فنضحك , وشر الضحك كما يقال ما يبكي ؛ في الأمس القريب بلغني عن بعضهم ممن لا علم عندهم , وحينما ستسمعون ما بلغني ستتعجبون تعجبي أو أكثر من تعجبي ، بلغني عن أحدهم أنه إذا جلس بعد المغرب أو بعد الصبح يقرأ التهليلات العشر ، كل تهليلة تحريكة أصبع عشر تحريكات ، " لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير . لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير .. " إلى آخره , عشر مرات , ما قال لي محدثي من أين هو جاء بهذا ؛ لكن أنا أعرف من أين جاء ، جاء من حديث اللي يقول إن الرسول عليه السلام رأى رجلا يشير بأصبعه فقال له : أحد أحد ، أخذها هذا قاعدة أنه كل ما بده يقول لا إله إلا الله بده يوحد , يعني يحرك أصبعه ؛ على هذا كما أقول الحقيقة إن المصائب تجر بعضها البعض والأخطاء تجر بعضها البعض , والبدع تجر بعضها البعض إلى آخره .
كنت ذكرت في بعض التعليقات على بعض الأحاديث ولعل بعضكم يذكر هذا معي ، يمكن في بعض الأحاديث التي جاءت في فضل الصلاة بعمامة : صلاة العمامة تفضل سبعين صلاة بغير عمامة هذه الأحاديث عندنا في دمشق يعني كأنها في كتاب الله ، تجد الشاب الحليق اللحية والشارب والحاسر الرأس يدخل في الصلاة ويطلع منديل من جيبه ويلف رأسه ، هذا أدب من آداب الصلاة ؛ طيب هذا أدب إسلامي أن الإنسان ما يمشي حاسر الرأس وليس هذا في الصلاة فقط ، فقلت هناك أخشى ما أخشى أن يأتي زمن ويحطوا كمان لحية مستعارة في الجيب كلما دخل الواحد منهم الصلاة يحط العمامة المستعارة واللحية المستعارة على طريقة لوردات الانجليز ؛ يعني الشر يجر الشر وهذا ما أستبعده , وقلت أنا هنا لما جئت وفوجئت بالأذان الموحد أخشى ما أخشى أن يحطوا لنا إمام موحد ، واحد يصلي هناك في المسجد ويذيعوه ؛ لأن الذي ابتدع تلك البدعة ما يصعب عليه أن يجيب واحدة مثلها وهكذا .
السائل : هذا الكلام على السؤال الذي سألناه ؟ .
الشيخ : إذا تريد ننهيه لأن الحديث ذو شجون لكن أنا في نفسي ...
الفتاوى المشابهة
- قص الشارب وحلق اللحية - اللجنة الدائمة
- جاء في حديث أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسل... - الالباني
- ما حكم حلق الشَّاربين في الدين ؟ وهل حرمته كحر... - الالباني
- هل يجوز وصل الشارب باللحية ؟ - الالباني
- هل صح عن أحد من العلماء أنه قال إن حلق الشارب... - الالباني
- هل يؤخذ الشارب كله أم بعضه وما الدليل ؟ - الالباني
- ما حكم حلق الشارب ؟ - الالباني
- هل صحَّ عن أحد من العلماء أنه قال أن حلق الشار... - الالباني
- ما معنى حديث : ( أيما امرأة وضعت ثيابها في غير... - الالباني
- تتمة الجواب عن سؤال : جاء من حديث أبي هريرة أن... - الالباني
- بيان ما يقصد من الحديث : ( حفوا الشارب .... )... - الالباني