تفسير قوله تعالى : (( وآمنوا بما أنزلت مصدقاً لما معكم ولا تكونوا أول كافرٍ به ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً وإياي فاتقون ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم قوله: آمنوا معطوف على قوله: اذكروا
بما أنزلت مصدقا لما معكم وهو القرآن أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم وقوله: مصدقا لما معكم ما الذي معهم؟ التوراة بالنسبة لليهود والإنجيل بالنسبة للنصارى، فإن الله تعالى قد بين في التوراة والإنجيل وصف محمد صلى الله عليه وسلم بيانا كاملا حتى صاروا يعرفونه كما يعرفون أبنائهم وقوله : مصدقا لما معكم أي لما ذكر من أوصافه صلى الله عليه وسلم وأوصاف القرآن الذي يأتي به وكذلك أيضا ومصدقا لما معهم شاهد لها بالصدق فصار تصديق القرآن لها من وجهين: الوجه الأول أنه وقع مطابقا لما أخبرت به، والوجه الثاني: أنه قد شهد لها بالصدق، فالقرآن يدل دلالة واضحة على أن الله أنزل التوراة وأنزل الإنجيل، وهذا شهادة لها بأنها صدق، وكذلك التوراة والإنجيل قد ذكرت القرآن وذكرت محمدا صلى الله عليه وسلم، فإذا وقع الأمر كما أخبرت صار ذلك تصديقا لها، طيب ولهذا لو حدثتك بحديث وقلت أنت صدقت ثم وقع ما حدثتك به مشهودا تشاهده بعينك صار الوقوع هذا تصديقا أيضا.
ولا تكونوا أول كافر به يعني لا يليق بكم وأنتم تعلمون أنه حق أن تكونوا أول كافر به ولا يعني ذلك كونوا ثاني كافر لا، المعنى أنه لان يليق بكم أن تكونوا أول كافر وأنتم تعلمون أنه حق .
وفي قوله: تكونوا الضمير ضمير جمع وأول كافر كافر مفرد فكيف يصح أن نخبر بالمفرد عن الجماعة ؟ قال المفسرون: إن تقدير الكلام : أول فريق كافر به، لأن الخطاب لبني إسرائيل عموما وهم جماعة يعني لا تكونوا أول فريق كافر به، لأنه لا يليق بكم وأنتم تعلمون أنه حق أن تكونوا أول المكذبين فكان عليكم أن تكونوا أول مؤمن به.
ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا تشتروا غير تشروا، لأن تشروا بمعنى تبيعوا تشتروا بمعنى تأخذوا بالشراء . وقوله: بآياتي ثمنا قليلا يعني بذلك الجاه والرئاسة وما أشبه ذلك، لأن بني إسرائيل إنما كفروا يريدون الدنيا ولو أنهم اتبعوا محمدا صلى الله عليه وسلم لكانوا في القمة ولأوتوا أجرهم مرتين، لكن حسدا وابتغاء لبقاء الجاه والشرف وأنهم هم أهل الكتاب حسدوا النبي صلى الله عليه وسلم فلم يؤمنوا به . وقوله: ثمنا قليلا يدل على أن ما كان من أمر الدنيا فهو قليل مهما تعاظمه الإنسان فإنه ليس بشيء بالنسبة للآخرة .
وإياي فاتقون نقول في إعراب فاتقون كما قلنا في: إياي فارهبون أما التقوى فهي: اتخاذ وقاية من عذاب الله عزوجل بفعل أوامره واجتناب نواهيه، ففي الآية الأولى إياي فارهبون أمر بالتزام الشريعة وأن لا يخالفوها عصيانا، وفي قوله: اتقون أمر بالتزام الشريعة وأن لا يخالفوها لا في الأمر ولا في النهي .
