تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهر... - ابن عثيمينالقارئ : حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ...
العالم
طريقة البحث
حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد عصاني )
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد عصاني .

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال البخاري رحمه الله :
كتاب الأحكام : الأحكام جمع حكم وهو إثبات شيء لآخر هذا الحكم وله اصطلاحات في أصول الفقه معروفة حكم تكليفي وحكم وضعي والمراد به هنا أحكام الإمامة وما يجب على الإمام وما يجب له وهذا باب مهم جدا ينبغي لطالب العلم أن يعتني به لئلا يقع في مزالق الخوارج ومن تفرع منهم الذين فسد بهم الدين والدنيا نعوذ بالله فإذا عرف الإنسان ما يجب للحاكم وما يجب عليه تبين له الحق وصار لا يتكلم إلا عن بصيرة ثم إذا قدر أن الحاكم لم يقم بما عليه فالواجب على المحكوم أن يقوم بما يجب عليه كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : أدوهم الحق الذي لهم وسلوا الله الذي لكم فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم وهذا الكتاب الذي ترجمه البخاري رحمه الله مهم لا سيما في هذا الوقت الذي كثر فيه الشر وكثر فيه الثائرون على ولاة الأمور والذين نراهم إذا تولوا بعد ولاة الأمور صاروا شرا منهم وأخبث منهم ولذلك يجب علينا أن نعتني به وأن نحرر أحكامه حتى لا نهلك يقول الرسول عليه الصلاة والسلام بل قال البخاري رحمه الله نبدأ بالآية قول الله تعالى : أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم قبلها إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا إيش بعدها أيها الذين أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم وبهذا نعرف أن صواب الأية أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم أو يؤتى بأوله أيها الذين أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم أما بهذا اللفظ الذي ذكره الموجود في صحيح البخاري وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فليست كذلك يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله الطاعة موافقة الأمر وإن شئت فعبر بما هو أهم وقل الطاعة موافقة الحكم وجه كونه أعم لأنك إذا قلت موافقة الأمر خرج النهي فإذا قلت موافقة الحكم دخل فيه الأمر والنهي فهذه الطاعة وقوله تعالى : وأطيعوا الرسول فأفرد النبي صلى الله عليه وسلم بالطاعة قال وأطيعوا الرسول ولم يجعلها عطفا على قوله أطيعوا الله فدل هذا على أن للنبي صلى الله عليه وسلم طاعة مستقلة وأولي الأمر منكم حذف منها الفعل لتكون تابعة لما قبلها لم يقل أطيعوا أولى الأمر قال وأولي الأمر منكم لأن طاعتهم تابعة لطاعة الله ورسوله بل لا تجب طاعتهم إلا لأنها طاعة لله ورسوله لا لأنه فلان بن فلان بل لأنها طاعة لله ولرسوله ولهذا ينبغي للإنسان إذا أطاع ولي الأمر في أمر أمر به أن ينوي بذلك التعبد لله وأنه مطيع لله أنه أطاع ولي الأمر طاعة لله لأن هذا هو الأصل وقوله وأولي الأمر منكم يتضمن نوعين من ولاة الأمور الأول العلماء والثاني الأمراء لأن على العلماء البيان وعلى الأمراء التنفيذ وعلى هذا فيكون الأمراء تابعين للعلماء لأنهم منفذون لما يقول العلماء فهم أهل الشأن في هذا الأمر وإن كان كل منهم ولي أمر لكن العلماء هم الأصل إذا بينوا الشرع لزم الأمراء العمل به فإن لم يعملوا به لم يكونوا طائعين لله ورسوله ثم إن أمروا بخلافه فمعصيتهم واجبة إن أمروا بترك واجب أو فعل محرم فالحاصل أن ولاة الأمور هم العلماء والأمراء العلماء إيش وظيفتهم ؟ البيان والإرشاد والدلالة والأمراء وظيفتهم التنفيذ تنفيذ أحكام الله على عباد الله حتى تصلح الأرض فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول وهذا مما يؤيد أن مقام العلماء هنا أقدم وأقوى من مقام الأمراء لأن المنازعات لما تكون بين العلماء والفقهاء وإن كانت تحصل بين الأمراء هي بين العلماء والفقهاء أكثر إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وهذا شرط من باب الحذف والإغراء يعني إن كنتم صادقين في الإيمان فلا يكون مرجعكم إلا إلى الله والرسول إلى الله إلى كتابه والرسول إلى سنته حيا وميتا وقول بعض العلماء إليه نفسه في حياته وإلى سنته بعد وقاته هذا من باب الإيضاح وإلا حتى رجوعنا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام في حياته رجوع إلى سنته ذلك خير وأحسن تأويلا خير في الحاضر وأحسن تأويلا في المستقبل لأن تأويلا هنا مآلا وعاقبة والرجوع إلى الله والرسول خير للناس في معاشهم وخير للناس في معادهم حاضرا ومستقبلا قد يظن بعض الجهلة أن التمسك بالدين رجوع إلى الوراء وربما يصرح بعض الملحدين بذلك ويقول إنه لا يمكن أن نرجع إلى منهج له أربعة عشر قرنا انقرض أهله ولم يعيشوا هذه العيشة الحاضرة والحضارة التي نسميها إذا خالفت الشرع حقارة وليست حضارة يقولون إن الدين لا يمكن تطبيقه الآن اختلفت الأمور الدين الذي بينك وبين ربك لا بأس امش على ما كان عليه الرسول وأصحابه أما المنهاج الحيوي الاقتصادي الاجتماعي فهذا خاضع للزمان والمكان والأمم ولا يمكن أن نرجع بالأمة إلى ما قبل أربعة عشر قرنا لكن والله لو رجعوا إلى ما قبل أربعة عشر قرنا لفاقوا الأمم الموجودة الآن ولما ملكوا رقابهم وأراضيهم وأموالهم لكن إنما تخاطب بمثل هذا الكلام قوما لا يؤمنون ولو آمنوا لسهل عليهم الرجوع فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى حتى فيما بينك وبين أولادك أيضا لا تظن أننا نخاطب بهذا أو نتكلم بهذا عن ولاة الأمور الكبار الذين يملكون زمام القيادة في الأمة حتى أنت في نفسك طبق ما توجه به أهلك على ما جاء عن السلف فإن هذا خير وأحسن تأويلا وفي قوله عز وجل : فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إشارة إلى أنه ليس العبرة بالكثرة العبرة بما وافق ما جاء في كتاب الله وسنة الرسول لو كان عشرين.

Webiste