تم نسخ النصتم نسخ العنوان
أرجو التحدث عن الحياة البرزخية كما جاء في سو... - ابن عثيمينالسائل : أرجو التحدث عن الحياة البرزخية كما جاء في سورة المؤمنون :  وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ  .الشيخ : الحياة البرزخية هي ال...
العالم
طريقة البحث
أرجو التحدث عن الحياة البرزخية كما جاء في سورة المؤمنون ( و من ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ) الآية ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : أرجو التحدث عن الحياة البرزخية كما جاء في سورة المؤمنون : وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ .

الشيخ : الحياة البرزخية هي الحياة التي تكون بين موت الإنسان وقيام الساعة ، والإنسان قد يقبر فيدفن في الأرض ، وقد يلقى في البحر فتأكله الحيتان ، وقد يلقى في اليم فتأكله الطيور والوحوش ، ومع ذلك فإن كل واحد من هؤلاء يناله من الحياة البرزخية ما يناله .
وهي أعني الحياة البرزخية من عالم الغيب ، فلولا أن الله ورسوله أخبرنا بما يكون فيها ما علمنا عنه ، ولكن الله تعالى أخبرنا في كتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم أخبرنا في سنته بما لا نعلمه عن هذا الأمر .
فالحياة البرزخية يكون فيها العذاب ويكون فيها النعيم إما على الروح وحدها أو تتصل بالبدن أحيانا ، لكن هذا العذاب ليس من عالم الشهادة ، ولهذا يعذب الإنسان في قبره ويضيق عليه القبر حتى تختلف أضلاعه أو يفسح له في القبر وينعم فيه ، ويفتح له باب من الجنة يأتيه من روحها ونعيمها ، ولو أننا كشفنا القبر لوجدنا الميت كما دفناه بالأمس لم تختلف أضلاعه ، ولا نجد رائحة من روائح الجنة ولا شيئا من هذا ، لأن هذه الحياة حياة برزخية غير معلومة لنا وليست من عالم الشهادة .
وأضرب مثلا يقرب ذلك : بأن الإنسان النائم نائم عندك وهو يرى في منامه أنه يذهب ويجئ ويبيع ويشتري ويصلي ، ويزور قريبا له ويعود مريضا ، وهو في منامه مضطجع عندك ، ما كأنه رأي شيئا من ذلك ومع ذلك هو يراه ، هكذا أيضا الحياة البرزخية الميت يرى فيها ما يرى وينعم فيها ويعذب لكن في جانب الحس لا نشاهد شيئا من هذا .
وذلك أن النوم أخو الموت في الواقع لكن الموت أشد وأعظم عمقا في مثل هذه الأمور ، والنفس لها تعلق بالبدن على وجوه أربعة :
الأول : تعلقها بالبدن في حال الحمل .
والثاني : تعلقها في حال الحياة الدنيا ، وتعلقها في حال الحياة الدنيا يكون في حال اليقظة وفي حال النوم ، ويختلف هذا عن هذا .
والثالث : تعلقها بالبدن في البرزخ .
والرابع : تعلقها بالبدن بعد البعث ، وهذا الأخير هو أكمل التعلقات ، ولهذا لا تفارق الروح البدن لا بنوم ولا بموت ، إذ لا موت بعد البعث ولا نوم ، وإنما هي حياة دائمة، حياة يقظة ، لكن إما في نعيم دائم أسأل الله أن يجعلني والمستمعين من هؤلاء ، وإما في جحيم دائم والعياذ بالله : لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ العذاب ، ولا هم ينظرون والعياذ بالله وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ .
وأما أهل النعيم فهم في نعيم دائم ، فهذه أنواع تعلق الروح بالبدن ولكل منها خاصية ليست في الأخرى.

السائل : بارك الله فيكم على هذا التوجيه المبارك.

Webiste