الشيخ : وليعلم أنه مع الأسف الشديد أن الطلاق صار في ألسن كثير من الناس سهلا يطلق على أدنى سبب وهذا أمر خطير وأنا أضرب لكم مثلا كثير من الناس ينزل به ضيف ويريد أن يكرم ضيفه بذبيحة من غنمه حاضرة ما تحتاج إلى تعب. فيقول الضيف يقول : علي الطلاق لا تذبحلي ويقول المضيف علي الطلاق لأذبحن لك. مشكلة هذه. من نأخذ بقوله؟ كل هذا من السفه وإني أقول لكم ايش يقول؟
الطالب : ... .

الشيخ : ما ينفع. أقول : المسألة خطيرة للغاية لو قال رجل لامرأته: إن خرجت من البيت فأنت طالق إن خرجت من البيت فأنت طالق. فهنا إما أن يريد الشرط وإما أن يريد اليمين. إن أراد الشرط فإنها إذا خرجت طلقت ولا إشكال في ذلك لأن ذلك طلاق معلق على شرط. وقد حصل وإذا وجد الشرط ثبت ايش؟ المشروط كما لو قال إذا طلعت الشمس فأنت طالق فإنها إذا طلعت الشمس تطلق. وهذا محل إجماع من العلماء - انتبه يا أخ - إذا قال إذا خرجت من البيت فأنت طالق وأراد الشرط وخرجت ايش يكون؟ تطلق بإجماع الناس. لماذا؟ لأنه قصد الشرط المحض أي تعليق الطلاق على شرط فإذا وجد هذا الشرط وجد المشروط وهو الطلاق ونظيره أن يقول لزوجته إذا طلعت الشمس فأنت طالق فإذا طلعت الشمس طلقت.
الحال الثانية : أن يريد بقوله : إن خرجت فأنت طالق الحث على عدم الخروج يعني يريد منعها وأتى بهذه الصيغة تهديدا لها فخرجت فهل تطلق أو لا؟ تطلق وإلا لا؟
الطالب : ...

الشيخ : أقول لكم : جمهور الأمة وجميع الأئمة على أنها تطلق - انتبه يا أخي - مسألة خطيرة يعني إذا قال لزوجتك أنت طالق إن خرجت من البيت فأكثر علماء الأمة والأئمة الأربعة كلهم يقولون : إذا خرجت تطلق حتى وإن قصد التهديد وليس علينا من نيته. لكن شيخ الإسلام رحمه الله ابن تيمية يرى أنه إذا قصد اليمين أعطيت هذه الصيغة حكم اليمين. ومعنى قصد اليمين أنه يقول : أنا لا أقصد الطلاق وزوجتي عندي غالية ولا أفرط فيها لكني ذكرت ذلك تهييبا لها لأجل أن لا تخرج لأن هي أيضا تكره طلاقي. فهذا يرى شيخ الإسلام ابن تيمية أنها إذا خرجت لا تطلق لكن عليه أن يكفر كفارة يمين. وقوله رحمه الله هو الصحيح من حيث النظر قياسا على العتق الذي ورد عن الصحابة رضي الله عنهم وتعليق الطلاق يقول شيخ الإسلام : " إنه ليس معروفا عند الصحابة فيقاس على ما كان معروفا عندهم " . وإنما قلت لكم ذلك لتحذروا من التعجل في هذا الأمر لأن الآن الإنسان مثلا إذا قال لزوجته إن خرجت من البيت فأنت طالق يريد بذلك المنع ويهددها ويهددها بالطلاق. فطلقت وأخذ بقول شيخ الإسلام ابن تيمية أنها لا تطلق ولكن عليه كفارة يمين. أفلا تعلمون أنه يطؤها عند جمهور الأمة وطئا حراما؟ بلى. هو يطؤها عند جمهور الأمة وطئا حراما لأنها طالق. ولا بد من الرجعة لا بد من رجعة إما بالقول وإما بالفعل الدال عليها. وهذا لم يراجع بل جامعها على أنها زوجة لم يقع عليها الطلاق. لكن الجمهور لا يقولون بهذا فالمسألة خطيرة جدا فإياكم أن تتسرعوا في هذا وإذا أراد الانسان أن يمتنع من الشيء فإنه لا أحد يكرهه لو قال الضيف الذي نزل بمضيفه لا تذبح لي أنت إن ذبحت فإني لا آكل هل ذاك سيخرج عليه مسدس يقول كل وإلا برأسك ما هو ... يقول إن اشتهيت فكل وإلا اترك. فما الذي يوجب الطلاق؟ كل هذا من الغلط والتهاون بحدود الله عز وجل.
ونظير ذلك أن بعض السفهاء إذا أراد أن يطلق زوجته طلاق يعني ما فيه إشكال جاء للكاتب قال اكتب زوجتي طالق بالثلاث طالق بالثلاث يعني رجال ما يصلح هذا حرام. ما يجوز الطلاق بالثلاث جميع قال لا أنا ما أبيها أنا ما ابيها خلاص طابت نفسي منها اكتب بالطلاق بالثلاث. نقول له طيب إذا كتبنا أنها طلقة واحدة هل أحد يجبرك على أن تراجع؟ أسألكم؟
الطالب : لا

