الشيخ : الذي أرى أنه إذا كان الخطّاب عليها كثيرين وهو خلاف ما ذكر في السؤال.
السائل : نعم يا شيخ.
الشيخ : فلتصبر وعمرها الأن لم يفت كثيرا وأما إذا كان الخطّاب عليها قليلين كما هو سؤالها.
السائل : نعم.
الشيخ : فأرى أن تتزوّج الرجل الكبير صاحب الدين لقول النبي عليه الصلاة والسلام "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه" فجعل المدار على الدين والخلُق.
وأما الشاب الذي ليس على الوجه المرضي في دينه فلا أرى أن تتزوّج به مادام قد خطبها من هو كفؤ في دينه وخلُقه وكثير من الناس من النساء وأولياء أمورهن يغرّهم الأمل في تزويج من هو ضعيف في دينه فيقولون لعل الله يهديه إذا تزوّج ولكن هذا الأمل ضعيف ضعيف ضعيف والإنسان غير مخاطب بما يُستقبل لأنه لا علم له به، الإنسان مخاطب بما هو بينه حاضر ومنظور فإذا كان هذا الرجل الخاطب ليس مستقيما في دينه كيف يُزوّج على أمل أن يهديه الله ربما يبقى على ضلاله ويُضل هذه المرأة الصالحة لأن الرجل له الكلمة على زوجته أو لا يضرها ولا تنفعه هي فيبقيان في مشاكل دائما ونسأل الله الهداية للجميع.
السائل : اللهم ءامين.
الشيخ : ثم إني أحث أولياء الأمور والنساء على عدم التعجّل في القَبول بل يصبرون حتى يبحثوا عن الخاطب من جميع الجوانب وذلك لأن الوقت الحاضر ضعُف فيه أداء الأمانة لا بالنسبة للزوج الذي يُخفي كثيرا من حاله ولا بالنسبة لمن يُسألون عن الزوج فإن بعض الناس تغلبهم العاطفة فلا يتكلمون بالحق الذي يعلمونه من حال الزوج فالتريّث خير من التعجّل وإذا قدّر أن نقبل بعد أسبوع فلنؤخّر أسبوعا ءاخر.
كما أحث أيضا الأولياء والبنات على قبول من يُعلم فيه الخير والصلاح في دينه وخلقه بدون النظر إلى أمور أخرى لأن المدار كله على الخلق والدين فمتى كان الخاطب ذا خلق ودين فإن قَبول خطبته خير وامتثال لأمر النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم فيكون في ذلك جمع بين مصلحتين، الخير العاجل للمرأة وامتثال أمر النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم. نعم.
السائل : بارك الله فيكم.