تم نسخ النصتم نسخ العنوان
معنى قوله تعالى:" ادع إلى سبيل ربك " وما يشت... - ابن عثيمينالشيخ : وعلى هذا فنقول : إن قوله تعالى : { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ } يشمل الرسول صلى الله عليه وسلم وغيره.وقوله : وقوله : { إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ } ...
العالم
طريقة البحث
معنى قوله تعالى:" ادع إلى سبيل ربك " وما يشترط في الدعوة إلى الله
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : وعلى هذا فنقول : إن قوله تعالى : { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ } يشمل الرسول صلى الله عليه وسلم وغيره.
وقوله : وقوله : { إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ } ما هو سبيل الله ؟ سبيل الله تعالى هو شرعه لأنه طريق يوصل إلى الله عز وجل ولأن الله تعالى هو الذي شرعه فأضيف إليه فيكون الشرع مضافا إلى الله لوجهين :
الوجه الأول : أنه إيش ؟ موصل إلى الله.
والوجه الثاني : أنه هو الذي شرعه لعباده وبينه لهم حتى يصلوا إلى الله عز وجل .
{ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ } هنا إذا تأملنا كلمة سبيل وجدنا أنها تضاف أحيانا إلى الله كما في هذه الآية وأحيانا تضاف إلى المؤمنين كما في قوله تعالى : { وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً } فأضاف السبيل هنا إلى المؤمنين فكيف نجمع بين الآيتين ؟ مرة يضاف إلى الله ومرة يضاف إلى المؤمنين. نقول : الجمع بينهما سهل أضيف إلى المؤمنين لأنهم هم السالكون له وأضيف إلى الله لأنه شرعه وموصل إليه ومثل ذلك كلمة الصراط : { وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ صِرَاطِ اللَّهِ } { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ } فمرة أضاف الصراط إلى الله ومرة أضاف الصراط إلى المؤمنين الذين أنعم الله عليهم فكيف نجمع ؟ سؤال خاص ؟
الطالب : ... .

الشيخ : طيب استرح تفضل ؟
الطالب : ... .

الشيخ : أضيف إلى المؤمنين الذين أنعم الله عليهم لأنهم هم الذين سلكوه، أضيف إلى الله لأنه شرعه والموصل إليه.
{ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ } في هذا دليل على وجوب الإخلاص أن تدعو إلى سبيل الله هذا إخلاص وذلك لأن الدعاة لهم إرادات من الناس من يدع إلى سبيل الله لكن انتقاما من المدع أو انتصارا لرأيه هذا الذي يدعو انتقاما من المدع أو انتصارا لرأيه هل يكون داعيا إلى الله أو إلى سبيل الله ؟ لا، يوجد أناس الآن يدعون إلى الله لكن يريدون أن ينصروا قولهم ولذلك يصعب عليهم جدا أن يتراجعوا عنه ولو كان خلاف الحق لأنهم يريدون أن يكون الكلام لهم أو سلطة الرأي لهم وهذا لا شك مجانب للإخلاص تماما هذا يدعو إلى الهوى وليس يدعو إلى الهدى.
إنسان آخر يدعو انتقاما من الشخص هذا أيضا غلط الواجب أن تدعو إلى الله إلى سبيل الله لإصلاح عباد الله وليس انتقاما منهم ولا انتصارا لرأيك ولكن لإصلاحهم وإذا كان كذلك أي لإصلاح الخلق فسوف يسلك الإنسان أقرب الطرق إلى حصول المقصود.
وقوله جل وعلا : { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ } يتبين أنه لا بد من العلم لماذا ؟ لابد أن تعلم ما تدع إليه أنه من شرع الله فتعلم أولا ثم ادعو ثانيا أما أن تدعو إلى سبيل الله وأنت لا تعلم سبيل الله فكيف يمكن هذا ؟! ولهذا قال الله تعالى في آية أخرى : { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ } على علم فلا بد أن يكون الإنسان عالماً بما يدع إليه وأنه حق ومن شريعة الله. أما مجرد أن ينقدح في ذهنه أن هذا حق بدون دليل شرعي فإنه لا يجوز أن يتكلم لأن الله يقول : { وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } ويقول الله جل وعلا : { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ } اتل الآية.
الطالب : ... .

الشيخ : أنت حافظ القرآن ولا لا ؟ { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ }.
الطالب : ... .

الشيخ : ما هو الشاهد من هذه الآية على تحريم الدعوة إلى الله بدون علم ؟
الطالب : ... .

