الشيخ : يؤسفني جدا أن تذكر المرأة أن مهرها كان مائة ألف ، فإن هذا من الزيادة الكبيرة التي توجب المشاكل بين الزوجين ، وذلك أن المبالغة والمغالاة في الصداق خلاف السنة ، فإن السنة تخفيف الصداق ، وكلما خف الصداق كان أبرك للنكاح ، فإن أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة .
والمغالاة في المهور تسبب مشاكل كثيرة منها : أنها تضر الزوج وربما يحتاج إلى الاستدانة من الغير وتتراكم الديون عليه ، وإذا قدر أنه حصل بينه وبين الزوجة أو أهلها مشاكل صعب عليهم استخراجها من هذا الزوج واستنقاذها منه ، لأن الزوج قد بذل شيئا كثيرا ، ولا يمكن أن يرخص المرأة التي بذل في الحصول عليها شيئا كثيرا إلا بإعادة هذا الشيء الكثير إليه كما في هذا المثال .
ولو أن الناس اقتصروا على الشيء اليسير الذي يحصل به تكلفة المرأة وتهيئتها لزوجها وما يتصل بذلك من وليمة ونحوها في حدود عشرين ألفا ، وهذا بالنسبة لزماننا الآن حين كثر المال بأيدينا ، أما لو كانت الأخرى وقلت الأموال بين الناس فإن العشرين تعتبر كثيرة ومغالاة ، لكني أقول : باعتبار حالنا الآن المادية حيث أنها ولله الحمد حال مرتفعة أو متوسطة .
أما لو حصل على الناس ضيق فإنه ينبغي أن تنزل المهور أيضا ، بل ينبغي أن تنزل المهور حسب ما يطيقه الناس ، ومن أجل هذا أي من أجل كون أهل الزوجة يريدون المال تعطل كثير من النساء الآن عن النكاح وتعطل كثير من الشباب ، وصار بعض الشباب الآن يحاول أن يتزوج من الخارج ، وفي هذا من المشاكل ما لا يعلمه إلا الله عز وجل .
والحاصل أننا ننصح إخواننا المسلمين عن المغالاة في المهور ، ونقول : إن السنة تخفيف المهر ، وهو من أسباب بركة النكاح ومن أسباب سهولة الانفصال إذا حصل بينهما مشاكل .
أما هذه القضية التي ذكرتها المرأة فليس لي عليها جواب لأن أمرها يعود إلى المحكمة.
السائل : شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.