الشيخ : القاعدة الثانية التي لا ينبغي أن تغيب عن طالب علم : أن الأصل في ما سوى العبادات الحل والإباحة. كل ما ليس بعبادة فالأصل فيه الحل والإباحة. لو رأينا شخصا يتبايع مع آخر بيعا ما كنا نعرفه ثم نهيناه عنه وقلنا يا فلان لا تتبايع هذا البيع. فمن الذي يطالب بالدليل الناهي أو البائع ؟
الطالب : الناهي.

الشيخ : نعم؟
الطالب : الناهي.

الشيخ : الناهي أو البائع؟
الطالب : الناهي.

الشيخ : إذا قال الناهي أنا لا أعرفه. ما عمري ما مدة أعمارنا كلها ما رأينا مثل هذه الصفقة مثل هذه البيعة. أنت أتيت لنا بحدث أنت محدث أنت مبتدع. أنتم فاهمين الآن؟ رجلان تبايعا بيعا وكان ثالث ينهاهما عن هذا البيع. يقول هذا ما سمعناه به ما عرفناه ما تبايعنا به. فمن الذي يطالب بالدليل؟ الناهي أو المتبايعان؟
الطالب : الاثنان البائع والناهي.

الشيخ : لا. يطالب الناهي بالدليل. يقال ما الدليل على أن هذا الصفقة ممنوعة؟ إذا قال الناهي اسمع للحجة. إذا قال الناهي ما سمعنا هذا. ولا عرفنا هذا. فماذا يقول؟ نقول : الأصل الحل. قال الله تعالى : وأحل الله البيع وحرم الربا . في التأجير إنسان أجر بيته عشر سنوات قال له أحد الناس هذا حرام بتأجر عشر سنوات ما تدري أنت تموت ولا تبقى ولا يدري المستأجر يموت ولا يبقى. هذا حرام المدة طويلة. وقال الآخر هذا حلال ما فيه نهي. ما المطالب بالدليل؟ الناهي؟
الطالب : الناهي.

الشيخ : الناهي. أحسنتم. إذن الأصل فيما سوى العبادات إيش؟ الحل والإباحة. الحمد لله إنسان صاد صيدا طائر يطير وصاده سمى الله عليه وأصابه بالسهم ومات. فأراد أن يأكله. فقال له آخر : لا تأكله هذا حرام. ليش؟ قال حنا ما نأكل إلا الدجاج والحمام. وهذا ما رأيناه من قبل. ولا رأينا أهلا يأكلونه. هذا حرام عليك من المطالب بالدليل؟ الناهي ولا الصائد؟
الطالب : الناهي.

الشيخ : الناهي؟
الطالب : نعم.

الشيخ : نعم. نقول للناهي ماهو الدليل على تحريمه؟ قال : الدليل أنه ليس من عادتنا أن نأكله. بماذا تجيبون؟ العادة ليست مرجعا في التشريع. ما هي مرجع؟ نحن لدينا من كتاب الله هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا . خلق لكم مافي الأرض جميعا كل ما في الأرض من ما فيه روح ومن ما لا روح فيه من شجر أو حجر أو غيره الأصل فيه الحل. فمن ادعى تحريم شيء فعليه الدليل. هاتان قاعدتان مهمتان عليهما الدليل من كتاب الله وسنة رسوله طيب صلى الله عليه وسلم. إذا كان الأمر كذلك.