تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال... - ابن عثيمينالقارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين : نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق...
العالم
طريقة البحث
شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني ) . متفق عليه.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب وجوب طاعة ولاة الأمر في غير معصية، وتحريم طاعتهم في المعصية : " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني متفق عليه.
وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أهان السلطان أهانه الله رواه الترمذي، وقال: حديث حسن "
.

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذان الحديثان بقية باب وجوب طاعة ولاة الأمور في غير معصية الله: فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني : ففي هذا الحديث بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن طاعته من طاعة الله، قال الله تعالى: من يطع الرّسول فقد أطاع الله ، والنّبي عليه الصّلاة والسّلام لا يأمر إلاّ بالوحي، إلاّ بالشّرع الذي شرعه الله تعالى له ولأمّته، فإذا أمر بشيء فهو شرع الله سبحانه وتعالى، فمن أطاعه فقد أطاع الله ومن عصاه فقد عصى الله، الأمير إذا أطاعه الإنسان فقد أطاع الرّسول، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم : أمر في أكثر من حديث، أمر بطاعة وليّ الأمر وقال: اسمع وأطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك ، وقال: اسمعوا وأطيعوا وإن استُعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة ، وقال: على المسلم السّمع والطاعة في عسره ويسره، ومنشطه ومكرهه، وفي ما كرهه ورضيه ، والأحاديث في هذا كثيرة، فقد أمر بطاعة ولي الأمر، فإذا أطعت وليّ الأمر فقد أطعت الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، وإذا أطعت الرّسول فقد أطعت الله، وهذا الحديث وما سبقه، وما لم يذكره المؤلف، كلّها تدلّ على وجوب طاعة ولاّة الأمور إلاّ في معصية الله لما في طاعتهم من الخير والأمن والإستقرار وعدم الفوضى وعدم اتّباع الهوى.
أما إذا عصوا ولاّة الأمور في أمر تلزم طاعتهم فيه، فإنه تحصل الفوضى ويحصل إعجاب كلّ ذي رأي برأيه، ويزول الأمن، وتفسد الأمور وتكثر الفتن فلهذا يجب علينا نحن أن نسمع ونطيع لولاة أمورنا، إلاّ إذا أمرونا بمعصية، إذا أمرونا بمعصية الله فربّنا وربّهم الله، له الحكم ولا نطيعهم في هذا، نقول: أنتم يجب عليكم أن تتجنّبوا معصية الله، فكيف تأمروننا بها؟ فلا نسمع لكم ولا نطيع، وقد سبق لنا أن قلنا: إن ما أمر به ولاة الأمور ينقسم إلى ثلاثة أقسام: الأول: أن يكون الله قد أمر به، مثل أن يأمرونا بإقامة الجماعة في المساجد، وأن يأمرونا بفعل الخير وترك المنكر وما أشبه ذلك، فهذا واجب، واجب من وجهين: أولا: أنه واجب أصلا، والثاني: أنه أمر به ولاة الأمور.
والثاني: أن يأمرونا بمعصية الله، فهذا لا يجوز لنا طاعتهم فيها مهما كان، مثل أن يقول: لا تصلوا جماعة، احلقوا لحاكم، أنزلوا ثيابكم إلى أسفل، اظلموا المسلمين بأخذ المال أو الضّرب أو ما أشبه ذلك، فهذا أمر لا يطاع، ولا يحل لنا طاعتهم فيه، ولكن علينا أن نناصحهم وأن نقول: اتّقوا الله هذا أمر لا يجوز، لا يحل لكم أن تأمروا عباد الله بمعصية الله.
القسم الثالث: أن يأمرونا بأمر ليس فيه أمر الله ورسوله بذاته، ولا فيه نهي بذاته، فيجب علينا طاعتهم فيه: كالأنظمة التي يسنّونها وهي لا تخالف الشّرع فإن الواجب علينا طاعتهم فيها، والتّمشي على هذه الأنظمة، وعلى هذا التّقسيم إذا صار الناس فإنهم سيجدون الأمن والإستقرار والراحة والطمأنينة، ويحبّون ولاة أمورهم، ويحبّهم ولاة أمورهم.

Webiste