تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير الآية : (( الله لا إلـه إلا هو الحي ال... - ابن عثيمينوقوله: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} هذه الجملة مكونة من مبتدأ وخبر، فالله مبتدأ ، وجملة {لا إله إلا الله} خبر مبتدأ ، لكن هذه الجملة جملة أيضا لكنها...
العالم
طريقة البحث
تفسير الآية : (( الله لا إلـه إلا هو الحي القيوم )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
وقوله: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} هذه الجملة مكونة من مبتدأ وخبر، فالله مبتدأ ، وجملة {لا إله إلا الله} خبر مبتدأ ، لكن هذه الجملة جملة أيضا لكنها تسمى عند النحويين جملة صغرى، لأن الخبر إذا وقع جملة فهو جملة صغرى، والكبرى: مجموع المبتدأ والخبر.وقوله: {الحي القيوم} خبران آخران {الحي} خبر لـ{الله} الثاني، و{القيوم} خبر ثالث، فقوله: {الله} علم على الذات المقدسة، علم على الرب عزوجل، وأصله الإله بمعنى المألوه، وحذفت الهمزة تخفيفا كما حذفت الهمزة من خير وشر في مثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها" أي أخيرها وأشرها، وكما حذفت الهمزة أيضا من: الناس، وأصلها: أناس، {الله} علم على الذات المقدسة وهو أعلم المعارف على الإطلاق، هو أعلم معارف على الإطلاق نعم؟ ومعناه: المعبود حبا وتعظيما، فهو فعال بمعنى مفعول وما أكثر ما يأتي فعال بمعنى مفعول كغراس بمعنى مغروس، وبناء بمعنى مبني. وقوله: {لا إله إلا هو} أي لا معبود حق إلا هو، فإله اسم لا النافية للجنس، وخبرها محذوف تقديره: حق، وهناك آلهة باطلة ولكنها آلهة وضعت عليها الأسماء بدون حق، كما قال الله تعالى: {ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها} وقال تعالى: {أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآبائكم ما أنزل الله بها من سلطان}. طيب وبهذا التقدير للخبر في {لا إله إلا هو} يزول الإشكال وهو أنه كيف ينفى الإله في مثل هذه الجملة ويثبت في مثل قوله: {فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء} والجمع: أن تلك الآلهة أيش؟ باطل، وأما الإله في: {لا إله إلا هو} فهو إله حق {ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل} وقوله: {هو} هذا ضمير وليس اسما، هذا ضمير وليس اسم، بدليل قوله: {فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك} هذا علم أو ضمير؟ علم، وبدليل قوله: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} وأنا هنا ضمير، وعلى هذا نقول: أنا وهو في قوله: {لا إله إلا أنا} وقوله: {لا إله إلا هو} كلاهما ضمير رفع منفصل، فكما أن الذاكر لا يقول: لا إله إلا أنا، أو كما أن الذاكر لا يجعل "أنا" اسما لله فلا يجوز أن يجعل هو اسما لله، وبهذا نعرف بطلان ذكر الصوفية الذي يذكرون الله بلفظ: هو هو، ويرون أن هذا الذكر أفضل الأذكار، وهو ذكر باطل. وقوله: {الحي} أل هنا للاستغراق أي كامل الحياة، وحياة الله عزوجل كاملة في وجودها وكاملة في زمنها، فهو حي لا أول له، ولا نهاية له، حياته لم تسبق بعدم ولا يلحقها زوال، هي أيضا كاملة حال وجودها لا يدخلها نقص بوجه من الوجوه، فهو كامل في سمعه، وعلمه، وقدرته، وجميع صفاته، إذا رأينا الآدمي بل إذا رأينا غير الله عزوجل وجدنا أنه ناقص في حياته زمنا ووجودا، فحياته مسبوقة بماذا؟ بعدم، ملحوقة بزوال وفناء، هي أيضا ناقصة بوجودها، هل هو كامل السمع؟ الحي ليس كامل السمع، ولا البصر، ولا العلم، ولا القدرة، كل حي فهو ناقص، إذا حياته ناقصة في الوجود والزمن، ففي الزمن مسبوقة بعدم وملحوقة بزوال، وفي الوجود ناقصة في جميع الصفات.وقوله: {القيوم} على وزن فيعول وهو مأخوذ من القيام، ومعناه: القائم بنفسه، القائم على غيره، القائم بنفسه فلا يحتاج إلى أحد، والقائم على غيره فكل أحد محتاج إليه، وفي الجمع بين الاسمين الكريمين: {الحي القيوم} في الجمع بينهما استغراق لجميع ما يوصف الله به لجميع الكمالات، ففي {الحي} كمال الصفات، وفي {القيوم} كمال الأفعال، وفيهما جميعا كمال الذات، {الحي} كمال الصفات {القيوم} كمال الأفعال، وباجتماعهما كمال الذات، فهو كامل الصفات والأفعال والذات.ثم قال: {نزل عليك الكتاب } نستمر وإلا نأخذ الإعراب ؟ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، {ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام، إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء } .

Webiste