تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمينالشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :قال المؤلف -رحمه الله تعالى- : " باب التحذير من إيذاء الصالحين والضعفة والمساكين ونحوهم " ، ثم ساق المؤلف قول الله تعالى...
العالم
طريقة البحث
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب التحذير من إيذاء الصالحين والضعفة والمساكين . قال الله تعالى (( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا )) وقال تعالى (( فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر )) وأما الأحاديث فكثيرة منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الباب قبل هذا ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ) ومنها حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه السابق في باب ملاطفة اليتيم وقوله صلى الله عليه وسلم ( يا أبا بكر لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك ) . وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم ) رواه مسلم ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- : " باب التحذير من إيذاء الصالحين والضعفة والمساكين ونحوهم " ، ثم ساق المؤلف قول الله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً :
الأذية: هي أن تحاول أن تؤذي الشخص بما يتألم منه قلبياً، أو بما يتألم منه بدنياً، سواء كان ذلك بالسب، أو بالشتم، أو باختلاق الأشياء عليه، أو بمحاولة حَسده، أو غير ذلك مِن الأشياء التي يتأذى بها المسلم.
وهذا كله حرام، لأن الله سبحانه وتعالى بيَّن أن الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإنما مبيناً .
وفُهم من الآية الكريمة : أنه إذا آذى المؤمنين بما كسبوا، فإنه ليس عليه شيء مثل إقامة الحد على المجرم، وتغريم الظالم، وما أشبه ذلك، فهذا وإن كان فيه أذية، لكنها بكسبه، فقد قال الله تعالى: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِر .
ولا حرج من أن يؤذي الإنسانُ شخصاً بسبب كسبه هو وجنايته على نفسه، فإن ذلك لا يؤثر عليه شيئاً.
ثم أشار المؤلف إلى أحاديث تدل على التحذير مِن أذية المؤمنين، ومنها ما سبق في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن الله قال: مَن عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب : يعني الذي يعادي أحدًا من أولياء الله، فإن الله تعالى يعلن عليه الحرب، ومن كان حرباً لله تعالى فهو خاسر.
قال أهل العلم: " وأنواع الأذى كثيرة، منها أن يؤذيَ جاره، ومنها أن يؤذي صاحبَه، ومنها أن يؤذيَ من كان معه في عمل من الأعمال وإن لم يكن بينهم صداقة بالمضايقة وما أشبه ذلك " ، وكل هذا حرام والواجب على المسلم الحذر منه، والله الموفق.

Webiste