الشيخ : نعم. حياة البرزخ حياة بين حياتين وهذه الأنواع الثلاثة للحياة تكون من أدنى إلى أعلى فحياة البرزخ أكمل من الحياة الدنيا بالنسبة للمتقين لأن الإنسان يُنعّم في قبره ويُفتح له باب إلى الجنة ويوسّع له مد البصر وحياة الأخرة وهي الجنّة التي هي مأوى المتقين أكمل وأكمل بكثير من حياة البرزخ وكذلك يُقال بالنسبة للكافر يُقال إن حياته في قبره أشدّ عذابا مما يحصل له من عذاب الدنيا وعذابه في النار التي هي مأوى الكافرين أشد وأشد فحياة البرزخ في الواقع حياة بين حياتين في الزمن وفي الحال فحال الإنسان فيها بين حالين دنيا وعليا وكذلك الزمن كما هو معروف.
أما سؤاله هل تكون الحياة البرزخية للروح والبدن فهي قطعا للروح بلا شك ثم قد تتصل بالبدن أحيانا إن بقي ولم تأكله الأرض ولم يحترق ويتطاير في الهواء وقد لا تتصل، هذا هو القول الراجح في نعيم القبر أو عذابه أنه في الأصل على الروح وقد تتصل بالبدن لكن ما يكون عند الدفن فالظاهر أنه يكون على الروح والبدن جميعا لأنه جاء في الأحاديث ما يدل على ذلك من أن الميت يُجلس في قبره ويُسأل ويُوسّع له في قبره ويُضيّق عليه حتى تختلف أضلاعه وكل هذا يدل على أن النعيم أو العذاب عند الدفن يكون على البدن والروح. نعم.
السائل : بارك الله فيكم.