الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :
فإننا في هذه الليلة ليلة الاثنين السابع والعشرين من شهر جمادى الثانية عام ستة عشر وأربع مائة وألف نلتقي بإخواننا في المسجد النبوي مسجد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعلى كرسي أخينا الشيخ أبي بكر الجزائري وفقه الله نلتقي وإياكم لنتكلم بما يسر الله به على حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو الصادق المصدوق فقال : إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر ـ أي الملك ـ بأربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي أم سعيد فوالذي لا إله إلا غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها أسأل الله تعالى أن يختم لي ولكم بخير وأن يتوفانا على الإيمان وأن يحشرنا مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .
هذا الحديث صدره عبد الله ين مسعود رضي الله عنه بقوله : حدثنا رسول الله وهو الصادق المصدوق الصادق فيما يخبر به المصدوق فيما أخبر عنه فهو صادق لا يمكن أن يقع الكذب في خبره أبدا، وهو مصدوق لم يكذب عليه بالرسالة بل راسلته حق من عند الله عز وجل وإنما قدم هذه المقدمة لما سيحدث به لأنه سيتحدث عن أمر غيبي لا يعلمه إلا الله ألا وهو تكوين الجنين في بطن أمه تكوين الجنين في بطن أمه لا يعلم كيفيته إلا الله عز وجل ومن أطلعه الله عليه يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ .