السائل : فضيلة الشيخ هل الرجل إذا كان مقيم في مكة وأراد أن يأتي بعمرة هل يجب عليه أن يخرج إلى الحل وإذا كان من غير أهل مكة ولكنه جاء فيها مجاوراً للبيت لمدة أيام هل أيضاً يحرم من التنعيم أوغيرها؟

الشيخ : الذي نرى أن الإنسان إذا أتى بالعمرة فإن السنة أن يقتصر عليها وألا يخرج إلى التنعيم ولا إلى الميقات ليأتي بعمرة أخرى سواء أتى بها لنفسه أو أتى بها لغيره ولذلك لأن خير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وخير قرون هذه الأمة الصحابة رضي الله عنهم ولم يكن من عادتهم أن الإنسان إذا أتى بالعمرة الأولى التي قدم مكة من أجلها أن يخرجوا إلى التنعيم أو إلى غيره من الحل أو إلى الميقات ليأتوا بعمرة أخرى لكن هذا حدث في العصور المتأخرة لما قلّ الفقه في الأمة كثر الفعل الذي لم يبنَ على سلف فتجد بعض الناس يتردد إلى التنعيم كل يوم أو بعد كل يومين أو في كل أسبوع ليأتي بعمرة عن أبيه وعن أمه وعن جده وجدته وعمه وعمته وخاله وخالته وجاره وجارته وهكذا كل يوم يأتي بعمرة لماذا؟ قال لأبي لأمي لخالي لخالتي وما أشبه ذلك هل هذا من هدي السلف؟ هذه كتب السلف بين أيدينا والحمد لله والمسانيد والسنن موجودة بين أيدينا ما كان أحدهم يفعل هذا أبداً غاية ما ورد أن عائشة رضي الله عنها أحرمت بالعمرة مع النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وفي أثناء الطريق حاضت فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي فسألها ما بالها تبكي فأخبرته فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا شيء كتبه الله على بنات آدم ثم أمرها أن تدخل الحج على العمرة ولما انتهت من الحج قالت : يا رسول الله يرجع الناس بعمرة وحج وأرجع بحج يعني تريد أن تعتمر فأمر أخاها عبدالرحمن بن أبي أبكر أمره أن يعمرها من التنعيم يعني أن يخرج بها من التنعيم لتأتي بالعمرة ولم يقل له النبي عليه الصلاة والسلام انتهز الفرصة فاعتمر مع أختك ولم ينتهز الفرصة هو ليعتمر مع أخته فدل هذا على أنه ليس من عادتهم أن يخرجوا من مكة إلى التنعيم من أجل أن يأتي الإنسان بعمرة خلافاَ لما عليه الناس اليوم لهذا أقول إذا أتيت بعمرة أول ما تقدم فأقفل الباب ولا تأت بعمرة لا لنفسك ولا لغيرك أما بالنسبة لأبيك وأمك فإنك إن أصررت على أن تأتي لهما بشيء فطف لهما طف أسبوعاً لأمك وأسبوعا لأبيك وفي هذا كفاية وإن أردت الأفضل والأكمل فأتِ بما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ولم يرشد النبي عليه الصلاة والسلام وهو أنصح الخلق للخلق لم يرشد أن نأتي لهما بعمل أن نأتي لأبائنا أو أمهاتنا بعمل بل أرشد إلى أن ندعو لهما فقال: أو ولد صالح يدعو له ولم يتعرض للعمل الصالح مع أن الحديث في سياق إيش؟ في سياق أي شيء؟ في سياق العمل وإذا كان في سياق العمل فعدول النبي صلى الله عليه وسلم عن العمل إلى الدعاء دليل على أن الدعاء أفضل من العمل وإلا لقال أو ولد صالح يعمل له لهذا أنا أقول إن العادات التي مشى الناس عليها اليوم في الانهماك بالعمرات لأمواتهم وتكرار العمر ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا من هدي السلف الصالح ولو كان خيراً لسبقونا إليه نحن قلنا يهدي لهما أسبوعا أو أسبوعين لا يفهم أحد أن المعنى يبقى يطوف في الكعبة يطوف لمدة أسبوع كامل أو لمدة أسبوعين المعنى أن سبعة أشواط تسمى أسبوعاً فإذا قلنا يطوف
أسبوعاً بالبيت يعني سبعة أشواط أسبوعين يعني سبعة أشواط وسبعة أشواط هذا المعنى.