الشيخ : أحسنت بارك الله فيك. لا بد أن يكون الإنسان عالما بالشرع فلو رأيت إنسانا يصلي ولكنه لا يطمئن في صلاته يقول : سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، ثم على طول يسجد بدون أن يطمئن هل يصح أن تقول له : إن صلاتك باطلة بدون علم ؟ أجيبوا ؟ لا يصح كيف تدعو إلى شيء لا تدري عنه ؟ لكن إذا كنت تعلم أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال للذي كان يصلي ولكنه لا يطمئن قال : "ارجع فصلِ فإنك لم تصلِ" حينئذ يكون عندك دليل ويمكن أن تدعو إلى الله.
لا بد أيضا أن يكون عالما بحال المدعو وإلا فلا يجوز أن يتكلم لا بد أن تكون عالما بحال المدعو وأنه يحتاج إلى دعوة وأنه ممن عنده علم أو ممن ليس عنده علم ودليل هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ وقد بعثه إلى أهل اليمن قال : "إنك تأتي قوماً أهل كتاب" لماذا أخبره بحالهم ؟ من أجل أن يعرف كيف يخاطب هؤلاء لأن خطاب العالم ليس كخطاب الجاهل خطاب العالم لا بد أن يكون عندك قدرة على مجادلته إذ أن العالم الذي كان على باطل لا يمكن أن يقبل أو يستقبل الدعوة بسهولة لأن عنده علما فتجده عندما تدعوه إلى الحق يجادل لإبطال الحق وإحقاق الباطل الذي كان عليه فلا بد أن تعلم .
لو أنك أردت أن تدعو نصرانيا إلى الدين الإسلامي يحتاج أن تعرف أنه نصراني وأن عقيدته التثليث مثلا يقول : إن الله ثالث ثلاثة فتحتاج أن تعرف كيف ترد عليه فيما لو احتج عليك بباطل وإلا لهزمت وهزيمة الداعي إلى الله عز وجل والذي بنى دعوته على غير علم هذه مصيبة ليست مصيبة عليه وحده بل مصيبة على إيش ؟ ما يدع إليه من الدين فلا بد أن تكون عالما بحال المدعو.
انظروا إلى قصة الرجل الذي دخل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فجلس هل دعاه الرسول عليه الصلاة والسلام إلى أن يصلي ركعتين قبل أن يعلم حاله ؟ من يعرف ؟ تفضل أسألك هل دعاه قبل أن يعلم بحاله أو لم يدع حتى علم بحاله ؟
الطالب : ... .

الشيخ : لم يدعه حتى علم بحاله بين وجه ذلك ؟
الطالب : ... .

الشيخ : الرجل جلس لما دخل جلس فقال له : "أصليت ؟ قال : لا، قال : قم فصل ركعتين" بارك الله فيك استرح .
وجدت إنسانا يأكل في رمضان هنا في المدينة هل تنكر عليه من أول الأمر ؟ الأخ
الطالب : ... .

الشيخ : كيف ؟
الطالب : ... .

الشيخ : إي لكن وجدت إنسان يأكل في نهار رمضان في المدينة تسأله عن إيش ؟
الطالب : ... .

الشيخ : أحسنت استرح بارك الله فيك لا أنكر عليه حتى أقول : أمسافر أنت ؟ أو أنت ممن يحل له الفطر ؟ لكن لو وجدت شخصا من أهل البلد أعرف أنه من أهل البلد وأنه لا عذر له في الفطر فحينئذ أنكر عليه أذكره لعله نسي وعجبا من بعض العامة يقولون : إذا رأيت إنسانا يأكل في رمضان فلا تذكره ليش ؟ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : "من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه" ما دام الله أطعمه وسقاه لا تحرمه لا تقطع رزقه خليه يأكل، يشرب، وهذا غلط الواجب أن يذكر المؤمن أخاه لأن النبي صلى الله عليه وسلم إيش ؟ لما سها في صلاته، قال : "إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني" فيجب على المؤمن أن يذكر أخاه وهذا من باب التعاون على البر والتقوى أما قوله : هذا رزق ساقه الله إليه دعه يأكل ويشرب هذا غلط. { ادع إلى سبيل ربك } قلنا لا بد يكون عالما بما يدع إليه وثانيا أن يكون عالما بحال المدعو ليكون على بصيرة كيف يدعوه.

Webiste