بما أنزلت مصدقا لما معكم وهو القرآن أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم وقوله: مصدقا لما معكم ما الذي معهم؟ التوراة بالنسبة لليهود والإنجيل بالنسبة للنصارى، فإن الله تعالى قد بين في التوراة والإنجيل وصف محمد صلى الله عليه وسلم بيانا كاملا حتى صاروا يعرفونه كما يعرفون أبنائهم وقوله : مصدقا لما معكم أي لما ذكر من أوصافه صلى الله عليه وسلم وأوصاف القرآن الذي يأتي به وكذلك أيضا ومصدقا لما معهم شاهد لها بالصدق فصار تصديق القرآن لها من وجهين: الوجه الأول أنه وقع مطابقا لما أخبرت به، والوجه الثاني: أنه قد شهد لها بالصدق، فالقرآن يدل دلالة واضحة على أن الله أنزل التوراة وأنزل الإنجيل، وهذا شهادة لها بأنها صدق، وكذلك التوراة والإنجيل قد ذكرت القرآن وذكرت محمدا صلى الله عليه وسلم، فإذا وقع الأمر كما أخبرت صار ذلك تصديقا لها، طيب ولهذا لو حدثتك بحديث وقلت أنت صدقت ثم وقع ما حدثتك به مشهودا تشاهده بعينك صار الوقوع هذا تصديقا أيضا.
ولا تكونوا أول كافر به يعني لا يليق بكم وأنتم تعلمون أنه حق أن تكونوا أول كافر به ولا يعني ذلك كونوا ثاني كافر لا، المعنى أنه لان يليق بكم أن تكونوا أول كافر وأنتم تعلمون أنه حق .
وفي قوله: تكونوا الضمير ضمير جمع وأول كافر كافر مفرد فكيف يصح أن نخبر بالمفرد عن الجماعة ؟ قال المفسرون: إن تقدير الكلام : أول فريق كافر به، لأن الخطاب لبني إسرائيل عموما وهم جماعة يعني لا تكونوا أول فريق كافر به، لأنه لا يليق بكم وأنتم تعلمون أنه حق أن تكونوا أول المكذبين فكان عليكم أن تكونوا أول مؤمن به.
ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا تشتروا غير تشروا، لأن تشروا بمعنى تبيعوا تشتروا بمعنى تأخذوا بالشراء . وقوله: بآياتي ثمنا قليلا يعني بذلك الجاه والرئاسة وما أشبه ذلك، لأن بني إسرائيل إنما كفروا يريدون الدنيا ولو أنهم اتبعوا محمدا صلى الله عليه وسلم لكانوا في القمة ولأوتوا أجرهم مرتين، لكن حسدا وابتغاء لبقاء الجاه والشرف وأنهم هم أهل الكتاب حسدوا النبي صلى الله عليه وسلم فلم يؤمنوا به . وقوله: ثمنا قليلا يدل على أن ما كان من أمر الدنيا فهو قليل مهما تعاظمه الإنسان فإنه ليس بشيء بالنسبة للآخرة .
وإياي فاتقون نقول في إعراب فاتقون كما قلنا في: إياي فارهبون أما التقوى فهي: اتخاذ وقاية من عذاب الله عزوجل بفعل أوامره واجتناب نواهيه، ففي الآية الأولى إياي فارهبون أمر بالتزام الشريعة وأن لا يخالفوها عصيانا، وفي قوله: اتقون أمر بالتزام الشريعة وأن لا يخالفوها لا في الأمر ولا في النهي .
الفتاوى المشابهة
- ما تفسير هذه الآية " ولا تشتروا بآياتي ثمنا... - ابن عثيمين
- ما معنى قوله تعالى : (( ولا تشتروا بآياتي ثمنا... - الالباني
- فوائد الآية : (( نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا... - ابن عثيمين
- تفسير ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا - اللجنة الدائمة
- قال المصنف رحمه الله تعالى : ب ) الإنجيل : ا... - ابن عثيمين
- إذا دخل شخص المسجد لغرض الدرس ولم يرد الصلاة... - ابن عثيمين
- سؤال عن قوله تعالى (( وإياي فاتقون )) ؟ - ابن عثيمين
- تفسير الآية : (( نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا... - ابن عثيمين
- تتمه فوائد الآية (( وآمنوا بما أنزلت مصدقاً... - ابن عثيمين
- فوائد الآية (( وآمنوا بما أنزلت مصدقاً لما م... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى : (( وآمنوا بما أنزلت مصدقا... - ابن عثيمين