بيان خطأ تأويل صفة الرحمة بإرادة الإحسان للخلق وغيرها من التأويلات الفاسدة .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : يقول بعض الناس الرحمة إرادة الإحسان أو الرحمة الإحسان إلى الخلق ، إرادة الإحسان أو الإحسان إلى الخلق ، ماذا ... طيب ، ولكن هذا ليس بصحيح ليست الرحمة إرادة الإحسان ولا الإحسان إلى الخلق ، لأن إرادة الإحسان من آثار الرحمة لأن الرحيم يريد الإحسان ، والإحسان إلى الخلق نفسه من آثار الإرادة ، ولكننا نقول الرحمة صفة اتصف الله بها عز وجل وهي رحمة تليق به كسائر صفاته كسمعه وبصره وقوته وعزته ، فنحن نقول الرحمة صفة اتصف بها الخالق عز وجل ، وهي حقيقة لكنها رحمة تليق به رحمة تليق به ، هل منكم أحد درس علم التوحيد ؟ نعم ، تفضل ، من الذي فسّر الرحمة بالإحسان أو بإرادة الإحسان ؟
الطالب : ...
الشيخ : طيب استرح سمعتم ، يقول الذي فسر الرحمة بالإحسان أو بإرادة الإحسان هم الأشاعرة ومنعوا أن يوصف الله بالرحمة ، فما تقول أن لله رحمة غير الإرادة وغير الإحسان ، ليش ؟ قال لأن الرحمة تقتضي الرقة واللين والرب عز وجل منزه عن ذلك الرب قوي عزيز قادر قاهر ، كيف يكون رحيم ، ولهذا تقول رحمت فلان يعني رققت له رققت له ، والله عز وجل ما يمكن يوصف بالرقة ، أفهمتم ؟ طيب وأيضا الإرادة لها دليل عقلي لها دليل عقلي والرحمة ليس لها دليل عقلي ونحن لا نثبت من صفات الله إلا ما دل عليه العقل ، يقولونه هم أما نحن نثبت كل ما أثبته لنفسه ، لذلك قالوا المراد بالرحمة الإحسان الذي هو الشيء المنفصل عن الله أو أنه إرادة الإحسان لأنهم يثبتون الإرادة ، ما أدري تحبون نبحث في هذا وإلا نتركه ؟ طيب ، ولكن شوف إذا بحثت لازم أسألك ، مستعد ؟ طيب
نقول ما هو دليل الإرادة العقلي حتى ننظر هل الإرادة هل الرحمة يدل عليها العقل أو لا ؟ قالوا دليل الإرادة العقلي التخصيص التخصيص ، كيف التخصيص ؟ يعني كون الله عز وجل يجعل السماء سماء والأرض أرضا والإنسان إنسانا والبعير بعيرا والحمار حمارا ، هذا يدل على أيش ؟ هاه على الإرادة يدل على الإرادة ، أنه أراد أن يكون السماء سماء فكان أراد أن يكون الإنسان إنسانا فكان ، فهذا التخصيص يعني كون المخلوقات بعضها كذا وبعضها كذا يدل على إرادة الخالق ، صحيح هذا وإلا غير صحيح ؟ صحيح ؟ هاه ؟ ... يا جماعة ، صحيح نحن نوافق على أن تخصيص المخلوقات بعضها بخصائصه يدل على الإرادة ، طيب الرحمة ؟ يقول أيضا الإحسان إلى الخلق الإحسان إلى الخلق ماذا يدل عليه ؟ يدل على الرحمة هل يحسن إلى غيره من ليس فيه رحمة ؟ لا ، ودلالة الإحسان إلى الخلق على الرحمة أظهر وأوضح وأبين من دلالة التخصيص عل الإرادة ، لأن دلالة التخصيص على الإرادة لا يفهمها إلا طالب علم ودلالة الإحسان على الرحمة كل إنسان يفهمها ، لو خرجت مثلا بعد المطر وقابلك عامي ، قلت له لم المطر هذا ؟ قال هذا والله من رحمة الله ، العامي اللي ما يفهم يستدل بنعم الله على أيش ؟ على رحمة الله ، فالرحمة قد دل عليها العقل ، ودلالته عليها أقوى من دلالة التخصيص على ايش؟ على الإرادة ، لكن قالوا كيف يكون هذا والرحمة هي الرقة واللين والله منزه عن هذا ؟ ماذا نقول ؟ نقول الرحمة التي تقتضي الرقة واللين أمام الشيء إنما هي رحمة من ؟ البشر ، رحمة البشر أما رحمة الخالق فلا تستلزم ذلك ولا تقتضيه ، على أننا نمنع قولكم إن الرحمة تقتضي اللين ، لأننا نجد مثلا ملكا من الملوك قوي ذو سلطان وقدرة ومع ذلك يرحم الضعيف ويعد هذا في حقه كمالا أو نقصا ؟ لو وجدنا ملك قوي قوي السلطان والنفوذ له هيبة لكن إذا رأى الضعيف رق له ورحمه هل نقول إن هذا دليل على ضعف الملك وإلا لا ؟ لا أبدا بل دليل على كماله ، ... وأنه ينزل كل شيء منزلته .
المهم يا إخواني هذه بحث يستفيد منه طالب العلم ، وهو أن كل من نفى صفة من صفات الله بحجة عقلية فإن هذه الحجة عليه وليست له تكون دليلا عليه وليست له، لأنه إما أن يقر بالجميع وإما أن ينكر الجميع ، أما أن يقر بالبعض وينكر البعض فهذا من باب أيش ؟ من باب التناقض ، طيب الرحمن اذن نقول الرحمن أيش معناها يا إخوان ؟ نحن نقرؤها كل يوم ايش معنى الرحمن؟. يعني ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي لا يدركها العقل ، الرحيم الموصل للرحمة من شاء من عباده ، يعذب من يشاء ويرحم من يشاء.
الطالب : ...
الشيخ : طيب استرح سمعتم ، يقول الذي فسر الرحمة بالإحسان أو بإرادة الإحسان هم الأشاعرة ومنعوا أن يوصف الله بالرحمة ، فما تقول أن لله رحمة غير الإرادة وغير الإحسان ، ليش ؟ قال لأن الرحمة تقتضي الرقة واللين والرب عز وجل منزه عن ذلك الرب قوي عزيز قادر قاهر ، كيف يكون رحيم ، ولهذا تقول رحمت فلان يعني رققت له رققت له ، والله عز وجل ما يمكن يوصف بالرقة ، أفهمتم ؟ طيب وأيضا الإرادة لها دليل عقلي لها دليل عقلي والرحمة ليس لها دليل عقلي ونحن لا نثبت من صفات الله إلا ما دل عليه العقل ، يقولونه هم أما نحن نثبت كل ما أثبته لنفسه ، لذلك قالوا المراد بالرحمة الإحسان الذي هو الشيء المنفصل عن الله أو أنه إرادة الإحسان لأنهم يثبتون الإرادة ، ما أدري تحبون نبحث في هذا وإلا نتركه ؟ طيب ، ولكن شوف إذا بحثت لازم أسألك ، مستعد ؟ طيب
نقول ما هو دليل الإرادة العقلي حتى ننظر هل الإرادة هل الرحمة يدل عليها العقل أو لا ؟ قالوا دليل الإرادة العقلي التخصيص التخصيص ، كيف التخصيص ؟ يعني كون الله عز وجل يجعل السماء سماء والأرض أرضا والإنسان إنسانا والبعير بعيرا والحمار حمارا ، هذا يدل على أيش ؟ هاه على الإرادة يدل على الإرادة ، أنه أراد أن يكون السماء سماء فكان أراد أن يكون الإنسان إنسانا فكان ، فهذا التخصيص يعني كون المخلوقات بعضها كذا وبعضها كذا يدل على إرادة الخالق ، صحيح هذا وإلا غير صحيح ؟ صحيح ؟ هاه ؟ ... يا جماعة ، صحيح نحن نوافق على أن تخصيص المخلوقات بعضها بخصائصه يدل على الإرادة ، طيب الرحمة ؟ يقول أيضا الإحسان إلى الخلق الإحسان إلى الخلق ماذا يدل عليه ؟ يدل على الرحمة هل يحسن إلى غيره من ليس فيه رحمة ؟ لا ، ودلالة الإحسان إلى الخلق على الرحمة أظهر وأوضح وأبين من دلالة التخصيص عل الإرادة ، لأن دلالة التخصيص على الإرادة لا يفهمها إلا طالب علم ودلالة الإحسان على الرحمة كل إنسان يفهمها ، لو خرجت مثلا بعد المطر وقابلك عامي ، قلت له لم المطر هذا ؟ قال هذا والله من رحمة الله ، العامي اللي ما يفهم يستدل بنعم الله على أيش ؟ على رحمة الله ، فالرحمة قد دل عليها العقل ، ودلالته عليها أقوى من دلالة التخصيص على ايش؟ على الإرادة ، لكن قالوا كيف يكون هذا والرحمة هي الرقة واللين والله منزه عن هذا ؟ ماذا نقول ؟ نقول الرحمة التي تقتضي الرقة واللين أمام الشيء إنما هي رحمة من ؟ البشر ، رحمة البشر أما رحمة الخالق فلا تستلزم ذلك ولا تقتضيه ، على أننا نمنع قولكم إن الرحمة تقتضي اللين ، لأننا نجد مثلا ملكا من الملوك قوي ذو سلطان وقدرة ومع ذلك يرحم الضعيف ويعد هذا في حقه كمالا أو نقصا ؟ لو وجدنا ملك قوي قوي السلطان والنفوذ له هيبة لكن إذا رأى الضعيف رق له ورحمه هل نقول إن هذا دليل على ضعف الملك وإلا لا ؟ لا أبدا بل دليل على كماله ، ... وأنه ينزل كل شيء منزلته .
المهم يا إخواني هذه بحث يستفيد منه طالب العلم ، وهو أن كل من نفى صفة من صفات الله بحجة عقلية فإن هذه الحجة عليه وليست له تكون دليلا عليه وليست له، لأنه إما أن يقر بالجميع وإما أن ينكر الجميع ، أما أن يقر بالبعض وينكر البعض فهذا من باب أيش ؟ من باب التناقض ، طيب الرحمن اذن نقول الرحمن أيش معناها يا إخوان ؟ نحن نقرؤها كل يوم ايش معنى الرحمن؟. يعني ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي لا يدركها العقل ، الرحيم الموصل للرحمة من شاء من عباده ، يعذب من يشاء ويرحم من يشاء.
الفتاوى المشابهة
- ما تأويل قوله عليه الصلاة والسلام : ( إن الل... - ابن عثيمين
- ما الفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعي... - ابن عثيمين
- ما الفرق بين إرادة الله وقضاء الله ، وما الفرق... - الالباني
- الفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية - ابن عثيمين
- ما الفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية ؟ - الالباني
- حديث خلق المائة رحمة هل هذه الرحمة هي الصفة - اللجنة الدائمة
- الفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية ؟ - الالباني
- قال المؤلف :" فقد وردت بالاسم مثل: {الرحمن ا... - ابن عثيمين
- ما معنى أن اختلاف المخلوقات وتخصيص بعضها بما... - ابن عثيمين
- قال المؤلف :" فنقول لهم: نفيكم لما نفيتموه ب... - ابن عثيمين
- بيان خطأ تأويل صفة الرحمة بإرادة الإحسان للخ... - ابن عثيمين