الشيخ : قال الله عز وجل : والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً انظر الفرق بين الذين آذوا الله ورسوله والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات الأولون جزاؤهم اللعنة والعذاب المهين وهؤلاء احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً فهو أخف الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات إما أن يكون ذلك بسبب من المؤمن اكتسبه فهذا لا حرج فيه وليؤذ وإما أن يكون بغير سبب فهؤلاء هم الذين احتملوا بهتاناً وإثما مبينا مثال الأول : رجل قذف رجلاً بالزنا قال هذا رجل زاني هذا القاذف يجب على ولي الأمر أن يقيم عليه الحد كم ؟ ثمانين جلدة سيتأذى بهذا فهل إذا أقمنا الحد على هذا هل يكون سببا لأن نحتمل بهتاناً وإثما مبينا ؟ لا لأنه هو الذي اكتسب هذا هو الذي اكتسب لنفسه
إذا سرق الإنسان وتمت شروط قطع يده ثم قطعنا يده أيتأذى أو لا يتأذى ؟ اجيبوا يا جماعة لا يتأذى ؟ يتأذى أو لا ؟
الطالب : يتأذى

الشيخ : يتأذى لا شك والذي تقطع اليمنى ما هي اليسرى اليمنى التي هي آلة الكتابة آلة الأكل آلة العمل الغالب أن بني آدم تكون أيديهم اليمنى هي آلة العمل تقطع اليمنى إذن فيه أذية أذية بالغة لكننا آذيناه بسبب منه هو الذي اكتسب هذا ولهذا قيد الله عز وجل ذلك بقوله إيش ؟ : بغير ما اكتسبوا هؤلاء الذين يؤذون المؤمنين بغير ما اكتسبوا احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً سواء آذوا المؤمنين بالقول أو بالفعل فالذي يؤذي المؤمن بالقول أن يغتابه أو يسبه يغتابه يذكره بعيب في غيبته يسبه يذكره بغيب في حضرته هذا يؤذيه والذي يعتدي على سيارته فيكسر الزجاج أو يغير البوية أو ما أشبه ذلك يؤذي أو لا يؤذي ؟
الطالب : يؤذي

الشيخ : يؤذي والذي يضع القمامة عند باب جاره يؤذيه أو لا يؤذيه ؟
الطالب : يؤذيه

الشيخ : يؤذيه والذي يفتح آلات اللهو حتى يضجر منها جاره يؤذيه أو لا يؤذيه ؟ يؤذيه هؤلاء الذين يؤذون المؤمنين على هذا الوجه احتملوا بهتاناً وإثما مبينا ولهذا يجب علينا يا إخواني أن يتحاشى الإنسان أذية إخوانه بأي نوع من أنواع الأذية لا بالقول ولا بالفعل وليعلم أنه إذا آذى أخاه المسلم فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً قال النبي صلوات الله وسلامه عليه : والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قالوا من يا رسول الله ؟ قال : من لا يأمن جارُه بوائقه وقال : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جارَه وقال : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره وقال : إذا طبخت مرقةً فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك احذر أن تؤذي أخاك لا بالقول ولا بالفعل حتى تسلم من احتمال البهتان والإثم المبين.

السائل : بسم الله والحمد لله .