تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما المراد بالتوسط أو الوسطية في الدين ؟ - ابن عثيمينالسائل : له سؤال ءاخر فضيلة الشيخ يقول هذا السائل من العراق من نينواء أبو عمرو يقول ما المراد بالتوسط في الدين أو الوسطية يا فضيلة الشيخ أرجو بهذا إفادة...
العالم
طريقة البحث
ما المراد بالتوسط أو الوسطية في الدين ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : له سؤال ءاخر فضيلة الشيخ يقول هذا السائل من العراق من نينواء أبو عمرو يقول ما المراد بالتوسط في الدين أو الوسطية يا فضيلة الشيخ أرجو بهذا إفادة مأجورين؟

الشيخ : التوسط في الدين أو الوسطية أن يكون الإنسان بين الغالي والجافي.

السائل : نعم.

الشيخ : وهذا يدخل في الأمور العلمية العقدية وفي الأمور العملية التعبّدية فمثلا في الأمور العقدية انقسم الناس فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته إلى ثلاثة أقسام، طرفان ووسط، طرف غلا في التنزيه فنفى عن الله ما سمّى ووصف به نفسه.
وقسم غلا في الإثبات فأثبت لله ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات لكن باعتقاد المماثلة.
وقسم وسط أثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات لكن بدون اعتقاد المماثلة بل باعتقاد المخالفة وأن الله تعالى لا يُماثله شيء من مخلوقاته.
مثال الأول الذين غلوا في التنزيه الذين يقولون إن الله تعالى لا يوصف إلا بصفات معيّنة حدّدوها وادعوا أن العقل دل عليها وأن ما سواها لا يُثبت لأن العقل بزعمهم لم يدل عليها فمثلا أثبتوا صفة الإرادة لله وقالوا إن الله تعالى مريد لكنهم نفوا صفة الرحمة عنه وقالوا معنى الرحمة الإحسان أو إرادة الإحسان وليست وصْفا في الله عز وجل فتجد هؤلاء أخطؤوا حيث نفوا ما وصف الله به نفسه بل نفوا ما كانت دلالة العقل فيه أظهر من دلالة العقل على ما أثبتوه فإن إثباتهم للإرادة بالطريق العقلي أنهم قالوا إن تخصيص المخلوقات بما تختص به مثل هذا سماء وهذه أرض وهذه بعير وهذه فرس وهذا ذكر وهذا أنثى هذا التخصيص يدل على إرادة الخالق أنه أراد أن يكون الشيء على هذا فكان فنقول لهم إن دلالة نِعم الله عز وجل ودفع نِقمه تدل على الرحمة أكثر مما يدل التخصيص على الإرادة لكن مع ذلك نفوا الرحمة وأثبتوا الإرادة بِناءً على شبهة عرضت لهم.
القسم الثاني الذين غلوا في الإثبات وهم أهل التمثيل قالوا نُثبت لله عز وجل الصفات لكن على وجه مماثل للمخلوق وهؤلاء ضلوا وغفلوا عن قول الله تعالى ليس كمثله شيء .
والقسم الثالث الوسط قالوا نُثبت لله كل ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو فيما صح عن رسوله صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم من الأسماء والصفات مع اعتقاد عدم المماثلة وأن ما يثبت للخالق من ذلك مخالف لما يثبت للمخلوق فإن ما يثبت للخالق أكمل وأعلى كما قال تعالى ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم هذا في العقيدة.
كذلك أيضا في الأعمال البدنية من الناس من يغلو فيزيد ويُشدّد على نفسه ومن الناس من يتهاون ويُفرّط فيضيع شيئا كثيرا وخير الأمور الوسط والوسط الضابط فيه ما جاءت به الشريعة فهو وسط وما خالف الشريعة فليس بوسط بل هو مائل إما إلى الإفراط وإما إلى التفريط وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله في العقيدة الواسطية خمسة أصول بيّن فيها رحمه الله أن أهل السنّة فيها وسط بين طوائف المبتدعة فيا حبذا لو أن السائل رجع إليها لما فيها من الفائدة. نعم.

السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ.

Webiste