تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فتراه بين القبض والبسط اللذا***ن همـا لأفق س... - ابن عثيمينالشيخ : ولهذا قال المؤلف رحمه الله :" فتراه بين القبض والبسط اللذي *** ن همـا لأفق سمائه قطبان " يعني قلبه بين القبض والبسط. متى يبسط ؟ عند الرجاء وينقب...
العالم
طريقة البحث
فتراه بين القبض والبسط اللذا***ن همـا لأفق سمائه قطبان (بيان اختلاف العلماء في السالك إلى الله أيهما يغلب الرجاء أو الخوف وبيان الراجح في ذلك)
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ولهذا قال المؤلف رحمه الله :
" فتراه بين القبض والبسط اللذي *** ن همـا لأفق سمائه قطبان "
يعني قلبه بين القبض والبسط. متى يبسط ؟ عند الرجاء وينقبض عند اليأس والخوف. ولهذا اختلف أهل العلم رحمهم الله في السائر إلى عز وجل هل يغلب الرجاء أو يغلب الخوف لأنه إن غلب الرجاء وقع في محذور وهو الأمن من مكر الله وإن غلب الخوف وقع في محذور وهو اليأس من رحمة الله. فهو بين محذورين. قال الإمام أحمد : " ينبغي أن يكون خوفه ورجاؤه واحدا فأيهما غلب على غلب هلك صاحبه " .
وشبهه بعض العلماء بالطائر يطير بين جناحين جناح الرجاء وجناح الخوف. إن مال أحدهما هوى وسقط. وفصل بعض أهل العلم فقال : ينبغي إذا حدثته نفسه بالمعصية أن يغلب جانب الخوف لماذا؟ لأن لا يقع فيها لأنه قد تحمله نفسه على الرجاء فيقول أفعل المعصية الله غفور رحيم. وإذا فعل الطاعة فليغلب جانب الرجاء جانب الرجاء لأنه إذا فعل الطاعة فلا ينبغي أن يقول لا تقبل مني بل يرجح جانب القبول وهو جانب الرجاء حتى يكون محسنا للظن بالله عز وجل. هذان قولان.
القول الثالث يقول : ينبغي أن يكون الرجاء والخوف مبنيا على اختلاف الجهة فإذا نظرت إلى أفعالك فغلب جانب الخوف سواء كانت طاعة أو معصية. وإذا نظرت إلى فضل الله فغلب جانب الرجاء فغلب جانب الرجاء لأن الله تعالى كتب كتابا عنده أن رحمته غلبت او سبقت غضبه. أما أنت فانت محل التهمة متى نظرت إلى نفسك فغلب جانب الخوف ليحملك هذا الجانب على ترك المحرمات وفعل الطاعات. كم قولا هذا؟ ثلاثة.
القول الرابع : في حال الصحة والنشاط يغلب جانب الخوف وفي حال المرض ولا سيما المرض المزمن الذي يظن المرء يظن المرء أنه قريب الأجل يغلب جانب الرجاء حتى يموت وهو يحسن الظن بالله عز وجل. والله تعالى عند ظن عبده به. والحقيقة أن الإنسان ينبغي له فيما نرى أن ينظر حاله إذا رأى نفسه تميل إلى الرجاء فتحمله على التهاون عن الطاعات وعلى فعل المحرمات فيجب أن يكبح جماحها فيردها إلى جانب الخوف. وإذا غلب على ظنه على نفسه الخوف حتى يكاد ييأس من أن الله قبل منه طاعته أو أنه أتى بطاعة ترضي ربه فهنا يغلب جانب الرجاء يغلب جانب الرجاء. والإنسان الذي يوفقه الله عز وجل يكون طبيب نفسه يعرف نفسه ثم قال المؤلف :
" فتراه بين القبض والبسط اللذي *** ن هما لأفق سماءه قطبان ".

Webiste