القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام الحافظ عبد الغني المقدسي في كتابه عمدة الأحكام :
كتاب الصيام :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقدموا رمضان بيوم

الشيخ : لا تقدّموا
القارئ : لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين إلا رجل كان يصوم صوما فليصمه .

الشيخ : نعم نعم. نعم عن أبي هريرة اقرأ الي بعده.
القارئ : عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فاقدروا له .

الشيخ : نعم .
القارئ : عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تسحروا فإن في السحور بركة .

الشيخ : نعم. ساق المؤلف رحمه الله حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : إذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا إذا رأيتموه أي صيام أي شهر هلال رمضان فصوموا وإذا رأيتموه أي هلال شهر شوال فأفطروا. وهذا الخطاب ليس لكل فرد من الناس بحيث يكون لأي واحد رأى الهلال يجب عليك أن تصوم لأن الواحد إذا رآه يحرم عليه أن يصوم. هذه لها مسؤولون عنها يدبرونها ويوجهون الناس إليها ولا يصلح أن تكون الأمور فوضى يأتي الرجل فيقول رأيت الهلال فيصوم ويأتي الرجل فيقول رأيت الهلال فأفطر لأن هذا تفريق للأمة. لكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أراد في هذا الحديث أن يبين أمارات دخول الشهر فإذا رؤي الشهر شهر رمضان وجب الصوم وإذا رؤي شهر هلال شوال وجب الإفطار بكل حال.
إذا أمر بذلك ولي الأمر ولا يكون الأمر هكذا مفلتا من شاء صام ومن شاء أفطر فإن هذا ضرر على الأمة وتفريق لها. ولهذا ذهب كثير من العلماء إلى أن مرد الهلال إلى اجتهاد الإمام أي إلى ... ذوي السلطان مهما تباعدت الأقطار. فإذا رأى أولو الحزم والعزم وجمع الكلمة أن يجمع الناس على هذا ويقول إذا ثبت عندي أوجبته على الناس وإذا لم يثبت فلا. وهذا الأخير هو الذي كان عليه العمل أن لا يتلاعب الناس بالهلال بل أن يكونوا أمة واحدة هلالهم واحد في الصيام وصيامهم واحد في الإفطار وإن تباعدت الأقطار.
وهذه مسألة أعني الصيام والفطر اختلف فيها العلماء ففيها ستة أقوال للعلماء ولكن لا ينبغي للناس إلا إذا مشينا على ما ذكرنا. إذا ثبت الشهر وجب العمل بموجبه حتى لا يتفرق الناس. ولا يحل لأحد أن يثلم حلقة الناس فيقول أنا أصوم لأني رأيته وأفطر لأني رأيته. والمسلمين أمرهم واحد واتجاههم واحد فلا ينبغي أن ... بعضهم عن بعض. والأمر ولله الحمد ممكن أن يعلم أن تعلم أقطار المسلمين في أي مكان من الأرض بدخول الهلال أو عدم دخوله بواسطة قوة الاتصال وسهولته. فالأمر يكون موكولا إلى ولي الأمر هو الذي يرى ما يرى ويأمر به. نعم.