الطالب : ... في جنسها.
الشيخ : نعم.
الطالب : في قدرها، في كيفيتها، في مكانها، في زمانها، في سببها.
الشيخ : نعم، في سببها، تمام.
فإن لم يكن سببها ثابتا شرعا فإنها لا تقبل، إذا لم يكن السبب ثابتا شرعا فإنها لا تقبل، فلو قرأ القارئ: { يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين } فسجد سجدة التلاوة قلنا هذه لا تقبل، هذه السجدة لا تقبل بل أنت آثم بها، لماذا؟ لأن ذلك ليس بسبب، هذه الآية ليست آية سجدة، ولو قرأ { يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون } هاه، وسجد صح؟
الطالب : ...
الشيخ : لا، صحيح، هذه آية سجدة، هذه آية سجدة شرعية، فالأول الذي سجد عند قوله: { يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين } نقول أيش؟ سجدته غير مقبولة، لماذا؟ لأن أيش؟ لأن هذا ليس سببا للسجود.
ولو قرأ { يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون } فسجد قلنا هذه سجدة شرعية صحيحة مقبولة، لأنها جاءت بها السّنّة.
طيب، سمعت الأخ الذي إلى جنبي يقول: الأولى خاصة بمريم، والثانية عامة، ولكن هذا ليس هو السبب، السبب التلقي، الدليل على هذا أن الله قال في داود: { وظن داود أنّما فتنّاه فاستغفر ربّه وخرّ راكعا وأناب } لو سجدنا عند هذه الآية، أيش يكون السجود؟ صحيح أو غير صحيح؟ صحيح، لماذا لأنّ هذا سبب متلقى من الشرع مع أنه خاص بمن؟
الطالب : بداود.
الشيخ : بداود، فالحاصل أن الشرع مبني على التلقي، ما جاءت به السنة فهو الشرع وما لم تأت به السّنّة فليس بشرع.