ما رأيكم في قول بعض الحزبيين ( للفرق الاسلامية الحق في الثقة بمصادرهم ، وأن لا نخالفهم فيه ويبقوا فرقة من المسلمين ) ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
الحلبي : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، هناك أقوال يرددها بعض الناس المنتسبين إلى بعض الجماعات أو الفرق الإسلامية ، فنريد معرفة صحتها ؟ أو بطلانها ؟ في ضوء الدليل والبرهان ؟ يقولون إن للشيعة الحق في أن يثقوا بمصادرهم ومروياتهم وأن لا نخالفهم في هذا الحق ، ويبقوا فرقة من المسلمين ، وكذا الحال للإباضية وباقي الفرق الإسلامية ؟
الشيخ : بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ، جوابي على هذا السؤال يشبه تماما كما لو قال قائل إن لكل أصحاب الديانات ، الموجودة اليوم الحق أن يعتمدوا على كتبهم والروايات التي فيها ، لكننا نحن نقول جوابا عن هذا وذاك من أين جاء هذا الحق ، ونحن نعلم من مثل قوله تبارك وتعالى يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا ، فالتبين من خصوصيات الشريعة الإسلامية ، الني تستلزم أو تلزم كل مسلم أن لا يروي شيئا ، عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بعد التحقق والتثبت من صحة هذه النسبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا شك أن أول ما نبدأ به من الكلام ، هو حول ما يروى عن النبي عليه الصلاة والسلام في بطون كتب المسلمين جميعا ، بغض النظر الآن عن اختلاف مذاهبهم ومشاربهم ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم هو المرجع الثاني بعد الرب تبارك وتعالى ونعني كما أن الرجوع ينبغي أن يرجع المسلم إلى ربه أي إلى كتابه فكذلك يجب على المسلم أن يرجع إلى نبيه ، أي إلى سنته ، ذلك لأن الله عز وجل ، أمر المسلمين بأن يتمسكوا بكتاب الله من جهة ، وبسنة النبي صلى الله عليه وسلم من جهة أخرى وكما أوضح في غير ما آية من القرآن الكريم لا سبيل إلى فهمه فهما صحيحا إلا من طريق بيانه عليه الصلاة والسلام كما في قوله عز وجل: وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم فهذا البيان هو ما يعرف عند العلماء المسلمين ، بالسنة أو بالحديث النبوي وحينئذ إذا كان من الواجب أن يتثبت المسلم فيما يأتيه عن النبي صلى الله عليه وسلم من أحاديث فعليه أن يتبنى طريقا علميا تطمئن له النفس وتنشرح له الصدر ، ليتوصل بهذا الطريق إلى معرفة ما قاله عليه السلام وما فعله عليه السلام بيانا للقرآن ، فهنا نقف مع الفرق كلها ، ما هو الطريق لمعرفة السنة ؟ أو البيان بالتعبير القرآني ؟ ما هو الطريق عندكم ؟ أما طريقنا نحن فهو معروف بما يسمى بالسند أي أن يروي الثقة عن الثقة عن الثقة وهكذا متسلسلا آخذ بعضهم عن بعض إلى أن ينتهي الخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، مع ملاحظة أن هناك أسبابا تمنع أحيانا من الاعتماد على مثل هذه السلسلة ، التي تسمى بالسند ، هذا العلم الذي يدور حول دراسة السند ، الذي يقصد به الوصول إلى معرفة ما قاله الرسول عليه السلام أو ما فعله لنتمكن به من تفسير القرآن ، هذا العلم تفردت به الفرقة الواحدة من الفرق الإسلامية كلها ، قديما وحديثا ،و هي أهل السنة والجماعة ، بالتعبير العام لأنه يدخل فيه كل المذاهب من الناحية الفقهية ، أتباع المذاهب الأربعة ، كما يدخل فيه أهل المذاهب الكلامية الأخرى ، ممن أيضا تدخل في دائرة أهل السنة ، وإن كان هناك شيء من التحفظ في إدخالهم في هذه الدائرة كالأشاعرة وكالماتردية ، فسواء قلنا عن هذين المذهبين الكلاميين أو قلنا عن المذاهب الفقهية الأربعة فكل هؤلاء وهولاء متفقون مع أهل الحديث على أن طريقة معرفة الوصول إلى ما كان عليه الرسول عليه السلام من هدى ، ومن بيان القرآن ليس هناك إلا الإسناد ، تفردت به أهل السنة دون الطوائف الأخرى ، فإذا كان هذا مسلما ، لدى الفرق بصورة عامة ، ولدى موجه هذا السؤال بصورة خاصة ولا أعتقد أن أحداً يناقش في صحة هذا المنهج ، لمعرفة ما كان عليه الرسول عليه السلام من الهدي والسيرة ، وأكبر دليل على ذلك ، أن بعض الأفراد من الأمم الكافرة التي لا تشترك مع الفرق الإسلامية كلها ، في الشهادة لله عز وجل بالوحدانية ، ولنبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة ، قد اعترفوا وهذا رغم أنوفهم ، بأن ما عند المسلمين مما يسمى بالسند لمعرفة التاريخ الإسلامي الأول ، هذا شيء تفردت به الأمة الإسلامية دون الأمم الأخرى ، وكما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، بأن الأمة الإسلامية تميزت على أمتي اليهود والنصارى بكونها على الهدى وعلى التوحيد ، كذلك تميزت أمة الحديث من الإسلاميين على بقية الفرق الأخرى في نهجها ، هذا المنهج العلمي القائم على السند ، وما يلوذ به ، وما يتعلق به من معرفة علم مصطلح الحديث ، وعلم الجرح والتعديل فأهل الحديث تفردوا من بين الفرق الإسلامية كلها كما تفردت الأمة الإسلامية بالهدى والتوحيد من بين الأمم المعتقدة بالأديان ، كاليهود والنصارى وغيرهم ، فهذا كهذا لذلك أعود لأقول ، إذا كان مثل هذا السائل أو الناقل يعتقد بصحة هذا المنهج ، فنحن نقول لهم حينذاك بأن هذا التسليم الذي يدندنوا حوله ، ويقولون بأنه لا ينبغي لأهل السنة ، أن ينكروا على الشيعة اعتمادهم على كتبهم وعلى رواية كتبهم ، نقول إن كانت كتبهم قائمة على هذا المنهج الصحيح من أسانيد متصلة ، وروايات ينبغي معرفتها من صحتها من ضعفها ، حينئذ نقول ، الفصل بين أهل السنة وبين الشيعة ، إنما هو الرجوع إلى الأسانيد ، فهل الشيعة عندهم أسانيد ، كما عند المسلمين ؟ الجواب لا ، وفي اعتقادي أن المقصود من مثل هذا السؤال أو من مثل هذه الدعوة ، بأن للشيعة أن يعتمدوا هو التمهيد للفرق الأخرى ، أن يعتمدوا على كتبهم هم كالأباضية مثلا، وكالزيدية مثلا ونحو ذلك من الفرق الإسلامية ، كل هذه الفرق من عرف كتبها فهي فقيرة فقرا مدقعا ، من حيث إنه لا يوجد لديها أحاديث تروى عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بكثرة يمكنهم أن يعتمدوا عليها ، في فهم القرآن الكريم ، كما يوجد ذلك عند أهل السنة ، وعند أهل الحديث بخاصة منهم ، ولذلك فهذا الذي يقول هذه الكلمة إنما يمهد للفرق الأخرى أن تعتمد على الكتب والروايات التي عندهم ، أعود لأقول ، إن كان ما عليه علماء الحديث ، من الاعتماد على الأسانيد ومعرفة الرواة ونحو ذلك ، مما يتعلق بعلم الرجال والتعديل ، وعلم مصطلح الحديث هم يؤمنون بصحة هذا المنهج فنطالبهم بأن يلتزموا نفس المنهج في إثبات ما عندهم من روايات تتعلق بمذهبهم أو بفرقتهم ، لكني أقول إن الواقع أن هذا الطريق إن لم يسلم به ، هذا المنهج الحديثي ، إن لم يسلم به من الفرق الأخرى ، أو من أهل الأديان الأخرى ، معنى ذلك أنهم جميعا لا يستطيعون أن يثبتوا ديانتهم ومذهبهم ، وما عليه هم من هدى أو من ضلال لأنه لا يوجد هناك طريقة ووسيلة أخرى لمعرفة ما كان في الزمن القديم ، إلا بطريق الإسناد وإن قالوا نحن نسلم بصحة هذا المنهج ، وأنه لا طريق إلا الاعتماد على الإسناد حينئذ نقول لهم: أين كتب الحديث التي تعتمدون عليها ؟ وأين كتب الرجال ؟ التي تعتمدون على معرفة الثقة من الضعيف من الكذاب من الوضاع إلى آخره ؟ لا يوجد عندهم شيء يذكر من هذا القبيل إطلاقا ، ثم أين الكتب التي يعتمدون عليها في تحصيل الأحاديث ؟ نحن عندنا مثلا ، ما شاء الله مئات الكتب بعضها طبع وأكثرها لم يطبع حتى الآن كلها ، تروي الأحاديث عن الرسول عليه السلام ، بالأسانيد المتصلة منهم ، إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا نعني نحن حينما نقول هذا الكلام ، بأن كل ذلك هو صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لكننا نريد أن نقول بأنهم في هذه المئات المئات من الكتب ، قد قدموا لنا الوسيلة التي بها يتمكن العالم ، من معرفة ما صح مما لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أي قدموا لنا الأحاديث بالأسانيد ، ثم مقابل هذه الكتب التي تذكر الأحاديث بالأسانيد عندنا كتب تعرف بكتب أسماء الرجال والرواة ، في هذه الكتب الألوف المؤلفة من الرواة ، كل واحد يذكر من هم شيوخه من هم تلامذته الآخذين عنه ، ومتى ولد ومتى مات وهل استقام حفظه واطرد ، حتى آخر رمق من حياته أم اختلط قبل موته ، ونحو ذلك من العلوم التي يعني نفخر نحن الاسلاميين على سائر الأمم من جهة ، ونفخر أيضا نحن السنيين على سائر الفرق من جهة أخرى ، بأننا وحدنا فقط ، الذين منّ الله عز وجل علينا ، بمثل هذه الوسيلة التي حفظ الله لنا ديننا ، وفاء بوعد ربنا تبارك وتعالى الذي قال في القرآن الكريم: إنا نحن نرلنا الذكر ، وإنا له لحافظون .
الشيخ : بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ، جوابي على هذا السؤال يشبه تماما كما لو قال قائل إن لكل أصحاب الديانات ، الموجودة اليوم الحق أن يعتمدوا على كتبهم والروايات التي فيها ، لكننا نحن نقول جوابا عن هذا وذاك من أين جاء هذا الحق ، ونحن نعلم من مثل قوله تبارك وتعالى يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا ، فالتبين من خصوصيات الشريعة الإسلامية ، الني تستلزم أو تلزم كل مسلم أن لا يروي شيئا ، عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بعد التحقق والتثبت من صحة هذه النسبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا شك أن أول ما نبدأ به من الكلام ، هو حول ما يروى عن النبي عليه الصلاة والسلام في بطون كتب المسلمين جميعا ، بغض النظر الآن عن اختلاف مذاهبهم ومشاربهم ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم هو المرجع الثاني بعد الرب تبارك وتعالى ونعني كما أن الرجوع ينبغي أن يرجع المسلم إلى ربه أي إلى كتابه فكذلك يجب على المسلم أن يرجع إلى نبيه ، أي إلى سنته ، ذلك لأن الله عز وجل ، أمر المسلمين بأن يتمسكوا بكتاب الله من جهة ، وبسنة النبي صلى الله عليه وسلم من جهة أخرى وكما أوضح في غير ما آية من القرآن الكريم لا سبيل إلى فهمه فهما صحيحا إلا من طريق بيانه عليه الصلاة والسلام كما في قوله عز وجل: وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم فهذا البيان هو ما يعرف عند العلماء المسلمين ، بالسنة أو بالحديث النبوي وحينئذ إذا كان من الواجب أن يتثبت المسلم فيما يأتيه عن النبي صلى الله عليه وسلم من أحاديث فعليه أن يتبنى طريقا علميا تطمئن له النفس وتنشرح له الصدر ، ليتوصل بهذا الطريق إلى معرفة ما قاله عليه السلام وما فعله عليه السلام بيانا للقرآن ، فهنا نقف مع الفرق كلها ، ما هو الطريق لمعرفة السنة ؟ أو البيان بالتعبير القرآني ؟ ما هو الطريق عندكم ؟ أما طريقنا نحن فهو معروف بما يسمى بالسند أي أن يروي الثقة عن الثقة عن الثقة وهكذا متسلسلا آخذ بعضهم عن بعض إلى أن ينتهي الخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، مع ملاحظة أن هناك أسبابا تمنع أحيانا من الاعتماد على مثل هذه السلسلة ، التي تسمى بالسند ، هذا العلم الذي يدور حول دراسة السند ، الذي يقصد به الوصول إلى معرفة ما قاله الرسول عليه السلام أو ما فعله لنتمكن به من تفسير القرآن ، هذا العلم تفردت به الفرقة الواحدة من الفرق الإسلامية كلها ، قديما وحديثا ،و هي أهل السنة والجماعة ، بالتعبير العام لأنه يدخل فيه كل المذاهب من الناحية الفقهية ، أتباع المذاهب الأربعة ، كما يدخل فيه أهل المذاهب الكلامية الأخرى ، ممن أيضا تدخل في دائرة أهل السنة ، وإن كان هناك شيء من التحفظ في إدخالهم في هذه الدائرة كالأشاعرة وكالماتردية ، فسواء قلنا عن هذين المذهبين الكلاميين أو قلنا عن المذاهب الفقهية الأربعة فكل هؤلاء وهولاء متفقون مع أهل الحديث على أن طريقة معرفة الوصول إلى ما كان عليه الرسول عليه السلام من هدى ، ومن بيان القرآن ليس هناك إلا الإسناد ، تفردت به أهل السنة دون الطوائف الأخرى ، فإذا كان هذا مسلما ، لدى الفرق بصورة عامة ، ولدى موجه هذا السؤال بصورة خاصة ولا أعتقد أن أحداً يناقش في صحة هذا المنهج ، لمعرفة ما كان عليه الرسول عليه السلام من الهدي والسيرة ، وأكبر دليل على ذلك ، أن بعض الأفراد من الأمم الكافرة التي لا تشترك مع الفرق الإسلامية كلها ، في الشهادة لله عز وجل بالوحدانية ، ولنبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة ، قد اعترفوا وهذا رغم أنوفهم ، بأن ما عند المسلمين مما يسمى بالسند لمعرفة التاريخ الإسلامي الأول ، هذا شيء تفردت به الأمة الإسلامية دون الأمم الأخرى ، وكما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، بأن الأمة الإسلامية تميزت على أمتي اليهود والنصارى بكونها على الهدى وعلى التوحيد ، كذلك تميزت أمة الحديث من الإسلاميين على بقية الفرق الأخرى في نهجها ، هذا المنهج العلمي القائم على السند ، وما يلوذ به ، وما يتعلق به من معرفة علم مصطلح الحديث ، وعلم الجرح والتعديل فأهل الحديث تفردوا من بين الفرق الإسلامية كلها كما تفردت الأمة الإسلامية بالهدى والتوحيد من بين الأمم المعتقدة بالأديان ، كاليهود والنصارى وغيرهم ، فهذا كهذا لذلك أعود لأقول ، إذا كان مثل هذا السائل أو الناقل يعتقد بصحة هذا المنهج ، فنحن نقول لهم حينذاك بأن هذا التسليم الذي يدندنوا حوله ، ويقولون بأنه لا ينبغي لأهل السنة ، أن ينكروا على الشيعة اعتمادهم على كتبهم وعلى رواية كتبهم ، نقول إن كانت كتبهم قائمة على هذا المنهج الصحيح من أسانيد متصلة ، وروايات ينبغي معرفتها من صحتها من ضعفها ، حينئذ نقول ، الفصل بين أهل السنة وبين الشيعة ، إنما هو الرجوع إلى الأسانيد ، فهل الشيعة عندهم أسانيد ، كما عند المسلمين ؟ الجواب لا ، وفي اعتقادي أن المقصود من مثل هذا السؤال أو من مثل هذه الدعوة ، بأن للشيعة أن يعتمدوا هو التمهيد للفرق الأخرى ، أن يعتمدوا على كتبهم هم كالأباضية مثلا، وكالزيدية مثلا ونحو ذلك من الفرق الإسلامية ، كل هذه الفرق من عرف كتبها فهي فقيرة فقرا مدقعا ، من حيث إنه لا يوجد لديها أحاديث تروى عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بكثرة يمكنهم أن يعتمدوا عليها ، في فهم القرآن الكريم ، كما يوجد ذلك عند أهل السنة ، وعند أهل الحديث بخاصة منهم ، ولذلك فهذا الذي يقول هذه الكلمة إنما يمهد للفرق الأخرى أن تعتمد على الكتب والروايات التي عندهم ، أعود لأقول ، إن كان ما عليه علماء الحديث ، من الاعتماد على الأسانيد ومعرفة الرواة ونحو ذلك ، مما يتعلق بعلم الرجال والتعديل ، وعلم مصطلح الحديث هم يؤمنون بصحة هذا المنهج فنطالبهم بأن يلتزموا نفس المنهج في إثبات ما عندهم من روايات تتعلق بمذهبهم أو بفرقتهم ، لكني أقول إن الواقع أن هذا الطريق إن لم يسلم به ، هذا المنهج الحديثي ، إن لم يسلم به من الفرق الأخرى ، أو من أهل الأديان الأخرى ، معنى ذلك أنهم جميعا لا يستطيعون أن يثبتوا ديانتهم ومذهبهم ، وما عليه هم من هدى أو من ضلال لأنه لا يوجد هناك طريقة ووسيلة أخرى لمعرفة ما كان في الزمن القديم ، إلا بطريق الإسناد وإن قالوا نحن نسلم بصحة هذا المنهج ، وأنه لا طريق إلا الاعتماد على الإسناد حينئذ نقول لهم: أين كتب الحديث التي تعتمدون عليها ؟ وأين كتب الرجال ؟ التي تعتمدون على معرفة الثقة من الضعيف من الكذاب من الوضاع إلى آخره ؟ لا يوجد عندهم شيء يذكر من هذا القبيل إطلاقا ، ثم أين الكتب التي يعتمدون عليها في تحصيل الأحاديث ؟ نحن عندنا مثلا ، ما شاء الله مئات الكتب بعضها طبع وأكثرها لم يطبع حتى الآن كلها ، تروي الأحاديث عن الرسول عليه السلام ، بالأسانيد المتصلة منهم ، إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا نعني نحن حينما نقول هذا الكلام ، بأن كل ذلك هو صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لكننا نريد أن نقول بأنهم في هذه المئات المئات من الكتب ، قد قدموا لنا الوسيلة التي بها يتمكن العالم ، من معرفة ما صح مما لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أي قدموا لنا الأحاديث بالأسانيد ، ثم مقابل هذه الكتب التي تذكر الأحاديث بالأسانيد عندنا كتب تعرف بكتب أسماء الرجال والرواة ، في هذه الكتب الألوف المؤلفة من الرواة ، كل واحد يذكر من هم شيوخه من هم تلامذته الآخذين عنه ، ومتى ولد ومتى مات وهل استقام حفظه واطرد ، حتى آخر رمق من حياته أم اختلط قبل موته ، ونحو ذلك من العلوم التي يعني نفخر نحن الاسلاميين على سائر الأمم من جهة ، ونفخر أيضا نحن السنيين على سائر الفرق من جهة أخرى ، بأننا وحدنا فقط ، الذين منّ الله عز وجل علينا ، بمثل هذه الوسيلة التي حفظ الله لنا ديننا ، وفاء بوعد ربنا تبارك وتعالى الذي قال في القرآن الكريم: إنا نحن نرلنا الذكر ، وإنا له لحافظون .
الفتاوى المشابهة
- الفرق بين السلفيين الذين ينتمون إلى العمل بالك... - الالباني
- ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة - اللجنة الدائمة
- سؤال عن موقف المسلم تجاه هذه الفرق الإسلامية ؟ - الالباني
- سؤال عن موقف المسلم اتجاه هذه الفرق الإسلامية ؟ - الالباني
- قال الرسول صلى الله عليه وسلم :" وستفترق أمت... - ابن عثيمين
- كثرت في أيَّامنا الفرق والجماعات ، والتي يدَّع... - الالباني
- ما الفرق بين الفرقة الناجية والطائفة المنصورة... - الالباني
- ذكر حديث الافتراق إلى ( 73فرقة ) ، وبيّن الفرق... - الالباني
- ما صحة القول بأنه لا فرق في العزو إلى مقدمة مس... - الالباني
- ما هو الفرق بين الفرقة الناجية و الفرق الأخرى ؟ - الالباني
- ما رأيكم في قول بعض الحزبيين ( للفرق الاسلامية... - الالباني