تم نسخ النصتم نسخ العنوان
سائل يقول : ورد في صحيح البخاري أثر عن النعم... - ابن عثيمينالسائل : يقول السائل ورد في صحيح البخاري أثر عن النعمان بن بشير رضي الله عنه معناه: " أن الواحد من الصحابة كان يلصق ركبته بركبة الصحابي الآخر وكعبه بكعب...
العالم
طريقة البحث
سائل يقول : ورد في صحيح البخاري أثر عن النعمان بن بشير رضي الله عنه معناه : أن الواحد من الصحابة كان يلصق ركبته بركبة الصحابي الآخر وكعبه بكعبه . هل معنى هذا غاية الإلصاق وهذا يدل على المبالغة في فعل ذلك ؟.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : يقول السائل ورد في صحيح البخاري أثر عن النعمان بن بشير رضي الله عنه معناه: " أن الواحد من الصحابة كان يلصق ركبته بركبة الصحابي الآخر وكعبه بكعبه " هل معنى هذا غاية الإلصاق أم هذا يدل على المبالغة في فعل ذلك؟

الشيخ : نعم، هذا الحديث الذي أشار إليه الأخ السائل في باب تسوية الصفوف، وتسوية الصفوف أمر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحذّر من مخالفته أي مخالفة التسوية فقال عليه الصلاة والسلام: لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم يعني لابد من أحد أمرين إما التسوية أو المخالفة بين الوجوه والمراد بالمخالفة بين الوجوه المخالفة بين القلوب، تختلف القلوب ويختلف اتجاه الناس وتتضارب الآراء وتتنافر الأفكار ولا شك أنّ الأمّة إذا ابتليت بمثل هذا فإنها سوف تتفرق، التّسوية لما أمر بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم صار الصحابة رضي الله عنهم يلصق الإنسان كعبه بكعب أخيه ومنكبه بمنكبه تحقيقاً للتسوية والمراصّة لأن المأموم مأمور بالأمرين بالمراصّة وبالتسوية فكان الصحابة يفعلون ذلك لتحقيق التسوية وليس الإلصاق مراداً لذاته بل هو مراد لغيره فإذا حصلت التسوية وحصلت المراصّة التي بها سد الخلل حصل المقصود، وهنا مسألة يخطئ فيها بعض الناس تجده يلصق كعبه بكعب أخيه مع فتح القدمين، يعني يفتح القدمين حتى تجد هذا الرجل في أسفل بدنه راصاً لأخيه وفي أعلى بدنه بينهما فرجة وهذا لا شك أنه لا تأت به السنة ولم تأت السنة بمثله، بل المراد أنّ المصلي يرص أخاه بحيث يلصق كعبه بكعبه ومنكبه بمنكبه دون أن يفتح قدميه لذلك ينبغي لنا وأكررها أنا دائماً أن نفقه ما يقوله الشرع فهل الصحابة رضي الله عنهم لما كان الواحد منهم يلصق كعبه بكعب أخيه ومنكبه بمنكبه كل واحد منهم يفحج حتى ينفتح ما بين قدميه هذا الانفتاح الذي نشاهده من بعض الناس؟ لا، إنما يتراصون حتى يلتصق الكعب بالكعب والمنكب بالمنكب من أجل تحقيق ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من التسوية والتراص.

Webiste