السائل : فضيلة الشّيخ.

الشيخ : نعم.

السائل : أحسن الله إليك إذا كان الرّجل لديه مرتب طيب لكن عليه ديون كثيرة فهل يجوز إعطاءه من الزّكاة؟

الشيخ : نعم إذا كان لا يستطيع قضاء الدّين إلاّ بعد مدّة طويلة فلا بأس أن يقضى دينه، ولكن هنا مسألة يا إخواني ينبغي أن نلاحظها وهي تربية النّاس، يعني لو كنّا نقضي كلّ دين قدّمه إلينا إنسان شجّعنا النّاس على إيش؟ على الاستدانة وهوّنّاها عليهم وصار الواحد يقول خلاص أبي أستدين عشرة آلاف وإذا جاء رمضان ذهبت إلى فلان وأعطاني إيّاها، وهذه مسألة قلّ من يتفطّن لها، لكن إنسانا تعرف أنّه حصل عليه خسائر أو أنّه ذو عائلة كبيرة وتعرف أنّه ما له مورد هذا لو أعطيته، لكن يجي شباب ويشتري السّيّارة بمائة ألف ... أنا مدين بمائة ألف مع أنّه يقدر يشتري سيّارة بكم؟ نعم بعشرين ألف أو بعشرة آلاف ليش تشتري بمائة ألف؟! فلهذا يجب أن نلاحظ الشّيء وهي تربية النّاس على عدم التّهاون بالدّين، والدّين ليس هيّنا ما دام، الاستشهاد في سبيل يكفّر كلّ شيء إلاّ الدّين، وكان النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم إذا قدّم إليه رجل عليه دين وليس له وفاء لا يصلّي عليه، وايش أعظم وايش أكبر من هذا؟! تتقدّم جنازة للرّسول ثمّ يتأخّر ويقول: صلّوا على صاحبكم هذا شيء عظيم، كلّ هذا ليرتدع النّاس عن الدّين
ولمّا وهبت إليه امرأة نفسها ولم يكن له بها حاجة، قال بعض الحاضرين زوّجني إيّاها، إن لم يكن لك بها حاجة قال وايش تعطيها من الصّداق؟ قال أعطيها إزاري ، قال سهل بن سعد وهو راوي الحديث: ليس له رداء رجل فقير ما عليه إلا إزار ... إزارك كيف تعطيها إزارك؟! إن أعطيتها إيّاها بقيت بلا إزار وإن بقي عليك بقيت بلا مهر، دور! دور ما لقي شيء، قال: التمس ولو خاتما من حديد فلم يجد ولا خاتما من حديد، وهل قال له الرّسول استقرض من إخوانك؟ ما قال هذا، ولا قال استدن، ولا قال يكون المهر مؤجّلا في ذمّتك، قال: هل معك شيء من القرآن؟ قال: نعم، سورة كذا وكذا، قال: فعلّمها وكان مهرها، وهذا يدلّ على أنّ المهر يصحّ أن يكون منفعة لا نقودا ولا أمتعة، منفعة، وايش المنفعة هنا؟

السائل : تعليم القرآن.

الشيخ : التّعليم، تعليم القرآن كما حصل لموسى عليه الصّلاة والسّلام كان مهره الذي لإحدى ابنتيه ما هو؟ رعي الغنم، فالحاصل أنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام لم يرشد إلى الاستدانة، فعليكم أنتم الحاضرون أن ترشدوا النّاس إلى عدم التّهاون بالاستدانة، وتبيّنون، مساكين يأتون وهم شباب واحد عليه مائتين ألف، ثلاثمائة ألف، مليون ريال وهو شابّ! كلّ هذا من أجل أنّه يستدين ولمّا حلّ الدّين راح يستدين من آخر حتى لا يحبس، وإذا حلّ الدّين استدان من ثالث وهلمّ جرّا.