حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال قال علي رضي الله عنه ما عندنا كتاب نقرؤه إلا كتاب الله غير هذه الصحيفة قال فأخرجها فإذا فيها أشياء من الجراحات وأسنان الإبل قال وفيها ( المدينة حرم ما بين عير إلى ثور فمن أحدث فيها حدثًا أو آوى محدثًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل ومن والى قومًا بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل وذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلمًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل )
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، قال : قال علي رضي الله عنه : ما عندنا كتاب نقرؤه إلا كتاب الله غير هذه الصحيفة، قال : فأخرجها، فإذا فيها أشياء من الجراحات وأسنان الإبل، قال : وفيها : المدينة حرم ما بين عير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثا، أو آوى محدثا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل، ومن والى قوما بغير إذن مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل. وذمة المسلمين واحدة، يسعى بها أدناهم، فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل .
الشيخ : سئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه هل عهد إليكم النبي صلى الله عليه وسلم بشيء، وكأن هذا السؤال يراد منه ما زعمته الرافضة من أن النبي صلى الله عليه وسلم عهد إلى علي بأنه إيش ؟ .
الخليفة من بعده، فقال : " والذي برأ النسمة وفلق الحبة ما عهد إلينا بشيء إلا كتاب الله وما في هذه الصحيفة "، والألفاظ متقاربة، فهنا يقول : " ما عندنا كتاب نقرؤه " يعني مما عهد إلينا " إلا كتاب الله غير هذه الصحيفة " قال : " فأخرجها فإذا فيها أشياءُ من الجراحات "، يعني الجراحات صفاتها وما الواجب فيها.
الجراحات تكون في الرأس والوجه وتكون في بقية البدن، فالجراحات التي تكون في الرأس والوجه عشرة أنواع عند العرب: خمس منها قبل الموضحة، وخمس من الموضحة فأشد.
الموضحة ما هي ؟ الموضحة هي التي توضح العظم، تبرزه وتظهره.
من الموضحة فما بعد هذه فيها مقدر من الإبل، وما قبلها فإنه أرش.
بقية البدن الجراحات التي فيه كلها أرش، ما فيها شيء مقدر.
فلو جرح الإنسان مع فخذه أو مع ساقه فإنه ليس فيه شيء مقدر ، فيه الأرش، لو جرح مع رأسه فإن لم يبرز العظم ففيه أرش ، وإن برز ففيه مقدر خمس من الإبل.
في الهاشمة التي تلي الموضحة، بعد ما يوضح العظم يهشمه فيها عشر من الإبل ، في المنقلة التي تهشم العقل وتنقل عظامه يعني ينخفس فيها خمسة عشر من الإبل، في المأمومة التي تصل إلى أم الدماغ ثلث الدية، وفي الدامغة أيضا ثلث الدية ، الدامغة التي تشق الجلد جلد أم الدماغ.
على كل حال الجراحات تأتي إن شاء الله تعالى في كتاب الديات مبينة مفصلة.
يقول : وأسنان الإبل، يحتمل أن المراد بذلك أسنانها في الأضاحي أو أسنانها في الزكاة أو أسنانها في العقل، الدية يعني ، وهذا هو الأقرب.
وقال : وفيها المدينة حرم ما بين عير إلى ثور ، وهما جبلان معروفان في المدينة، وقد حددها العلماء بالمسافة فقالوا حرمها بريد في بريد، والبريد كم فرسخ ؟ أربعة فراسخ، إذن أربعة فراسخ في أربعة فراسخ.
يقول : فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا ، المراد هنا الحدث في الدين، سواء كان ذلك بفتنة أو ببدعة أو بغير ذلك من أنواع الحدث.
أو آوى محدثا في المدينة فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل .
صرف يعني أن يصرف عنه العذاب، لا عدل أن يؤخذ عن العذاب ما يعادله وهي الفدية، يعني فيوم القيامة لا يصرف عنه العذاب ولا يؤخذ منه الفدية عن العذاب.
يقول : ومن والى قوما بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله هذا هو الشاهد، يعني من انتسب إلى قوم ، وقال أنا مولى لآل فلان بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
وظاهر الحديث : بغير إذن مواليه أن الموالي الذين أعتقوه لو أذنوا لصح، ولكن هذا غير مراد، لأن الولاء لحمة كلحمة النسب لا يباع ولا يوهب، ولكن المراد بإذن الموالي ما يتفرع على الإذن من البيع أو الهبة أو ما أشبه ذلك.
الشيخ : سئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه هل عهد إليكم النبي صلى الله عليه وسلم بشيء، وكأن هذا السؤال يراد منه ما زعمته الرافضة من أن النبي صلى الله عليه وسلم عهد إلى علي بأنه إيش ؟ .
الخليفة من بعده، فقال : " والذي برأ النسمة وفلق الحبة ما عهد إلينا بشيء إلا كتاب الله وما في هذه الصحيفة "، والألفاظ متقاربة، فهنا يقول : " ما عندنا كتاب نقرؤه " يعني مما عهد إلينا " إلا كتاب الله غير هذه الصحيفة " قال : " فأخرجها فإذا فيها أشياءُ من الجراحات "، يعني الجراحات صفاتها وما الواجب فيها.
الجراحات تكون في الرأس والوجه وتكون في بقية البدن، فالجراحات التي تكون في الرأس والوجه عشرة أنواع عند العرب: خمس منها قبل الموضحة، وخمس من الموضحة فأشد.
الموضحة ما هي ؟ الموضحة هي التي توضح العظم، تبرزه وتظهره.
من الموضحة فما بعد هذه فيها مقدر من الإبل، وما قبلها فإنه أرش.
بقية البدن الجراحات التي فيه كلها أرش، ما فيها شيء مقدر.
فلو جرح الإنسان مع فخذه أو مع ساقه فإنه ليس فيه شيء مقدر ، فيه الأرش، لو جرح مع رأسه فإن لم يبرز العظم ففيه أرش ، وإن برز ففيه مقدر خمس من الإبل.
في الهاشمة التي تلي الموضحة، بعد ما يوضح العظم يهشمه فيها عشر من الإبل ، في المنقلة التي تهشم العقل وتنقل عظامه يعني ينخفس فيها خمسة عشر من الإبل، في المأمومة التي تصل إلى أم الدماغ ثلث الدية، وفي الدامغة أيضا ثلث الدية ، الدامغة التي تشق الجلد جلد أم الدماغ.
على كل حال الجراحات تأتي إن شاء الله تعالى في كتاب الديات مبينة مفصلة.
يقول : وأسنان الإبل، يحتمل أن المراد بذلك أسنانها في الأضاحي أو أسنانها في الزكاة أو أسنانها في العقل، الدية يعني ، وهذا هو الأقرب.
وقال : وفيها المدينة حرم ما بين عير إلى ثور ، وهما جبلان معروفان في المدينة، وقد حددها العلماء بالمسافة فقالوا حرمها بريد في بريد، والبريد كم فرسخ ؟ أربعة فراسخ، إذن أربعة فراسخ في أربعة فراسخ.
يقول : فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا ، المراد هنا الحدث في الدين، سواء كان ذلك بفتنة أو ببدعة أو بغير ذلك من أنواع الحدث.
أو آوى محدثا في المدينة فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل .
صرف يعني أن يصرف عنه العذاب، لا عدل أن يؤخذ عن العذاب ما يعادله وهي الفدية، يعني فيوم القيامة لا يصرف عنه العذاب ولا يؤخذ منه الفدية عن العذاب.
يقول : ومن والى قوما بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله هذا هو الشاهد، يعني من انتسب إلى قوم ، وقال أنا مولى لآل فلان بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
وظاهر الحديث : بغير إذن مواليه أن الموالي الذين أعتقوه لو أذنوا لصح، ولكن هذا غير مراد، لأن الولاء لحمة كلحمة النسب لا يباع ولا يوهب، ولكن المراد بإذن الموالي ما يتفرع على الإذن من البيع أو الهبة أو ما أشبه ذلك.
الفتاوى المشابهة
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله... - ابن عثيمين
- ما معنى الحدث في الحديث :" من أحدث فيها حدثا... - ابن عثيمين
- قال الله تعالى : << و أتبعناهم في هذه الدنيا... - ابن عثيمين
- باب تحريم انتساب الإنسان إلى غير أبيه وتوليه... - ابن عثيمين
- ما معنى الحدث في الحديث:" المدينة حرم ما بين... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول المصنف : " ( ولعن الله من ذبح ل... - ابن عثيمين
- حديث : ( المدينة حرم من عَيْر إلى ثور ، من أحد... - الالباني
- حديث المدينة حرم من عائر إلى ثور - اللجنة الدائمة
- شرح حديث عن يزيد بن شريك بن طارق قال: رأيت ع... - ابن عثيمين
- حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن الأعمش عن... - ابن عثيمين