تم نسخ النصتم نسخ العنوان
سائلة تقول بأنها مخطوبة لابن عمي و لكن عمي غ... - ابن عثيمينالسائل : تذكر بأنها فتاة مخطوبة لولد عمها ، تقول : ولكن عمي أبو الولد غير موافق لزواج ابنه مني ، ولكن ابنه مصر على ذلك ، فهل يجوز له أن يعصي والده رغم أ...
العالم
طريقة البحث
سائلة تقول بأنها مخطوبة لابن عمي و لكن عمي غير موافق على هذا الزواج رغم أن ابنه مصر على الزواج فهل يجوز له أن يعصي والده الذي يحلف و يقول إنها تحرم عليك إنها تحرم عليك ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : تذكر بأنها فتاة مخطوبة لولد عمها ، تقول : ولكن عمي أبو الولد غير موافق لزواج ابنه مني ، ولكن ابنه مصر على ذلك ، فهل يجوز له أن يعصي والده رغم أن والده يحلف ويقول : إنها تحرم عليك إنها تحرم عليك ، فهل يجوز لها هي أن توافق على الزواج من هذا الولد ؟

الشيخ : أقول أولا : إني أوجه نصيحة لهذا العم الذي يحاول منع ابنه من أن يتزوج بامرأة يرغبها ، إنه ليس له الحق في أن يمنع ابنه مما يريد ، إلا أن يرى مانعا شرعيا يقتضي أن يمنعه فهذا فيه نظر آخر .
وقد يسلط بعض الناس على أبناءه فيلزمهم أن يتزوجوا من بنات أخيه أو من بنات قبيلته ويحول بينه وبين من يرغب من النساء الأخريات ، وهذا خطأ وغلط ، فكأنما أنه ليس من حقه أن يجبره على أكل طعام معين لا يشتهيه فليس من حقه أن يضطره إلى أن يتزوج من امرأة لا يريد الزواج منها ، وليتصور هذا العم أنه هو الذي يريد أن يتزوج وأبوه يمنعه من أن يتزوج من يريدها كيف تكون حاله ؟. كيف تكون نفسه ؟.
كما أن بعض الناس بعض الآباء أو الأمهات يحاول إجبار ابنه أن يطلق امرأته وهو يريدها فإن هذا حرام عليهم وهم في ذلك متشبهون بمن قال الله عنهم : فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ولا يلزم الابن طاعة أبيه أو أمه إذا أمره أن يطلق امرأته إلا أن يكون هناك سبب شرعي ، فهذا ينظر فيه .
وقد سأل أحد الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله عن هذه المسألة وقال : إن أباه يقول : طلق امرأتك ، فقال أحمد : " لا تطلقها " ، قال : أرأيت حديث عمر أنه أمر ابنه أن يطلق امرأته فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يطلقها ، فقال له الإمام أحمد : " وهل أبوك عمر ؟! " مشيراً رحمه الله إلى الفرق بين أمر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأمر غيره ، لأن عمر لا يمكن أن يأمر ابنه أن يطلق امرأته إلا لسبب شرعي ، أما غيره فقد يكون كذلك ، وقد يكون بينه وبين امرأة ابنه شيء في النفوس ، وقد يكون ذلك غيرة إذا رأى ابنه يحبها .
فالمهم أنه لا يلزم الإنسان أن يطلق امرأته إذا أمره أبوه أو أمه بطلاقها إلا أن يكون هناك سبب شرعي فينظر فيه ، كما أنه لا يلزمه أن يطيع والده أو أمه في أن يتزوج امرأة وهو لا يريد الزواج منها ، وكذلك أيضا ليس له الحق أن يمنعه من أن يتزوج امرأة يريدها إلا أن يكون هناك سبب شرعي فينظر فيه .
وبناء على هذا فإني أقول للسائل : تزوج هذه المرأة التي تريدها وإن منعك أبوك منها لأنه لا حق له في ذلك.

السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ.

Webiste