الشيخ : نستمر نكمل هذه السورة إن شاء الله حتى نأتي إلى ما قرأه إمامنا هذه الليلة.
قال الله تعالى : فأما اليتيم فلا تقهر في مقابل ألم يجدك يتيما فآوى يعني فما دام الله آواه وهو يتيم يجب أن يعرف حال اليتيم فأما اليتيم فلا تقهر اليتيم كما سبق هو من مات أبوه قبل أن يبلغ وقد أوصى الله به في كتابه وكذلك رسوله محمد صلى الله عليه وسلم فأما اليتيم فلا تقهر ولكن داره داره وافسح له ويسر الأمر وهكذا ينبغي أيضا أن نفعل بالصغار أن لا نقهرهم الصغير ليس عنده عقل قد يدخل على القوم الكبار من أشراف البلد وأهل البلد ووجهاء البلد وينقز بين أيديهم أليس كذلك تجده ناقز على رجليه بين هؤلاء الرجال لأنه لا يعقل.
بعض الناس يغضب من هذا ويقول للولد اجلس اجلس روح للبيت وما أشبه ذلك هذا خطأ دع الصبي يتفسح وينطلق وينشرح لأنك إذا قهرته وكبته صار ذلك عقدة في نفسه، ثم هل هذا من هدي الرسول عليه الصلاة والسلام ؟
الجواب : لا بل كان النبي صلى الله عليه وسلم يمازح الصبيان حتى إنه قال لصبي ذات يوم : يا أبا عمير ما فعل النغير ايش الكلام هذا؟ يا أبا عمير ما فعل النغير النغير طائر صغير وكان هذا الصبي يلعب به مسرورا بطير هو الذي يلعب به كما يلعب صبياننا الآن بالعصافير الصغار ويفرحون بها فمات النغير مات النغير وهو حبيب إلى أبي عمير فحزن فكان النبي صلى الله عليه وسلم يمازحه يقول : يا أبا عمير ما فعل النغير .
وفي يوم من الأيام كان يصلي بالناس فجاءه الحسن أو الحسين رضي الله عنهما وهو ساجد فركب على ظهره يريد أن يجعله ايش؟ ناقة له ارتحل النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد فأطال السجود فلما انصرف من صلاته قال للناس : إن ابني ارتحلني وإنني كرهت أن أقوم حتى يقضي نهمته الله أكبر هذا الخلق ما ظنكم لو كان الإنسان إماما بين الناس ولو كان رجل خلفه وجاءه صبي وركب عليه ماذا يكون؟
أجيبوا يا إخوان يندبه بيده لكنه لا يقول انزل لأنه لو قال انزل لبطلت صلاته لكنه بيده يدفه أما النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بأشرف المجتمعات الصحابة رضي الله عنهم بقي .
كذلك أيضا أمامة بنت زينب بنت محمد صلى الله عليه وسلم كانت معه وهو يصلي بالناس فكان يصلي بالناس وهو حامل هذه الطفلة فإذا قام حملها وإذا سجد وضعها وهو يصلي بالناس أليس هذا من الملاطفة؟ أجيبوا بلى من الملاطفة إذن علينا أيها الإخوة أن نلاطف الصبيان وأن نتيسر معهم في الأمور بعض الناس يقول أنا إذا تركت الصبيان يأتون إلى الناس في المجلس ويلعبون تعودوا على هذا ونقول هذا غير صحيح لأننا لما كنا صغارا كنا نلعب عند الناس عند الناس في المجالس ولما كبرنا هل نلعب؟ أجيبوا يا جماعة ما نلعب هؤلاء الصبيان الآن يلعبون لكن إذا كبروا وفهموا ما لعبوا دعهم لا تحبس حريتهم خلي الصبي ينطلق خلوا يفرح خلوا الدنيا كلها تكون أمامه فسيحة إلا في شيء واحد فيجب أن لا نمكنه منه ما هو؟ الحرام، الحرام ما نمكنه منه.
فلو قال الصبي أنا أحب المغني الفلاني دع التلفزيون مفتوحا حتى أشاهده ماذا نقول ايش نقول ؟ لا، لا. ما نمكنه لأننا لو مكناه على هذا اعتاد عليه
اعتاد عليه إلا بلطف من الله عز وجل.