تم نسخ النصتم نسخ العنوان
سابعا: التحذير من الاندفاع حول العاطفة - ابن عثيمينالشيخ : العاطفة ربما تكون عاصفة كثير من الناس يندفع وراء العاطفة يندفع وراء العاطفة بدون أن يفكر ويقدر وينظر في الأمور وهذا أعني الاندفاع وراء العاطفة س...
العالم
طريقة البحث
سابعا: التحذير من الاندفاع حول العاطفة
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : العاطفة ربما تكون عاصفة كثير من الناس يندفع وراء العاطفة يندفع وراء العاطفة بدون أن يفكر ويقدر وينظر في الأمور وهذا أعني الاندفاع وراء العاطفة سيحول هذه العاطفة إلى عاصفة لأن العاطفة إذا لم يكن لها كوابح من الشرع والعقل أردت بصاحبها إلى الهلاك أردت بصاحبها إلى الهلاك لا شك. أنا لا أقول تكلم بلا عاطفة لأن الكلام بلا عاطفة قد يكون ميتا لكني لا أقول تكلم بعاطفة حارة تحرق ما أمامها. تكلم بعاطفة موزونة بإيش ؟ بالشرع والعقل.
لو أننا سرنا وراء العواطف لهلكنا وأهلكنا. وما أكثر الذين يسيرون في هذا الزمن بالعواطف بدون أن ينظروا للنتائج وبدون أن يحققوا في الأمر وهذا خطر عظيم على دينهم ودنياهم.
أضرب لكم مثلا بسيطا في الفرق بين العاطفة وبين التعقل.
دخل رجل إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم حاضر والصحابة حاضرون فتقدم إلى ناحية من المسجد فجعل يبول يبول في المسجد لأنه جاهل أعرابي. البول في المسجد حرام فصاح به الصحابة رضي الله عنهم زجروه زجروه نهيا شديدا لماذا ؟ لأنه فعل منكرا ما الذي حملهم على ذلك ؟ العاطفة الدينية غيرة على مسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام أن يبول به رجل أعرابي زجروه ولكن الذي أعطاه الله الحكمة قال : " دعوه دعوه لا تزرموه " لا تقطعوا بوله عليه فتركوه لو أن هذا الأعرابي انساق وراء عاطفة الصحابة الذين زجروه لحصل أحد أمرين : إما أن يقوم مكشوف العورة لئلا يصيب البول ثوبه وإما أن يستتر فيصيب البول ثوبه. هذه من جهة من جهة أخرى لو قام مكشوف العورة لكان البول لا ينقطع مرة واحدة ينقط على جهة أخرى من المسجد فينجس من المسجد أكثر مما سبق. ولهذا كانت حكمة الرسول عليه الصلاة والسلام فوق عاطفتهم قال اتركوه فتركوه فلما قضى بوله أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يصب عليه ماء على البول. إذا صب الماء على البول زالت المفسدة وإلا لا ؟ زالت بماذا ؟ بالتطهير طهر المحل ثم دعا الأعرابي وقال له : إن هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من الأذى والقذر إنما هي للصلاة والتكبير وقراءة القرآن أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم .
في * مسند الإمام أحمد * أن الأعرابي قال : اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا . لماذا ؟ لأن محمدا صلى الله عليه وسلم عامله بحكمة ولطف. وأما الآخرون الذين قاموا وصاحوا به فبعاطفة عاصفة. فأنا أقول وأوجه هذا القول لكم ولمن يبلغه قولي يجب أن لا تحملنا العاطفة على تصرف تكون نتيجته سيئة وتكون هذه العاطفة عاصفة يجب أن نتأمل. ولهذا يحزنني كثيرا أن نسمع أن أسمع في الأخبار عن جهات إسلامية انجرفت وراء العاطفة في هذه الكارثة العظيمة مع أن أمرها سهل أمرها سهل جدا. أن ترفع اليد عن البلاد إيش ؟ المظلومة إذا رفعت اليد عن البلاد المظلومة انتهى كل شيء. هذا هو المعروف وهو المسموع وهو الذي يعرض حتى الآن .

Webiste