الشيخ : أما رجب فكانوا في الجاهلية يعظمونه ويأتون فيه بالعمرة. ولكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم جعل بدل العمرة في رجب جعل بدلها في رمضان. فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : عمرة في رمضان تعدل حجة عمرة في رمضان تعدل حجة . ولم يعتمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في رجب قط. إنما كان اعتماره في أشهر الحج في ذي القعدة. ولننظر اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم أربع عمر بعد هجرته ، أربع عمر فقط بعد هجرته. وتعلمون أنه بقي في المدينة كم سنة؟ كم؟
الطالب : عشر سنين.

الشيخ : عشر سنوات. ومع ذلك لم يعتمر إلا ثلاث مرات : عمرتان قبل فتح مكة ، وعمرتان بعد فتح مكة. العمرتان اللتان قبل فتح مكة هما : الأولى عمرة الحديبية. عمرة الحديبية وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر وكان معه في تلك العمرة ألف وأربعمئة رجل ، ألف وأربعمئة. وأحرموا من ذي الحليفة وقادوا معهم النَّعم والإبل يهدونها إلى البيت الحرام. ولما وصل إلى الحديبية عند حدود الحرم منعه المشركون. قالوا لا يمكن تدخل. لماذا؟ لأنهم يقولون نحن أولياء الحرم. ولا يمكن أن تدخل حرمنا فيتحدث العرب أننا أُخذنا ضغطة يعني غصب علينا. وجرى بينهم وبين الرسول عليه الصلاة والسلام الصلح الذي يعرفه كثير منكم. ومنه من شروط الصلح أن يرجع الرسول عليه الصلاة والسلام يرجع بعد. أن قال : لبيك اللهم لبيك لبيك عمرة بعد أن ساق معه الهدي ليتقرب إلى الله بذبحه في الحرم؟ يرجع. بعد أن لبس ثياب الإحرام؟ يحلها لا يلبس ثياب الإحرام .كان هذا الشرط من أصعب ما يكون على المسلمين. حتى أن عمر قال يا رسول الله : ألست تحدثنا أننا ندخل الحرم ونطوف به. قال : بلى لكن هل قلت لك هذا العام؟ قال : لا. قال : إنك آتيه ومطوف به . اللهم صل وسلم عليه. فعُمِّرَ عمر حتى أتاه وطاف به.