تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تنبيه في قوله تعالى : (( في قلوبهم مرضٌ فزاد... - ابن عثيمين الطالب : في قلوبهم مرض أيضا قلتم نذكركم به حين ما نأتي عليه؟ الشيخ : أي نعم فنبدأ منها قوله تعالى:  في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا المرض قسمان: مرض شبه...
العالم
طريقة البحث
تنبيه في قوله تعالى : (( في قلوبهم مرضٌ فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون )) مع ذكر فوائد الآية.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الطالب : في قلوبهم مرض أيضا قلتم نذكركم به حين ما نأتي عليه؟
الشيخ : أي نعم فنبدأ منها قوله تعالى: في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا المرض قسمان: مرض شبهة، ومرض شهوة، أما مرض الشبهة فهو الجهل، فإن الجهل عمى وهو مرض، والجاهل يرتكب الخطأ من حيث لا يشعر، وأما مرض الشهوة فهو مرض استكبار في الغالب، ومرض المنافقين إما مرض شبهة وإما مرض شهوة، فما يشتبه عليه الأمر فمرضه مرض أيش؟ شبهة، ومن لم يشتبه عليه الأمر فمرضه مرض شهوة.
ومن أمراض القلوب ما يحصل للإنسان من مرض شهوة النساء وذلك كقوله تعالى: فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا .أما الآيتان اللتان ذكرتهما فهما في الأول قال: ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون والثانية قال: ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون فما وجه التفريق في الفاصلتين الأولى والثانية؟ وجه التفريق ظاهر لمن تأملها الإفساد في الأرض يدرك بالحس وإلا يدرك بالعقل؟ بالحس، ولهذا نفى فيه الشعور والشعور يتعلق بالمحسوسات، ولهذا تقول ما شعرت بهذا الشيء أي ما أدركته بحس، وأما السفه فانه يدرك بالعلم والتأمل حتى ينظر هل هذا سفيه أو غير سفيه، فلهذا نفى عنه العلم، لأن السفه من الأمور المعقولة لا من الأمور المحسوسة، وإنما نبهت على هذا لأنه يرد آيات في القرآن الكريم مثل هذا بمعنى أن الله يخلف العبارة ويأتي بعبارتين يظن الظان أنهما واحد، ولكن عند التأمل يحصل الفرق الكبير، ويشبه ذلك أن يأتي الله عز وجل بما لا يتوقعه الإنسان كقوله تعالى: والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء وكان المتوقع أن يقال يقضون بالباطل ضد الحق، لكن ليبين عجز هؤلاء الذين يدعون من دونه وأنه ليس لهم قضاء إطلاقا فلهذا قال: والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء لا حق ولا باطل لأنها أعجز أن تقضي بشيء.

Webiste