الشيخ : لا أحد يجبرك طلقها واحدة ولا حد قال لك لازم تراجع وإذا انتهت العدة بانت منك لا حاجة الى ان تقول لازم تطلق بالثلاث لأنك أيضا إذا طلقت بالثلاث بقيت في مشكلة نعم؟ بقيت في مشكلة ما هي المشكلة؟ أن أكثر العلماء ومنهم المذاهب الأربعة يرون أن الطلاق الثلاث بكلمة واحدة طلاق بائن ما تحل به المرأة يعني مثلا واحد قال زوجتي أنت طالق بالثلاث أنت طالق ثلاثا أكثر الأمة وأكثر علماء المسلمين يقولون إنها لا تحل له بانت منه بينونة كبرى لا تحل إلا بعد زوج. انتظروا يا جماعة انظر يا جماعة الأمر.
من العلماء من يرى أنها تطلق طلقة واحدة كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وقوله هو الصواب، لأن ابن عباس رضي الله عنهما قال : "كان الطلاق الثلاث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان الطلاق في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم طلاق الثلاث واحدا . وكذلك في عهد أبي بكر وسنتين من خلافة عمر فلما كثر الطلاق الثلاث في الناس وكان عمر رضي الله عنه مشهورا بالحزم قال : أرى الناس قد استعجلوا في شيء كانت لهم فيه أناة فلو أمضيناه عليهم" فأمضاه عليهم وقال من طلق الثلاث ما يمكن يراجع لا يمكن أن يراجع لماذا فعل ذلك؟ ليرتدع الناس عن الطلاق الثلاث المحرم. فمشى فمشى العلماء خلف أمير المؤمنين عمر وقالوا : إن الإنسان إذا طلق بالثلاث بانت المرأة منه ولم يملك الرجعة إليها إلا بعد زوج. فأقول: إن بعض السفهاء يجي للكتاب يقول له لازم اكتب بالطلاق بالثلاث. طيب ولكن هل الكاتب الآن في هذه الحال يكتب أو لا يكتب؟ إذا كان قد وكله يعني قال اكتب أي جعله وكيلا فلا يكتب لأنه لا تجوز لا يجوز قبول الوكالة في أمر محرم. يقول ما أكتب. أما إذا كان هذا الزوج يخبر عن طلاق سابق وأتى إلى هذا الكاتب ليثبته فقط. فهنا يكتب.
فإن قال قائل : كيف يكتب شيئا محرما؟
قلنا : لأن الحق تعلق بثالث من هو الثالث؟ الزوجة. فلا بد أن نكتب هذا من أجل أن يتبين حال من أجل أن يتبين الحال للزوجة. فصار الرجل إذا قال لإنسان تعال اكتب طلاق زوجتي إن جعله وكيلا يعني وكله يكتب الطلاق فهو وكيل ولا يقع الطلاق حتى يكتب هذا الرجل وإذا كان قال اكتب بالثلاث لا يكتب بالثلاث إذ لا يجوز قبول الوكالة في أمر محرم. أما إذا قال اكتب طلاق زوجتي يعني الذي كنت قلته وطلقتها فهنا يكتب. نسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق. ولهذا ينبغي أن المطلق أولا يتأنى ولا يتعجل في الطلاق. وكم من إنسان طلق ثم ندم. وقد قال الله تعالى : { فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا }. ثم إني أقول : الإنسان قد يكره زوجته مثلا اليوم وغدا وبعد غد. لكن مقلب القلوب جل وعلا يقلب قلبه فلا يثبت على البغضاء. القلوب بيد الله وكم من إنسان أبغض شخصا اليوم وأحبه غدا! وكم من إنسان أحبه اليوم وأبغضه غدا! فالواجب الصبر لا سيما أن النساء في هذه في هذه الأزمان أقول رخيصة وإلا غالية؟ نعم؟
الطالب : غالية

الشيخ : غالية. المهر يبلغ إلى أربعين ألف وهذه أربعين ألفا متى يحصلها الشاب؟ نعم؟
الطالب : ...

الشيخ : لا لا لا احنا نقول : نقول المهر المعتدل دعونا من مهر الجنون هذا ما علينا منه. لكن المهر المعتدل أربعين ألف. ومتى يحصلها الشاب المسكين ماتخرج حديثا. نعم؟ لذلك أقول : على الإنسان أن يصبر ويتأنى وينتظر والله سبحانه وتعالى مقلب القلوب نعم وإلى الأسئلة الآن.

السائل : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين

الشيخ : اكتب اكتب

السائل : والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين. نسأل الله أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

الشيخ : آمين آمين.