تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد حديث : ( إنكم محشورون حفاة عراة غرلا .... - ابن عثيمينالشيخ : وفي هذا دليل على أنه يجوز للمستشهد بالآية ألا يقول لقوله تعالى ، أو قال الله تعالى ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أدمج الآية في الحديث ، ولم يقل...
العالم
طريقة البحث
فوائد حديث : ( إنكم محشورون حفاة عراة غرلا ... )
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : وفي هذا دليل على أنه يجوز للمستشهد بالآية ألا يقول لقوله تعالى ، أو قال الله تعالى ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أدمج الآية في الحديث ، ولم يقل كما قال تعالى ، أو لقوله تعالى ، قال كما بدأنا أول خلق نعيد ، وفيه دليل على أن الناس يكسون يوم القيمة ، وأن أول من يكسى إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، وهذه ميزة له ، ولكننا قد ذكرنا في رسالة عقيدة أهل السنة والجماعة ، أن من حصلت له ميزة عن غيره ، وخصيصة عن غيره ، لا يقتضي على ذلك تفضيله على غيره ، تفضيلاً مطلقاً ، بل يمتاز بهذه الخصيصه ويكون الفضل المطلق لمن يفضله ، فمثلاً : علي بن أبي طالب قال له النبي عليه الصلاة والسلام : أنت مني بمنزلة هارون بموسى ، غير أنه لا نبي بعدي وهذا لا يقتضي أن يكون أفضل من أبي بكر ، لأن أبا بكر له فضائل أخرى جعلته أفضل من علي مطلقاً ، فهنا إبراهيم يكسى أول الخلائق ، هل يلزم من هذا أن يكون أفضل من محمد صلى الله عليه وسلم ؟ الجواب : لا ، لأنه وإن امتاز بهذه الخصيصة ، لا يلزم أن يكون له الفضل المطلق ، وفيه أيضاً في هذا الحديث ، دليل على أنه سيرتد أحد من الصحابة ، لكنهم قلة ، ولهذا قال أصيحابي ، أصيحابي هذه تصغير ، يدل على التقليل ، ورواية أصحابي يكون المراد بها الجنس ، المراد بها الجنس الذي يشمل ، القليل والكثير ، وإذا كان المراد بها الجنس الذي يشمل القليل والكثير ثم جاء مفسراً بأنه القليل ، حمل الجنس على إيش ؟
القارئ : القليل

الشيخ : على القليل ، وبهذا التقرير يندفع ما ادعته الرافضة ، من أن الصحابة كلهم وعلى رأسهم أبو بكر وعمر ، ارتدوا بعد النبي عليه الصلاة والسلام ، كفاراً إلا نفراً قليلاً ، لأنهم يقولون هذا الحديث في البخاري الذي هو عندكم من أصح الكتب أو هو أصح الكتب ، يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : يارب أصحابي فيقول : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فنقول أصحابي و أصيحابي ، أصحابي جنس يشمل القليل والكثير ، وأصيحابي يختص بالقليل ، وأيضاً كلمة أصيحابي كما أنها تدل على قلة العدد ، فهي تدل أيضاً على قلة الكيفية ، يعني ضعف الصحبة فيهم ، يعني ليسوا من الصحابة الملازمين ، لأنه لا يمكن أن يكون رجلٌ صاحب النبي عليه الصلاة والسلام مدة طويلة ثم يرتد بعد ذلك على عقبه ، فصار التصغير هنا للتقليل والتحقير ، ولست أقول للتحقير يعني إن الصحابة فيهم أحد حقير ، لكن هؤلاء صحبتهم كانت للرسول عليه الصلاة والسلام قليلة ، قليلة ، فيكون المراد قلة العدد وش بعد؟ وقلة الصحبة والملازمة ، ولهذا قال : أصيحابي ، وفيه أيضاً دليل على أن الرسول عليه الصلاة والسلام ، يذود عن أمته ، عليه الصلاة والسلام ، لأنه دافع عنهم ، ولكنه لا يعلم الغيب ، لا حياً ولا ميتاً ، وهو بعد الموت أبعد من العلم عما كان قبل الموت ، فيقال إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم ، وهذا في الذين ارتدوا من الصحابة ، ولم يرجعوا إلى الإسلام ، وقاتلهم الصحابة أبو بكر وغيره ، نعم ، منهم من قتل ومنهم من سلم وآمن ومنهم من سلم ومات على الردة ، نعم .

Webiste